عروبة الإخباري – يبدو أن نظرة الغرب بدأت تتغير تجاه واقع الجيش الليبي الذي يقوده الفريق أول خليفة حفتر، خاصة بعد السيطرة شبه الكاملة على بنغازي، واستعداداته الكبيرة لخوض المعركة التي قد تكون فاصلة في حربه على الإرهاب.
وأكدت تسجلات نشرها موقع “ميدل إيست آي” البريطاني وجود قوات بريطانية وفرنسية وأمريكية وإيطالية في قاعدة بنينا في مدينة بنغازي لمساندة قوات خليفة حفتر قائد الجيش والتنسيق ضد داعش.
وتظهر تسجيلات تضمنت حوارا بين طيارين في غرفة القيادة، أن القوات الغربية الموجودة في ليبيا لا تقوم فقط بمهام المراقبة والاستطلاع، كما هو معلن في التصريحات الرسمية لتلك الدول، بل تشارك في تنسيق وتنفيذ الضربات الجوية إلى جانب قوات حفتر لمساعدته في السيطرة على شرق ليبيا من الجماعات المتطرفة.
ويوضح أحد التسجيلات الصوتية عملية التنسيق لضربة جوية استمرت ساعة، حيث يمكن بوضوح تمييز أصوات الطيارين والمراقبين الجويين يتحدثون بلهجات عربية وبريطانية وفرنسية وإيطالية وأمريكية.
وظهر صوت طيار بريطاني بوضوح في أحد التسجيلات وهو يقول: “بنغازي، صباح الخير، اسكوت 9908، اسكوت 9908، نعلمكم بأننا على اتصال مع المجال الجوي في بنغازي”.
وتضمن تسجيل صوتي آخر مكالمة مماثلة تقول “اسكوت 9908 معكم مجددا من بنينا” وفي تسجيل ثالث يقول المتصل “هنا اسكوت 9908 نحن في بنينا بالكامل ووجهتنا التالية هي ليما غولف سييرا الفا”.
ويتبين من محتوى التسجيلات أن المتحدثين باللغات الفرنسية والإيطالية هم من يوجهون الحركة الجوية من غرفة القيادة، واستخدم الأمريكيون إشارتين هما “برونكو71″ و”موستانغ 99” وهي أسماء سيارات أمريكية كلاسيكية.
وفي المقابل جاءت ردود بأصوات تنطق باللهجة الليبية، إذ ورد في أحد التسجيلات “لقد تم التعامل مع الهدف الأول، الهدف كان في سوق الحوت”، وتابع “تعاملنا مع الهدف الثاني، ونسعى خلف الثالث بإذن الله” وجاء رد غرفة القيادة “تقدموا خلف الهدف”.
ويرى خبراء عسكريون أن قوة الفريق حفتر والجيش الذي يقوده تنامت بشكل كبير بعد تلقيه الأموال والأسلحة، وتحقيقه لنجاحات عسكرية ضد الإرهاب في “برقة”، وتزامن كل ذلك مع قرب خوضه لمعركة حاسمة ضد “داعش” في سرت.
وكانت صحيفة “فورميشي” الإيطالية، قد نشرت في تقرير سابق أن فرنسا تقف بقوة بجانب الفريق حفتر، ومجلس النواب المعترف به دوليًّا، والحكومة المؤقتة التابعة له في البيضاء، شرق ليبيا.
وأضاف التقرير أن الفريق حفتر والحكومة المؤقتة يتمتعان بدعم قوي من مصر، ودول الخليج العربي، باستثناء قطر، مؤكداً أن واشنطن تعتبر داعمة أيضا لأنه يعنيها أن يتم تدمير “داعش” بليبيا.
يذكر أن حفتر يقود منذ 2014 عملية عسكرية أطلق عليها “معركة الكرامة” شن خلالها هجوما ضد المسلحين المتشددين في مدينة بنغازي ليتحالف في وقت لاحق مع الحكومة الشرقية التي تتخذ من طبرق مقرا لها.