عروبة الإخباري – أكد السفير المغربي لدى الأردن لحسن عبدالخالق وقوف بلاده وتضامنها مع المملكة في مواجهة العمليات الإرهابية الأخيرة، كما اكد على تطابق وجهات نظر البلدين حول القضايا العربية والإسلامية والدولية، وتأكيدهما على الأهمية القصوى للتصدي لخطر الإرهاب.
وفي لقاء صحفي عقده في مقر السفارة امس الأربعاء، بمناسبة احتفالات المملكة المغربية بالذكرى السابعة عشرة لتولي الملك محمد السادس العرش، والتي تصادف بعد غد السبت، اوضح السفير ان الأردن والمغرب “يتفقان على أن الحرب على الإرهاب والتطرف بكافة صوره وأشكاله هي حرب المسلمين، ضد الذين يستهدفون الإسلام وقيمه السمحة”. مشددا ان على المجتمع الدولي “تكثيف مساعيه لمكافحة الفكر المتطرف والإرهاب، أينما وجد، ومهما كانت دوافعه وأشكاله، وفق مقاربة شمولية تدمج الأبعاد الأمنية والتنموية والدينية”.
وأشار عبدالخالق الى ان جلالة الملك عبدالله الثاني والعاهل المغربي، شددا على أهمية العمل على تعزيز التضامن ووحدة الصف العربي، في ظل التحديات السياسية والأمنية التي تشهدها المنطقة، للتصدي لآفة الإرهاب الخطيرة التي تهدد أمن دول المنطقة العربية والقارة الإفريقية والعالم.
كما “أكدا وجوب العمل على تجفيف منابع الإرهاب، وحث العلماء والمفكرين والمثقفين للنهوض بدورهم ومسؤولياتهم للخروج بخطاب ديني وإعلامي، فكري وتنويري، يستند إلى التعاليم الصحيحة للإسلام، وجوهره الحقيقي وسماحته، ويرسخ مبادئ الاعتدال والانفتاح والتسامح والحوار”.
وفيما يخص القضية الفلسطينية، قال ان البلدين يتفقان على أهمية تحرك المجتمع الدولي وتكثيف جهوده لإيجاد تسوية شاملة وعادلة على أساس مبادرة السلام العربية وحل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، لتمكين الشعب الفلسطيني من جميع حقوقه غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعلى حدود الرابع من حزيران “يونيو” 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
و”تأكيدا لما تحظى به مدينة القدس من رعاية خاصة من لدن صاحبي الجلالة، وانطلاقا من رئاسة الملك محمد السادس للجنة القدس، التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، والوصاية الهاشمية التي يتولاها الملك عبدالله الثاني على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، أعرب البلدان الشقيقان عن إدانتهما لسياسة فرض الأمر الواقع التي تعتمدها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في القدس الشريف وجميع ممارساتها غير القانونية، التي تسعى إلى تهويد المدينة المقدسة وتغيير وضعها القانوني وطابعها الحضاري وتركيبتها الديمغرافية”، وفقا للسفير.
وبخصوص الأزمة السورية، أكد السفير تقدير بلاده للمجهود الكبير الذي يقوم به الأردن في استضافة اللاجئين السوريين، وما يتحمله من أعباء وتحديات كبيرة جراء ذلك، داعيا المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته وتقديم المساعدات للأردن من أجل مواجهة تلك الأعباء التي تفوق إمكانياته وقدراته.
وأشار الى ما يقدمه المستشفى الميداني الجراحي المغربي في مخيم الزعتري، مبينا انه قدم لغاية الآن اكثر من “مليون خدمة طبية للاجئين السوريين”، كما انه سلم لهم أدوية بالمجان، وأشرف طاقمه على إجراء 4840 عملية جراحية، كما أشرف على توليد 1186 سيدة سورية.
وحول العلاقات الثنائية بين البلدين، اعتبر انها تميزت على مر التاريخ بالتواصل والتشاور المستمر على أعلى المستويات، وبالتفهم المتبادل للقضايا الوطنية للبلدين والحرص على الارتقاء بالعلاقات. مشيرا الى توقيع 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامج تنفيذي في قطاعات مختلفة بين البلدين خلال اجتماع اللجنة العليا المشتركة برئاسة رئيسي حكومتي البلدين في نيسان (أبريل) الماضي، في الرباط.
وحول الإصلاحات التي تشهدها بلاده لخدمة الديمقراطية والتنمية، قال إن “الملك محمد السادس ومنذ توليه العرش، عمل على جعل المواطن المغربي في صلب العملية التنموية بأبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومكنت مبادراته الإصلاحية من جعل المغرب جديرا بالاحترام على الصعيد الدولي”.
عبدالخالق: الأردن والمغرب يتبنيان الدعوة لخطاب ديني تنويري
13
المقالة السابقة