عروبة الإخباري – اختتمت أمس فعاليات مهرجان الابداع الطفولي بـ مسرحية «في يدي نجمة» للمخرج وصفي الطويل في المركز الثقافي الملكي , وكانت أقيمت أمس على هامش المهرجان ندوة فكرية في فندق جراند بالاس حول مسرحية «الصدق الوفي» تأليف اوسكار وايلد وإخراج عصمت فاروق.
وقال استاذ قسم الدراما في كلية الفنون في جامعة اليرموك د. محمد نصار:»فلسفة المسرحية «الصديق الوفي» هي في الواقع محاولة للتعبير الفني والفكري عن أزمة أخلاقية في عصر بات يحكمه، وابتعد كثيرا عن الروحانيات المستمدة من ثقافتنا العربية ورأس سنامها (الدين الاسلامي)، بل ان المسرحية تعطي كثيرا من الشواهد الواقعية للحالة التي نعيشها».
ورأى د. نصار في الندوة التي أدارها د. يحيى البشتاوي:»ان المسرحية تحكي قصة الصراع التقليدية بين الخير والشر، الخير والايثار الذي يمثله في النص (هانز) وفي العرض (ورد) وبين الشر وحب الذات والأنانية التي يمثلها الطحان».
وأكد د. النصار على أن العرض عبارة عن:»قصة واقعية تهدف الى تكريس مفهوم الصداقة وتحاول ان تلفت انظار الاطفال الى مفهوم الصداقة، والواقع ان المخرج يحاول اثارة هذه المشكلة التي تستنكر على نفسها ارثها الانساني التي خطرت عليه في فوضى الاعمال الدرامية وتحاول اعادة تشكيل ثقافتنا من جديد».
وتابع:»يكمن سر نجاح المسرحية في التساؤل الذي طرح: وماذا بعد؟ حيث كان الجمهور مترفبا متشوقا لمعرفة النهاية وجاءت بموت الخير والوفاء والبراءة التي جسدها ورد، وهذا سر الاخفاق في النص والعرض حيث انتصار الانانية وحب الذات وهو انتصار الطحان».
قال المخرج عصمت فاروق:»من خلال تعاملي مع الاطفال على مدى ٢٥ عاما اكتشفت اننا الكبار مع الاسف ملوثين، وذلك من خلال تصرفاتنا امام ابنائنا الذي يرى الكثير من التناقضات ووالتي أثرت عليه سلبا، نحن في عالم يحيط بنا تحديات كبيرة، فيجب علينا معالجة الفساد الداخلي قبل التوجه لعلاج الفساد الخارجي، وأيضا اصلاح البيت والاسرة بقوانين وانضباطات صحيحة». واستدرك:»فموت ورد أوجد هاجسا عند الاطفال بطريقة الموت وقبوله، فاوجد عند الطفل تساؤلات بقبوله موت قيمه واحلامه وافكاره في سبيل شخص كبير كان يشكل نموذجا بالنسبة له، وهذا يتطلب منا ملاطفة الاطفال واعطائهم بصيص الامل للتغيير للأفضل، وهذا ما نسعى له».
وبين فاروق أنه:»لا يوجد صداقة حقيقية بين الكبار، وانما مبنية على نظام المصلحة، فعند حديث الوالدين عن الاصدقاء اما الطفل يتشكل لديه معرفة عن مفهوم الصداقة، خاصة اذا ارتبطت بالمصلحة والطفل يسمع ويخزن، فالاطفال يدرسونا ونحن لا نستطيع دراستهم، فيتعاملوا معنا بالنسبة لنقاط ضعفنا، فيكونوا منطقا لهم في التعامل مع الكبار».
ندوة حول مسرحية «مريم والنسر الذهبي»
وعقدت أيضا ندوة أخرى حول مسرحية «مريم والنسر الذهبي» للمؤلف د. فاضل السوداني وإخراج أحمد عليمات.
وقال رئيس قسم الفنون المسرحية في كلية الفنون في الجامعة الأردنية د. يحيى البشتاوي:»جاء العرض للدعوة إلى اطلاق العنان لمخيلة الطفل للقراءة والتعلم والإبحار في عوالم المعرفة، حيث يتم من خلال العرض استحضار مجموعة من الشخصيات التاريخية مثل: الجاحظ، جحا، وأشعب الطفيلي، وتحركها ضمن رحلة مشتركة مع النسر الذهبي الذي خرج من متحفه إلى العالم ليوصل صوته مع الشخصيات الأخرى في رحلة إلى مدينة متخيلة».
وبين د. البشتاوي في الندوة التي أدارها استاذ الفنون المسرحية في الجامعة الأردنية د. عمر نقرش:»أن العرض أفاد من تقنيات المسرح الملحمي عبر الاستخدام المبرمج لتقنية تبادل الأدوار، واختزال قطع الديكور المعبرة عن الشخصيات وأماكن خروجها إلى اطارات مفرغة عززت في الوقت نفسه الايحاء بالمكان، وتعددت الجوانب الوظيفية في استخدام قطع الأخشاب لصناعة المناظر المسرحية، مما خدم بمجمله المشهدية البصرية التي تأسس عليها العرض».
وقال المخرج عليمات:»صار على المسرحية إعداد قوي ولكن حرفنها عن مسارها ولسبب أننا نسعى إلى امتاع الطفل، فالهدف من بداية العمل كفريق تقديم اهداف من خلال الامتاع، ومن خلال تجربتي بمسرح الطفل لمدة 17 عاما فلدي هم لتغير فكرة المسرح ليكون المسرح جاذبا، والدخول في أعماق الطفل ومعرفة ما يحب وما يكره، فحاولنا تجسيد مجموعة من الحالات تجعل الطفل منجذب الى العمل».
وتابع العليمات:»بسبب سوء التقنيات قدم العمل بالاعتماد على ذكاء الممثلين، فحاولوا تجنب الموسيقى مع أنها لها دور وعنصر أساسي ومهم، وفي المشهد الأخير اصبح الممثلين يغنوا بأصواتهم، فاداركنا المشكلة، ولكن المسرحية بشكل عام فكل عنصر فيها كان له ثقل في المسرح، كما لم نشرك الطفل بالعملية التمثيلية وإنما حاولنا اشراك الطفل بالحس الذي لدينا فنسمع ردود الافعال من الجمهور».