أرشح الكتب التالية كأفضل عشرة كتب صدرت في العام 2015 باللغة العربية، وجميعها عدا واحد مترجمة: “المجتمع الشبكي”، تأليف دارن بارني، وترجمة أنور الجمعاوي؛ “المجتمعات المتخيلة”، تأليف بندكت أرسن، وترجمة ثائر ديب؛ “الثقة: الفضائل الاجتماعية ودورها في خلق الرخاء الاقتصادي”، تأليف فرانسيس فوكوياما؛ “بيولوجيا السلوك الديني”، مؤلف جماعي، تحرير ج. ر. فيرمان، وترجمة شاكر عبدالحميد؛ “مستقبل القوة”، تأليف جوزيف ناي، وترجمة أحمد عبدالحميد نافع؛ “الحرية”، تأليف أيزايا (اشعيا) برلين، وترجمة معين الإمام؛ “معنى المعنى: دراسة لأثر اللغة في الفكر والعلم والرمزية”، تأليف تشارلز أوغدن وايفر ارمسترنغ ريتشارد، وترجمة كيان الزبيدي؛ “السعي بحثا عن الطاقة والأمن، وإعادة تشكيل العالم الحديث”، تأليف دانييل بيرغن، وترجمة هيثم نشواتي وشكري مجاهد؛ “يهود البلاد العربية”، تأليف خيرية قاسمية؛ “التصميم العظيم: إجابات جديدة عن أسئلة الكون الكبرى”، تأليف ستيفن هوكينغ، وترجمة أيمن أحمد عياد. ويقدم كتاب “المجتمع الشبكي” مقاربة مفيدة في استيعاب وفهم التحولات المصاحبة للحوسبة والتشبيك، والتي غيرت في الأعمال والثقافة والمجتمعات والعلاقات تغييرا عميقا، لا يقل جذرية وأهمية عن التحولات التي صاحبت الثورة الصناعية. فيما يطرح كتاب “الجماعات المتخيلة” مسألة القومية من زاوية جديدة ملفتة وذكية؛ فهو يعرفها بأنها جماعة سياسية متخيلة، لكنها تظل جماعة حقيقية وواقعية ليس فقط لأن فعلها وتأثيرها حقيقي وواقعي، بل لأن تخيلها يجري بأدوات واقعية قائمة. ويهتم كتاب “الثقة” بالأبعاد الاجتماعية والأنثروبولوجية للاقتصاد. ويلاحظ أن البلدان المزدهرة تميل إلى أن تكون تلك التي يمكن أن تتم فيها العلاقات التجارية بين الناس بشكل غير رسمي ومرن على أساس الثقة، مثل ألمانيا واليابان والولايات المتحدة. ويشترك مؤلفو كتاب “بيولوجيا السلوك الديني” في اعتقادهم أن عالمنا منقسم على نحو خطير، بسبب تلك الفروق الدينية، وكذلك لأنه لا الدين بمفرده ولا العلم بمفرده يمكنه أن يقيم جسراً يصل بين أطراف هذا الانقسام ويقوم برأب الصدع القائم بينهما. في كتاب “مستقبل القوة”، يعكس المؤلف القلق الأميركي على مستقبل المكانة الدولية، والانشغال ومحاولة التنبؤ بالتحديات الجديدة. ويحاول البحث عن موارد القوة والتأثير الجديدة التي يمكن أن تساعد الولايات المتحدة في المحافظة على دورها القيادي العالمي، ومواصلة ازدهارها الاقتصادي في عصر المعرفة.
ويقدم برلين في كتابه “الحرية” الليبراليين بأنهم آمنوا بالقوة اللامحدودة للتعليم والتثقيف وقدرة الأخلاق العقلانية على التغلب على البؤس الاقتصادي وغياب العدالة والمساواة. وأن الإنسان قادر من حيث المبدأ على الأقل، وفي كل مكان وظرف، أن يكتشف حلولا عقلانية لمشكلاته ويطبقها. ولأن هذه الحلول عقلانية، فلا يمكن أن تتصادم، وستشكل في نهاية المطاف نظاما متناغما متناسقا تسود فيه الحقيقة والحرية والسعادة، وتتاح فيه فرصة لامحدودة للتطور الذاتي من دون معوقات. ويقول مؤلفا “معنى المعنى” إن “اللغة أهم أداة من أدوات الحضارة”. والكتاب يفتح آفاقا كما يصفه امبرتو ايكو في التطور التكنولوجي الحاسوبي القائم اليوم على فهم اللغة والعقل والإنسان. ويقرر بيرغن في كتابه “السعي بحثا عن الطاقة والأمن”، أن العالم المعاصر يعود إلى قدرة الإنسان على تسخير الطاقة.
ويبعث كتاب خيرية قاسمية مسألة اليهود العرب في بعدها العربي والإسرائيلي. وقد تكون مسألة اليهود العرب محتملة الإيجابية أو مفيدة في تسوية الصراع العربي والفلسطيني الإسرائيلي.
وصارت أسئلة الفلسفة المتعلقة بالوجود أسئلة العلم، وفي ذلك يجيب الفيزيائي الشهير ستيفن هوكينغ بتقديم أحدث الأفكار العلمية عن ألغاز الكون التقليدية والمستمرة. إن قوانين الطبيعة تخبرنا بالطريقة التي يسلك بها الكون، لكنها لا تجيب علن أسئلة لماذا؛ لماذا يوجد شيء ما بدلا من لاشيء؟ لماذا نحن موجودون؟ لماذا هذه المجموعة من القوانين وليس مجموعة أخرى؟