تلقي هيلاري كلينتون اليوم خطابها في مؤتمر الحزب الديموقراطي الذي اختارها لتمثله في المنافسة على الرئاسة، وثقتي كبيرة بأنها لن تحاول تخويف الأميركيين من مستقبل مظلم لانتخابها كما فعل دونالد ترامب مع الجمهوريين قبل أسبوع.
ثمة خلافات واضحة بين الحزبين في إدارة البلاد. الديموقراطيون رفضوا اقتراح ترامب بناء جدار مع المكسيك وطلبوا البحث عن وسائل ليحصل 11 مليون مقيم غير شرعي في الولايات المتحدة على الجنسية الأميركية. هم أصروا على أن تغيير الطقس تهديد وتحدٍّ، وكان ترامب أنكر ذلك وتحدث عن «فحم نظيف». والحزبان اختلفا مرة أخرى على «الشراكة عبر المحيط الهادي» التي أطلقها بيل كلينتون بهدف ضمان حرية التجارة، وكانت هيلاري كلينتون عارضت الشراكة يوماً إلا أنها عادت فسكتت عنها.
كان هناك حديث قبل بدء مؤتمر الديموقراطيين عن أن أنصار بيرني ساندرز لا يزالون يعارضون ترشيح كلينتون ويعترضون عليها. وزاد موقف أقلية منهم تشدداً بعد انتشار أنباء عن «فضيحة» اللجنة الديموقراطية الوطنية، فقد سُرِّبَت «ايميلات» للجنة أظهرت أنها أيّدت كلينتون ضد ساندرز مع أنه يُفترَض أن تبقى على الحياد. رئيسة اللجنة ديبي واسرمان شولتز استقالت، وترددت أنباء يبدو أن لها أساساً عن أن روسيا سرَّبَت «الايميلات» لأن فلاديمير بوتين يدعم ترامب الذي امتدح الرئيس الروسي على رغم قرارات المقاطعة الأميركية والعقوبات.
بيرني ساندرز أيّد كلينتون بحزم ووضوح في خطابه في اليوم الأول من المؤتمر الاثنين، وقال إنها الأفضل للرئاسة. وقرأت أن استفتاء أظهر أن 90 في المئة من أنصاره سينتخبون كلينتون في أول ثلثاء من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
اليوم الأول شهد أفضل خطاب عبر أيام المؤتمر الأربعة، وكانت صاحبته السيدة الأولى ميشيل أوباما فقد هتف لها الجمهور مرة بعد مرة وقاطعها بحماسة، مع أن مدة الخطاب لم تزد على عشر دقائق.
ميشيل أوباما قالت عن كلينتون «أنا معها»، وحذرت الأميركيين من ترامب وشعاره عن إعادة عظمة أميركا وقالت: لا تسمحوا لأحد بأن يقول لكم إن بلدكم ليس عظيماً.
خطب في المؤتمر أعضاء في مجلسي النواب والشيوخ، وأعجبتُ بكلمة السناتور آل فرانكلن من منيسوتا الذي استمعت إليه في لندن يوماً، فقد كان دائماً ضد الحرب على العراق. وتحدثت أيضاً نانسي بيلوسي، رئيسة الأقلية الديموقراطية في مجلس النواب. باراك أوباما أيّد كلينتون دائماً، وبيل كلينتون انتصر لزوجته الثلثاء. وقرأت أنه ألقى أفضل خطاب له منذ تأييده باراك أوباما قبل ثماني سنوات. وتبعه نائب الرئيس جو بايدن بخطاب عظيم الأربعاء. كان بين الخطباء أيضاً محافظون في ولايات ورؤساء بلديات ومسؤولون كبار حاليون وسابقون وقادة نقابات ونشطون في كل مجال من حقوق الإنسان.
في كل استطلاعات الرأي العام السابقة كانت كلينتون متقدمة على ترامب بما يتراوح بين نقطتين و13 نقطة، وجاء مؤتمر الحزب الجمهوري، مع التركيز الإعلامي الهائل عليه، وقرأت أن الاستطلاعات أظهرت انقسام الناخبين بين المرشحَيْن، وكان هناك استطلاع جعل ترامب متقدماً على كلينتون بفارق نقطتين. مؤتمر الحزب الديموقراطي، مع التركيز الإعلامي التالي عليه، أعاد النِسَب القديمة وأظهرت استطلاعات الرأي العام أن كلينتون تتقدم على منافسها الجمهوري.
لا أزال مصراً على أنها ستكون أول امرأة ترأس الولايات المتحدة، وثقتي كاملة بأنها ستكون بعيدة من فضائح من نوع ما تابعنا أيام ولاية زوجها بيل. وأهم من هذا وذاك أنها أفضل ألف مرة للولايات المتحدة والعلاقات مع العالم الخارجي من الأحمق دونالد ترامب. حتى رونالد ريغان كان أفضل منه.