كوريا الشمالية تجري تجربتها النووية الأقوى والعالم يندد

عروبة الإخباري- اعلن النظام الكوري الشمالي الجمعة انه اجرى تجربة نووية خامسة “ناجحة، وصفتها كوريا الجنوبية بعد رصد زلزال بلغت شدته 5,3 درجات بانها “الاقوى حتى الآن”، استخدمت فيها رأسا نووي واحدا، فيما توالت ردود الأفعال المنددة والمستنكرة.

وقال التلفزيون الكوري الشمالي ان “علماءنا النوويين اجروا اختبارا لانفجار ذري لرأس نووي حديث في موقع الاختبارات النووية في شمال البلاد”. واضاف ان “حزبنا يوجه رسالة تهنئة الى علمائنا النوويين (…) لاجرائهم تجربة ناجحة لتفجير رأس نووي”.

وكانت وكالة الانباء الكورية الجنوبية (يونهاب) ذكرت نقلا عن مسؤول في وزارة الدفاع الكورية الجنوبية لم تسمه “نعتقد ان الشمال اجرى اليوم تجربة نووية”، مضيفا ان سيول تعتبر ان “قوة الانفجار تعادل حوالى 10 كيلوطن وهو اقوى انفجار يقوم به الشمال حتى اليوم”.

وكانت التجربة النووية الثالثة التي اجرتها كوريا الشمالية في شباط(فبراير) 2013، تعتبر الاقوى وحررت كمية من الطاقة تقدر بما بين ستة وتسعة كيلوطن.

وقد رصد الزلزال عند الساعة 00,30 بتوقيت غرينتش بالقرب من موقع بيونغيي-ري في يوم ذكرى تأسيس كوريا الشمالية في 1948.

من جهته، افاد المعهد الاميركي للجيولوجيا ان الزلزال هو في الواقع “انفجار محتمل” قرب سطح الارض وليس في باطنها. لكنه لم يتمكن من تحديد مصدره.

اما وكالة الارصاد الجوية اليابانية فقد قالت ان الموجة التي سجلت مع الهزة الارضية “مختلفة عن تلك التي ترصد عند وقوع زلزال طبيعي”.

وذكرت وكالة الارصاد الكورية الجنوبية انها “ترجح” ان هذه الهزة هي في الواقع تجربة نووية، كما ذكرت وينهاب.

واعلن الجيش الكوري الجنوبي انه يقوم بتحليل طبيعة الزلزال.

وقال البيت الابيض انه يحلل الانفجار.

واجرت بيونغ يانغ اول تجربة نووية في 2006 مما اثار غضب الاسرة الدولية وادى الى فرض عقوبات عليها.

واثارت التجربة النووية الجديدة غضب دول المنطقة.

فقد وصفت الرئيسة الكورية الجنوبية بارك غيون-هي التجربة بانها “تدمير ذاتي” و”عمل استفزازي” سيزيد من عزلة هذا البلد. وقالت في بيان “بهذه التجربة النووية، لن يجلب نظام كيم جونغ-اون سوى مزيد من العقوبات والعزلة (…) وعمل استفزازي كهذا سيزيد من سرعة تدميرها الذاتي”.

اما رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي فقد اكد التجربة “غير مقبولة اطلاقا”. وقال “التجربة النووية الكورية الشمالية ليست مقبولة اطلاقا في نظر اليابان”.

وكان وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا صرح انه اذا تأكد اجراء التجربة النووية فان طوكيو “سترد بادانة قوية لكوريا الشمالية (…) وبدعوة مجلس الامن الامن الدولي الى اجتماع فوري”.

وفور الاعلان عن التجربة، دعا الامين العام للحكومة اليابانية يوشيهيدي سوغا الى مؤتمر صحافي عاجل. وقال “نعتقد ان هذه الزلزال وقع لان كوريا الشمالية اجرت تجربة نووية”.

وذكرت قناة التلفزيون “ان اتش كي” ان وزارة الدفاع تستعد لارسال طائرات عسكرية من اجل تحليل عينات من الهواء ورصد اي اشعاعات محتملة.

وقد تؤدي هذه التجربة الجديدة الى زعزعة ثقة الصين حليفة بيونغ يانغ وتضعف احتمال استئناف المفاوضات السداسية حول البرنامج النووي الكوري الشمالية، المتوقفة منذ 2008. وتشارك في هذه المفاوضات الكوريتان والولايات المتحدة والصين وروسيا واليابان.

وكانت بيونغ يانغ اطلقت الاثنين ثلاثة صواريخ بالستية قرابة الساعة 3,00 ت غ من منطقة هوانغجو في غرب كوريا الشمالية وسقطت في بحر اليابان، بعد اسبوعين على اطلاق غواصة كورية شمالية صاروخا بالستيا.

وقد رفضت ادانة مجلس الامن لاطلاقها صواريخ بالستية مؤخرا وتهديده باتخاذ “اجراءات اضافية اساسية” اذا لم تتوقف عن اطلاق هذه الصواريخ. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية ان بيان مجلس الامن “عمل لا يمكن القبول به يدوس كرامتها وحقها في الوجود وسيادتها وحقها في تأمين الدفاع عن نفسها”.

وتحظر القرارات الدولية على كوريا الشمالية اي برنامج نووي او بالستي.

وكان آخر هذه ردود الأفعال إعراب وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الاميركي جون كيري عن قلقهما اثر التجربة النووية الكورية الشمالية واعلنا انهما سيحيلان الامر على الامم المتحدة.

واكد كيري في تصريحات بجنيف قبل بدء مباحثاته مع لافروف حول سورية، انه بحث الامر ايضا مع اليابان وكوريا الجنوبية وانه اجرى “مباحثات جدية” حول هذه التجربة.

وقال لافروف “نحن قلقون جدا ولا بد من تطبيق قرارات الامم المتحدة بصرامة وعلينا توجيه رسالة قوية جدا”. كما اشار لافروف الى نيته بحث الامر مع نظيره الياباني خلال النهار.

واضاف “بالتاكيد اليابان وكوريا الجنوبية خصوصا قلقتان جدا بسبب قربهما” الجغرافي من كوريا الشمالية “لكني اعتقد ان الصين وروسيا والولايات المتحدة والجميع لديهم القلق ذاته بهذا الصدد”.

وتابع لافروف “نحاول(…) تحديد ما حدث بدقة (…) وسنبحث الامر بالتاكيد في الامم المتحدة”.(أ ف ب)

وكان الرئيس الرئيس الاميركي باراك اوباما حذر من “عواقب خطيرة” بعد تأكيد بيونغ يانغ الجمعة اجراء تجربة نووية جديدة، واتصل بالمسؤولين الكوريين الجنوبيين واليابانيين، كما اعلن البيت الابيض.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جوش ارنست ان “الرئيس اعلن انه سيواصل مشاوراته مع حلفائنا وشركائنا في الايام المقبلة للتأكيد على ان التصرفات الاستفزازية لكوريا الشمالية ستنجم عنها عواقب خطيرة”.

وصرح ارنست ان اوباما ابلغ بالوضع بينما كان على متن الطائرة الرئاسية عائدا من زيارة لآسيا.

واضاف ان الرئيس الاميركي الذي وصل الى واشنطن بعيد منتصف ليل الخميس الجمعة، اجرى مشاورات مع الرئيسة الكورية الجنوبية بارك غيون-هي ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في اتصالين هاتفيين منفصلين.

وتابع ان “الرئيس (اوباما) اكد التزام الولايات المتحدة الثابت بامن حلفائنا في آسيا والعالم”.

إلى ذلك  أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجمعة أن التجربة النووية الجديدة التي أجرتها كوريا الشمالية “مقلقة جدا ومؤسفة” إذا تأكدت.

وقال المدير العام للوكالة التابعة للامم المتحدة يوكيا أمانو ان التجربة تشكل “انتهاكا فاضحا لعدد من قرارات مجلس الامن الدولي وازدراء كاملا بطلبات الأسرة الدولية المتكررة”، مؤكدا أنها “عمل مقلق جدا ومؤسف”.

وأضاف أمانو أن مجلس الامن الدولي أكد في قراره رقم 2270 في آذار(مارس) “إدانته بأشدّ العبارات” للتجربة النووية الكورية الشمالية السابقة التي أجريت في كانون الثاني(يناير).

وأشار الى أن المجلس أكد مجددا أن على بيونغ يانغ “التخلي عن كل الاسلحة النووية والبرامج النووية القائمة بشكل كامل ونهائي ويمكن التحقق منه، ووقف كل النشاطات المرتبطة بها فورا”.

وقال أمانو أن “الوكالة تواصل متابعة القضية النووية (الكورية الشمالية) بشكل وثيق، ونبقى مستعدين للمساهمة بتسوية سلمية عبر استئناف نشاطات التحقق منها في هذا البلد بعد التوصل الى اتفاق سياسي بين البلدان المعنية”.

واكدت الصين انها “تعترض بشدة” على التجربة النووية الخامسة التي اجرتها كوريا الشمالية وقالت سيول انها الاقوى حتى الآن.

وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان ان كوريا الشمالية “اجرت اليوم مجددا تجربة نووية على الرغم من المعارضة العامة للاسرة الدولية”، مؤكدة انها “تجربة تعترض عليها الحكومة الصينية بشدة”.

واضافت الوزارة “ندعو بقوة الجمهورية الشعبية الديموقراطية الكورية الى احترام التزاماتها في الحد من انتشار السلاح النووي وتطبيق قرارات مجلس الامن الدولي في هذا المجال والامتناع عن اي عمل يمكن ان يؤدي الى تدهور الوضع”.

كما دعت الخارجية الصينية في بيانها الى تسوية الخلافات عبر المفاوضات السداسية المتوقفة منذ فترة طويلة.

وتشارك في هذه المفاوضات الكوريتان وروسيا والصين واليابان والولايات المتحدة.

واعلنت الرئاسة الفرنسية ان الرئيس فرنسوا هولاند “يدين بقوة” التجربة النووية الكورية الشمالية الخامسة التي اجريت الجمعة ويدعو مجلس الامن الدولي الى النظر في “هذا الانتهاك لقراراته”.

وقال الاليزيه في بيان ان “الاسرة الدولية يجب ان تتحد في مواجهة هذا الاستفزاز الجديد الذي يأتي بعد ادانة مجلس الامن الدولي بالاجماع للتجارب البالستية التي اجرتها كوريا الشمالية الاثنين”.

في حين وصفت الرئيسة الكورية الجنوبية بارك غيون-هي التجربة النووية الكورية الشمالية بانها “تدمير ذاتي” و”عمل استفزازي” سيزيد من عزلة هذا البلد.

وقالت الرئيسة الكورية الجنوبية في بيان “بهذه التجربة النووية، لن يجلب نظام كيم جونغ-اون سوى مزيد من العقوبات والعزلة (…) وعمل استفزازي كهذا سيزيد من سرعة تدميرها الذاتي”.

واضافت ان هذه التجربة النووية التي اكدت بيونغ يانغ نجاحها وقالت سيول انها الاقوى حتى اليوم، تدل على “تهور” الزعيم الكوري الشمالية و”هوسه” في بناء ترسانة نووية على الرغم من الانتقادات الشاملة”.

واكدت الرئيسة الكورية الجنوبية “سنعزز الضغط على الشمال باستخدام كل الاجراءات الممكنة بما في ذلك فرض مزيد من العقوبات مع الاسرة الدولية في مجلس الامن الدولي”.

وصرح رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الجمعة ان التجربة النووية الجديدة التي اجرتها كوريا الشمالية “غير مقبولة اطلاقا”.

وقال آبي بعد التجربة النووية الخامسة التي اجرتها بيونغ يانغ ويعتقد انها الاقوى حتى الآن، ان “اجراء كوريا الشمالية تجربة امر غير مقبول اطلاقا في نظر اليابان”.

واضاف رئيس الوزراء الياباني ان “البرنامج النووي في كوريا الشمالية يتحول الى تهديد اخطر لليابان ويعرض للخطر امن وسلام المنطقة والاسرة الدولية”.

وتابع ان “اليابان تحتج بشدة على كوريا الشمالية وتدينها باشد العبارات”.(وكالات)

شاهد أيضاً

محكمة الاستئناف في تونس تؤيد حكما بسجن الغنوشي

عروبة الإخباري – أيدت محكمة الاستئناف التونسية الجمعة حكما ابتدائيا بسجن زعيم حركة النهضة راشد …

اترك تعليقاً