بَعْد العديد من السَنَوات الدراسية الشاقة والمؤتمرات العلميّة ونُشر الأبحاث المحُكمة يَكَاد المرء أن يُنهي دراستة العُليا وَذَلِك في سَبِيل الحصول على أعلى المراتب الأكاديمية ومنْهَا لقب أستاذ دكتور، إذ يتفاجئ حاملي هذه الشهادات العُليا أن هنالك من هم مساوون لهم في اللقب تحت مسمى الدكتوراه الفخرية ، كيف لا إذا ما علمنا أن هناك العديد من الأشخاص لا يفرق بين حاملي تلك الألقاب، إذ يجب علينا هنا أن نفرق بين تلك الألقاب والمسميات ،حيث أن الدكتوراة هي شَهَادَة جامعية تمنحها الجامعات المعترف بها، وهي أعلى شهادات التخصّص في مجال ما، وغالباً ما تُسبق بمرحلة الماجيستير و تليها مرحلة الأستاذية، التي تمثل الاختصاص الدقيق، حيث تخوّل هذه الشهادة حامليها للتدريس، كل وفق اختصاصه، في جميع جامعات العالم مع ممارسة البحث العلمي، أي تُمنح الدكتوراه بعد تقديم أطروحة مطبوعة ومناقشتها أمام لجنة من الأساتذة المتخصصين في نفس المجال، وعادة ما تكون تلك المناقشة علنية على إثرها يتم منح الدرجة أو حجبها أو المطالبة بالقيام ببعض التنقيحات.
اما عن الدكتواره الفخرية فهي معنى رمزي لمن أدوا خدمات جليلة للمجتمع أو بروزا في مجال من مجالات الثقافة أو الاقتصاد أوالعلوم أو السياسة وأعتقد أن من يحصل عليها وخاصة من جامعة لها سمعتها ومكانتها هو في غنى عن تسميتها الوظيفية لأنه يكون في مرحلة أعلى منها هَذَا هو المقصود بها، أيضاً يعتبر منح الشهادة لشخصاً ما تكريماً مميزاً من المؤسسة التعليمية المانحة، ومن الطبيعي أن يكون هذا الامتياز محصوراً بالمؤسسات التربوية العريقة في أي بلد، علماً انه يفترض بالجامعة التي تمنح الدكتوراه الفخرية ان تكون قد حصلت على ترخيص بمنح درجة الدكتوراه العلمية، وبعد سنوات من منحها هذا النوع من الشهادات العلمية التخصصية يحق لها ان تمنح الدكتوراه الفخرية، على الرغم من أن الدكتوراه الفخرية لقب أكاديمي تكريمي، وليست مرتبة علمية، ومنحها مرتبط بالشروط والمعايير الآتية:
١.أن يتمتع الشخص المرشح للدكتوراه الفخرية بخصوصيات استثنائية في مجالات العطاءات العلمية أو الانسانية أو الوطنية.
٢.أن ينص قانون انشاء الجامعة الرسمية ، أو أنظمة إنشاء الجامعات الخاصة، على صلاحية منح شهادة الدكتوراه الأكاديمية، وأن يجاز لها منح شهادة الدكتوراه الفخرية في حدود اختصاصية محددة، تتوافق مع الكليات العاملة في الجامعة.
٣. أن تكون المؤسسة التعليمية المانحة جامعة عريقة وذات تراث علمي وفكري، ولها مصداقية أكاديمية
٤. أن يكون شخصية معروفة ومشهوداً لها، وأن تكون عطاءاته نوعية، وانجازاته رفيعة، وذات طابع عام وشامل.
وبالتالي فإن علينا ادراك ان مسميات الدكتوراه قد ترقى او لا ترقى بحاملها في هذا المجتمع، فكم من حامل لللقب يجهل معنى وقيمه ما يجب ان يقدمه للمجتمع وللأجيال وكم من عالم لا يحمل تلك الشهادات نتجاهله ونهمل ارائه لمجرد كونه لم يرتقي سلم الدرجات العليا. فمقياس التقيم هو الفكر والثقافه والتنوع المعرفي والطموح العلمي المتجدد بغض النظر عن اللقب.
وقيمه الدكتوراه الفخريه هي بقيمه الجهه العلميه المانحه وقيمه الشخص الممنوح وقيمتها معنويه ولن يستطيع حاملها التقدم بها لوظيفه ليس هو اصلا مؤهل لها. ولا يجوز حتى استخدام اللقب في بطاقات تعريف الأعمال او حتى عند الظهور في البرامج والندوات.
مع العلم بان عدد من صرفت لهم الدكتوراه الفخرية في الاردن في الأعوام الأخيرة الماضية اكثر مما حصلوا عليها أكاديميا باطروحات وأبحاث علمية، ويكمن السؤال هنا من هي الجهة المسؤولة والتي تراقب عملية منح تلك الألقاب الفخرية وكيف لنا تقنين هذة الشهادات.