حاولت يوماً أن أكون رياضياً وفشلت واخترت أن أنضم إلى جناح «الهتّيفة». لم أنجح مشجعاً، كما لم أنجح رياضياً، فقد أيّدت فريق كرة قدم لم يربح شيئاً منذ تأسيسه، ولو دخل لصوص غرفة «انتصاراته» لما وجدوا كؤوساً، وربما سرقوا السجادة من أرض الغرفة.
كنت صغيراً أؤيد فريق الأهلي المصري ضد غريمه حتى اليوم الزمالك، ولم يكن تأييدي للاعبين بل للأستاذ فكري أباظة، رئيس النادي وأحد أبرز صحافيي جيله. في لندن أيدت فريق ليفربول، فلم يربح شيئاً منذ اخترت الانتصار له.
هذه الأيام أقضي ساعات من الليل أمام التلفزيون لمتابعة دورة ريو دي جانيرو. لاحظت أن الناس يحتفون بالفائز، ولكن نادراً ما يتذكرون مَنْ حلَّ ثانياً أو يذكرونه.
التجربة علمتني أن أفضل حافز للاعب أن يكون متزوجاً ومديناً للبنك لأنه عند ذلك سيحاول الفوز.
لن أزعم أنني أقرأ الغيب ولكن أقول إن أكثر الميداليات الذهبية سيكون من نصيب فرق الولايات المتحدة والصين وألمانيا، وربما البلد المضيف البرازيل. روسيا حتماً سيتراجع نصيبها بعد فضيحة المنشطات، ولا أراها ستكون بين الدول الأولى في القائمة. وكان هناك اللاعب الروسي الذي قال إن المنشطات لا تدمر الحياة الرياضية للاعب، وإنما تدمرها الفحوص الطبية بعد المشاركة.
جمعت للقارىء بعض الملاحظات على الرياضة ممارسة أو فرجة، وهكذا:
– لماذا يركض ألوف الناس في شوارع لندن أو غيرها في ماراثون والشرطة ليست وراءهم وتطاردهم؟
– أسرع شيء في سباق الخيل الرهان الذي يضعه إنسان على حصانه المفضل ويخسره بسرعة البرق.
– متابع كرة القدم في حاجة إلى زوجة تحبه كثيراً لتستمع إليه وهو يشرح في أكثر من ساعة لماذا خسر الفريق الذي يؤيده المباراة.
– أكد رجل لزوجته أنه يحبها أكثر من كرة القدم، ولكن هذا الحب هو في الأشهر التي يتوقف فيها اللعب.
– رجل آخر قال إن زوجته قررت تركه لأنه يفضل كرة القدم عليها. قال إنه سيفتقدها خصوصاً أنهما متزوجان منذ تسعة مواسم.
– فريق كرة القدم تعرض لإصابات كثيرة إلى درجة أن صورة الفريق بعد المباراة كانت بالأشعة السينية (أكس راي).
– قرأت أن توني بلير حذر فريقه في منتصف الوقت من أن الفريق الآخر سيشن هجوماً مضاداً في النصف الثاني من المباراة. اللاعبون لم يصدقوه.
– التزلج مضيعة للوقت. ساعة تزلج وخمسة أيام في المستشفى.
– التزلج على الماء سخف، فرجل يجره قارب في الماء، ومن المستحيل أن يسبق القارب.
– سائق سيارة في سباق «فورمولا واحد» توقف سبع مرات في جناح فريقه ليسأل عن الطريق.
– كان صرصاران يلعبان كرة القدم في صحن، وتوقف واحد وقال للآخر: يجب أن نحسن مستوى لعبنا لأننا الأسبوع المقبل سنلعب في الكأس.
– بعد مباراة في الملاكمة أعطى الحكم الملاكم الخاسر كأساً ليضع أسنانه فيها.
أعود إلى ما بدأت به، فأنا أحب الرياضة مثل قراء «الحياة» جميعاً، إلا أنني مواطن عادي ولست ارستقراطياً لذلك لا أتابع الغولف، وإنما أتابع دورة ريو دي جانيرو وأعرف أن العلم الأولمبي يتألف من خمس حلقات متداخلة بالألوان أخضر وأحمر وأزرق وأسود وأصفر. البرازيل تعاني من أزمة مالية حادة والرئيسة ديلما روسيف ستُحاكَم. أخشى أن يبيع الفريق الأولمبي البرازيلي الحلقة الصفراء (الذهبية) لتنشيط اقتصاد البلد.