عروبة الإخباري – قال سمو الأمير الحسن بن طلال إن المشروع النهضوي للأمة يبنى من قبل من يحملون رسالة العلم والمعرفة، ويقدمون العمل الفكري الجاد.
وأضاف سموه، خلال رعايته لقاء أقامه منتدى الفكر العربي مساء أمس الثلاثاء ضمن سلسلة “نادي الكتاب”، إن استمرارية الإبداع تتطلب جهوداً حثيثة لتعزيز التواصل بين الثقافات، مبينا أن مد الجسور الثقافية بين الحضارات يعزز الحوار والتفاهم والتعاون بين الأمم، ويبدد الظلامية والتشدد.
وتناول اللقاء، الذي حمل عنوان “ترجمة الأعمال الكلاسيكية في التراث العالمي إلى اللغة العربية”، جهود العلامة الراحل أ.د. محمود علي الغول (1923-1983م) في ترجمة ملحمة “الإينيادة” لفورغيليوس أو فرجيل، والأعمال النقدية لهوراتيوس من أصول الأدب اللاتيني.
وتساءل سمو الأمير الحسن عن كيفية الحديث عن النهضة وكيفية التواصل الاجتماعي من دون محتوى علمي وفكري يسهم في إعداد المواطن المعتز بهويته وانتمائه لوطنه، مشيرا إلى أن الترجمة في السياق الحضاري العربي والعالمي ركيزة من ركائز النهوض، والانفتاح على الآخر، وهي من عناوين الرقي الحضاري، وتعد رافدا للفهم على الصعيد الإنساني.
وشهد اللقاء، الذي أداره الأمين العام لمنتدى الفكر العربي الدكتور محمد أبو حمور، مداخلات لعدد من الحضور من الأكاديميين والباحثين المتخصصين، إلى جانب شهادات عن العلامة الغول وأعماله الأكاديمية، قدمها عدد من أصدقائه ومعارفه.
وأشاد أبو حمور برعاية الأمير الحسن للجهود العلمية والفكرية وتكريم العلماء، ودور سموه في فتح آفاق التواصل والتفاعل بين الثقافات والحضارات، مشيرا، إلى إنجازات الراحل الغول في ترجمة أعمال رفيعة القيمة من تراث اللغة اللاتينية
وقدّم الباحثان د. عمر الغول والأستاذة نداء الخزعلي تعريفاً بالراحل الغول، ونشأته ومسيرته الأكاديمية، والمراحل الحياتية والعملية التي مر بها، مشيران إلى أن مؤلف ملحمة “الإينيادة” الشعرية بوبليوس فورغيليوس مارو، أو فرجيل كما يسميه العرب، كان يعتبر من مؤسسي الأدب اللاتيني، كما أن “الإينيادة” تمثل قصة تأسيس ونهوض الدولة الرومانية وحضارتها.
وحول الكتاب الآخر “هوراتيوس ناقداً” ومؤلفه الأديب الروماني كوينتس هوراتيوس فلاكوس، لفت الباحثان إلى أن المؤلف يعتبر من واضعي الأسس للأدب اللاتيني، واشتهر بكتاباته النقدية التي انتصر فيها للتجديد والجمال والإبداع في مجال الأدب والفن.
من جهته، تحدث الدكتور عدنان بدران، رئيس الوزراء الأسبق في شهادته، عن فترة عمل المرحوم الغول في جامعة اليرموك؛ مشيراً إلى أنه شغل مواقع إدارية عديدة، وعمل أستاذا للغة العربية، ولم تشغله المواقع الإدارية عن متابعة التدريس والبحث العلمي في اللغات السامية، وخاصةً لغات جنوب الجزيرة العربية في اليمن.
وفي الشهادتين اللتين قدمهما الدكتور معاوية إبراهيم ممثل الأردن في لجنة التراث العالمي باليونسكو، والدكتور إبراهيم السعافين أستاذ النقد الحديث، تناولا جهود المرحوم الدكتور الغول في الدراسات وتوثيق النقوش الأردنية، والتحقيق التاريخي من خلال الآثار، وانفتاحه على الثقافة الغربية.
وقدم الحاج زكي الغول أمين القدس الشريف، وشقيق المرحوم محمود الغول، لمحات من حياته، مشيراً إلى أنه عاش منذ طفولته حتى وفاته صادقاً، يحب الناس ولا يعرف البغضاء، يتحمل المسؤولية بكل اقتدار ويتقن القيام بعمله بجد وإخلاص.
الأمير الحسن يرعى لقاء ترجمة الأعمال الكلاسيكية في التراث العالمي إلى اللغة العربية
18
المقالة السابقة