محور حول مستقبل التنمية والاقتصاد العربي في العدد الجديد من مجلة “المنتدى”

mnrda-abohmoor25

عروبة الإخباري – اشتمل العدد الجديد المزدوج (264-265) من مجلة “المنتدى” الفكرية الثقافية الفصلية، التي يصدرها منتدى الفكر العربي، على مجموعة من الدراسات والمقالات كتبها مفكرون ومتخصصون وخبراء أردنيون وعرب في قضايا وجوانب اقتصادية وتنموية استراتيجية مختلفة، ضمن محور عام حول “مستقبل التنمية والاقتصاد العربي في ظل التحولات العالمية”، وكذلك ملف خاص عن “الميثاق الاقتصادي العربي”، الذي أطلقه المنتدى في آب/ أغسطس من العام الماضي ويتصدر العدد كلمة صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال بمناسبة إطلاق هذا الميثاق، والتي جاءت بعنوان “نحو تحقيق التنمية الإنسانية المستدامة”، التي دعا فيهاإلى الإيجابية في بحث ما يمكن عمله لتحقيق التنمية المستدامة في نطاق الوطن والإقليم والعالم؛ مشيراً إلى أن السمة البارزة في عالمنا اليوم هي التكتلات الاقتصادية المتنافسة على الثروات العربية، فيما بعض الدول العربية التي تحتدم فيها الصراعات تكاد تقتسم لقمة العيش. ومن الصعب الحديث عن التكامل الاقتصادي والاجتماعي العربي المنشود، لغياب التفاعل بين الكفاءات والمؤهلات والقدرات العربية وبين الصناعة والإنتاج.
وأضاف سموه أن الحلول غير المبتكرة والتلكؤ والتسويف لا تحل مشكلة، فالموقف يتطلب الجرأة في القول وفي العمل، وإحياء الروح فينا، وأن الجميع – سواء المجتمع الدولي أو المسؤولين العرب والمنظمات الإقليمية ومن بينها المؤتمر الإسلامي – مطالب بدعم رأسمالنا الحقيقي وهو الإنسان. وأنه في ضوء ما تشهده المنطقة والإقليم من تطورات متسارعة على صعيد الحرب والإرهاب والصراعات المذهبية والطائفية، والاتفاق النووي في فيينا، فإن مستقبل الإقليم يكمن في الحوار لا في الحروب. وأن الفرصة ما زالت أمامنا متاحة لإعادة توجيه الطاقة الكامنة في الوطن العربي نحو البناء، بدلاً من تركها في حالة من الفوضى والهدر والتنسيق الغائب.
وفي كلمته الافتتاحية، أشار د. محمد أبو حمور الأمين العام للمنتدى إلى أن الميثاق الاقتصادي العربي جاء خلال سنوات الربيع العربي وتداعياته من الاضطراب وعدم الاستقرار وهواجس المستقبل الضبابي، التي تزيد حدتها الأطماع الخارجية والفتن الداخلية، وعلينا أن ندرك أن صنع المستقبل لا يمكن أن يكون قطرياً، ولا يمكن لدولة أن تبقى بمعزل عن تأثيرات ما حولها. وأوضح أن التأكيد على ضرورة إعادة العمل العربي المشترك إلى مساره الصحيح هو من صميم الواقعية، القائمة على أساس أن الاقتصاد هو محور رئيسي في استقلال القرار العربي، والضمانة لتحقيق العدالة الاجتماعية والتقدم والكرامة الإنسانية.
وفي تصديره لمحور العدد، تناول د. أبو حمور “المشهد الاقتصادي العالمي والإقليمي والعربي والمحلي”، محذراً من آثار التراجع في معدلات النمو بعد انخفاض أسعار النفط وما ترتب عليها من خسائر، وارتفاع معدلات البطالة عربياً التي بلغت 17,5 بالمئة أو ثلاثة أضعاف المتوسط العالمي، وأكد أن عدم توفير فرص عمل للشباب معناه أننا سنعاني لسنوات وسنوات من ربيع دموي في الوطن العربي. كما أوضح أن الاستثمار العربي البيني والتجارة العربية البينية في حالة ضعف، مع أن فرص الاستثمار هذه متاحة إذا ما توفرت الإرادة السياسية.
وبيّن د. أبو حمور في تحليله للوضع الاقتصادي المحلي في الأردن أن البيئة الملتهبة حولنا لها دور كبير وتأثير يؤخذ بالحسبان، مؤكداً أهمية ما تحدث عنه جلالة الملك عبدالله الثاني من العمل على تحويل التحديات إلى فرص. كما حلل الجوانب المتعلقة بالصندوق الاستثماري الأردني، وأشار إلى ضرورة مراعاة خصوصية الاقتصاد الأردني والمواطن الأردني والبيئة الإقليمية في القوانين ومشاريع القوانين، وكذلك العمل على توطيد الشراكة بين القطاعين العام، والخاص الذي يمثل ثلثي الاقتصاد تقريباً، بينما تمثل الحكومة الثلث كقيمة مضافة، وأن تترك الأنشطة الاقتصادية التي يمكن إدارتها على أسس تجارية للقطاع الخاص، وتمارس الحكومة في هذه الحالة دورها في التنظيم والرقابة.
تضمن العدد مقالات ودراسات أيضاً لكل من: د. جواد العناني و د. إبراهيم بدران/ الأردن حول “الميثاق الاقتصادي العربي” وفلسفته ومضامينه، و د. حميد الجميلي/ العراق الذي بحث في “نواحي قصور التجربة العربية للتكامل الاقتصادي من خلال مدخل التبادل التجاري”، و د. محمد عبد العزيز ربيع/ الأردن عن “النظرية الثقافية في التنمية”، و د. هناء الصديق القلال/ ليبيا التي كتبت دراسة عن “التمكين الاقتصادي للشباب والعوائق التي تحد منه في الوطن العربي”، وخلدون ضياء الدين/ سويسرا في بحثه حول “متطلبات الاقتصاد العربي من تأهيل الشباب الجامعي”. كما تناول د. باسل البستاني/ العراق “آفاق التعاون الاقتصادي العربي الكوري”، وبحث د. أحمد العساف/ الأردن في “أثر الائتمان المصرفي في نمو قطاع العقار في الأردن 1990-2012”.
وكتبت د. نادية سعد الدين/ الأردن دراسة العدد المعنونة “تأثير البُعد الجيوسياسي في الأمن الإقليمي العربي (العراق نموذجاً)”، كما كتب ثابت الطاهر/ الأردن دراسة عن حماية اللغة العربية والجهود التي شهدتها الدول العربية مؤخراً في هذا المجال بعنوان “لغتنا العربية”. وفي باب “كتب وقراءات ونقد”، راجع د. صلاح جرار/ الأردن كتاب “جمهوريتي” للدكتور نزار يونس/ لبنان، وكتب يوسف يوسف/ الأردن تحليلاً في البحث وخيارات المنهج الموضوعي من خلال قراءته لكتاب “أصول العقائد البارزانية” للباحث فريد أسسرد/ كردستان، وقرأ د. فيصل غرايبة/ الأردنكتاب “آفاق العصر الأمريكي: السيادة والنفوذ في النظام العالمي الجديد” للدكتور جمال سند السويدي/ الإمارات، وكتب كمال القيسي/ العراق عرضاً للمفاهيم التي تضمنها كتابه “النفط والهيمنة: القوة والتحكم”، وقدم يوسف عبدالله محمود/ الأردن قراءة في كتاب “الأصولية بين الظلامية والتنوير” للدكتور الطيب تيزيني/ سورية.
يذكر أن مجلة “المنتدى”، التي يرأس تحريرها د. محمد أبو حمور ويدير التحرير كايد هاشم، تقدم في كل عدد من أعدادها محوراً متخصصاً في القضايا الساخنة المتعلقة بالراهن والمستقبل العربي، وبما ينتجه المنتدى من دراسات وأبحاث وتحليلات منبثقة عن مشروعاته وأنشطته العلمية في المؤتمرات والندوات واللقاءات الفكرية

شاهد أيضاً

الرواشدة: ضرورة عدم ترك المجال لأي كان أن يفرض روايته عن الأردن في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي

عروبة الإخباري – ألقى الكاتب السياسي والروائي رمضان الرواشدة،  محاضرة بعنوان (دور الإعلام في توجيه …

اترك تعليقاً