عروبة الإخباري- شنت حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس هجوما قويا على النظام الإيراني، واعتبرت تصريحات مستشار وزير الخارجية الإيراني، حسين شيخ الإسلام بحق الرئيس «انعكاسا لمفاهيم الخيانة والباطنية الناظمة لسياسة القائمين بأدوار تخريب وتدمير وشق الصف الفلسطيني».
وفي بيان شديد اللهجة لحركة فتح انتقدت بحدة النظام الإيراني بعد تصريحات شيخ الإسلام، وقالت إنه يعمل على «شرذمة الأمة العربية والإسلامية»، وإنه من «الداعمين للانقلاب والانقسام في وطننا فلسطين وفي كل مكان من البلاد العربية ودول المنطقة».
وجاء رد حركة فتح في أعقاب تصريحات حسين شيخ الإسلام التي تعرض فيها للرئيس عباس، عقب لقائه قبل يومين رئيسة المعارضة الإيرانية في باريس مريم رجوي.
وقال مستشار وزير الخارجية الإيراني حسين شيخ الإسلام، في هجومه على الرئيس عباس بعد اللقاء «هناك خط نفاق يعادي الثورة الإسلامية منذ انطلاقتها، وهو ما نراه مستمراً إلى اليوم».
وأضاف حسب ما نقل عنه «هذا «الخط النفاقي يجمع كل العناصر المدعومة من أمريكا والكيان الصهيوني».
وهاجم الرئيس عباس شخصيا واتهمه بـ»العمالة» لصالح جهاز المخابرات الأمريكية، وقال «تصرفاته على مدى العقود اللاحقة أثبتت ذلك».
وقالت حركة فتح في بيانها الذي ردت فيه على شيخ الإسلام» إنها وبعد قراءة دقيقة لتصريحاته المسيئة للرئيس القائد العام، ردا على استقبال سيادته لرئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الخارج مريم رجوي في مقر إقامته في باريس، أن ذلك يثبت فظاعة دور القائمين على خدمة المشروع الصهيوني بحملاتهم المنظمة على رئيس الشعب الفلسطيني وقائد حركة تحرره الوطنية، وعلى القضية الفلسطينية».
واتهم هؤلاء بأنهم «لعبوا سعوا وما زالوا لتدمير وتخريب الصف الفلسطيني، وتعميق الانقسام، وشجعوا طرفا على آخر من أجل اكتساب مواقع متقدمة لمصالحهم».
ورفض تبريرات إيران بالقول إنها تعمل لصالح فلسطين. وقال إن أهدافها «لا علاقة لها بالقدس أولى قبلتي المسلمين، وثالث الحرمين الشريفين، ولا بعدالة القضية الفلسطينية، وإنما أخذ طرف فلسطيني كورقة تخدم مصالحهم وفرض وتوسيع نفوذهم الإقليمي فقط».
وكثيرا ما كانت حركة فتح تتهم النظام الإيراني بدعم الانقسام السياسي الفلسطيني من خلال دعم حركة حماس.
وفي هذا الوقت لا تتمتع حركة حماس أيضا بعلاقات جيدة مع إيران، بعد أن قررت الحركة الخروج من سوريا، وتوجيهها انتقادات للنظام السوري الحليف الأقوى لإيران في المنطقة.
وفي سباق الهجوم الشديد من قبل حركة فتح على النظام الإيراني والمسؤول شيخ الإسلام، أشارت في ييانها إلى «فظاعة الخيانة التي ارتكبها هو وأمثاله، عندما اغتالوا قيم الوفاء لحركة فتح التي احتضنت الثورة الإيرانية، ومدتها بكل وسائل الدعم المادي والعسكري والمالي، وفتحت قواعدها للثوار على أمل أن يكون هؤلاء سندا للقضية الفلسطينية في إطار سياسة بلادهم».
وأضافت فتح «فإذا بنا لا نلمس منهم إلا الغدر والانقلاب على قيم الوفاء، والتمادي في دعم الانقلابيين في فلسطين، الذين وافقوا على دولة فلسطينية بحدود مؤقتة، على حساب ثوابت الشعب الفلسطيني وأهدافه الوطنية».
وحذرت حركة فتح في سياق هجومها على إيران من المساس بالرئيس عباس الذي قالت إنه يمثل «ضمير الشعب الفلسطيني». وأكدت أن الرئيس «خط أحمر لن يسمح لأحد الاقتراب منه بالإساءة أو التشكيك بإخلاصه للشعب الفلسطيني الذي انتخبه».
ودافعت حركة فتح عن لقاء الرئيس عباس برجوي. وجاء في البيان «نذكر هؤلاء أن فتح قد احتضنت في السابق حركات تحرر في العالم وساندتها، وما زالت تملك الحق في اللقاء والالتقاء مع ممثلي حركات التحرر في العالم، فنحن ما زلنا حركة تحرر وطنية نناضل من أجل الحرية الاستقلال، وعلينا تعزيز علاقاتنا مع كل القوى في العالم التي تشاطرنا التطلعات في الحرية وبناء مجتمعات حرة ديمقراطية تسودها العدالة «.
وأكدت في ردها على اتهامات شيخ الإسلام أن «الخاضع للإدارة ألأمريكية والقابل بشروطها على حساب مصالح الشعب الإيراني، والمتفق مع وكالة المخابرات المركزية «سي.اي.ايه» لا يحق له أبدا الحديث عن قضية فلسطين وشعب فلسطين ورئيس فلسطين».
وأضافت «تذكر فتح مستشار وزير الخارجية إن كان قد نسي أو تناسى عن عمد تمسك الرئيس محمود عباس بثوابت الشعب الفلسطيني، رغم التهديد بقتله والحصارات السياسية والاقتصادية والمالية والمؤامرات على الشعب والقضية»، لافتة إلى أن الرئيس قال «لا كبيرة ومدوية» بوجه الإدارة الأمريكية 25 مرة عندما تعارضت توجهاتها مع مصالح شعبنا الفلسطيني وحاولت فرضها على الشعب الفلسطيني.
وقالت فتح في نهاية بيانها إن منظومة إيرانية ينتمي لها حسين شيخ الإسلام «عملت وما زالت تعمل على إحلال الدمار والموت والحروب الأهلية الداخلية والفتنة المذهبية في كل بلد عربي استطاعت الوصول إليه».
وكان الرئيس عباس استقبل قبل مساء السبت، في مقر إقامته في العاصمة الفرنسية باريس، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الخارج مريم رجوي.
وأطلعها على تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وتحديدا ما يخص القضية الفلسطينية، إضافة إلى المبادرة الفرنسية.
واستمع من رجوي إلى شرح حول مؤتمر المعارضة الإيرانية السنوي الذي عقد مؤخرا في العاصمة الفرنسية باريس.