عروبة الإخباري – تقديرا لجهود جلالة الملكة رانيا العبدالله في المجال الإنساني والدفاع عن حقوق الأطفال وعملها لنشر السلام والتسامح والاحترام بين الشعوب ومواجهة العنف والتطرف تسلمت جلالتها امس الأحد جائزة آندريا بوتشيللي الإنسانية في إيطاليا.
وفي حفل تسلم الجائزة الذي أقيم في فلورنسا ألقت جلالتها كلمة أكدت فيها على ان العالم اليوم بحاجة ماسة إلى نهضة جديدة تقود الإنسانية لتقديم أفضل ما لديها عندما تكون المخاطر عالية. للعمل وعدم التردد، وللوصول الى الناس وليس التراجع.
وأضافت جلالتها ان “المخاطر لا يمكن ان تكون أكبر. فهناك الان قوى تعمل في سورية والعراق وجنوب السودان ونيجيريا وغيرها وتعتزم سحبنا للعصور المظلمة. يرهبون من تقدمنا، ويريدون منا ان نعيش في عالم أبيض وأسود حيث اللون الوحيد هو الأحمر لون إراقة الدماء”.
وقالت جلالتها ان “أولويتهم عند الاستيلاء على منطقة هي تدمير التراث والفن، وأي علامة على الحضارة بداية من مدينة تدمر التاريخية في سورية إلى نمرود المدينة الآشورية القديمة في العراق”.
ونوهت جلالة الملكة رانيا إلى ان الحضارة لم تكن هدفهم الوحيد، لأن هجومهم الأكثر إيلاما قد استهدف براءة الأطفال.
وأضافت جلالتها:” تتذكرون عمران ذو الخمس سنوات والذي تم إنقاذه الشهر الماضي من تحت الأنقاض بعد غارة جوية في حلب بسورية. كان يجلس في الجزء الخلفي من سيارة إسعاف، مغبراً، وفي حالة ذهول وصدمة. وكانت صدمته عميقة جدا بحيث لم يؤثر فيه حتى منظر دمه. صمته كان صرخة على العالم، وكان للعالم بضعة كلمات فقط يقدمها في المقابل.
كما دعت جلالتها الحضور إلى التساؤل حول الإرث الذي نريد ان نخلفه وراءنا وقالت: “والسؤال الذي يجب ان نطرحه على أنفسنا ونحن نتنقل في أزمات عصرنا هو.. ما الذي سيشكل عالمنا اليوم؟ ماذا سيكون إرثنا؟…هل هذا هو إرثنا للأجيال القادمة؟ حضارات تدمر وطفولة مدفونة إلى الأبد تحت أنقاض الحرب واللامبالاة؟”.
وكانت جلالتها قد ألقت هذه الكلمة خلال حفل توزيع جائزة آندريا بوتشيللي الإنسانية في فلورنسا والذي يهدف إلى جمع التبرعات للمؤسسات الخيرية بالأضافة إلى تكريم الشخصيات التي كرست جهودها في مجال العمل الإنساني.
الملكة رانيا: صمت عمران السوري كان صرخة على العالم
12
المقالة السابقة