عروبة الإخباري – ارتفع عدد التوقيعات الإلكترونية على عريضة تطالب الحكومة بإجراء استفتاء ثان على عضوية بريطانيا بالاتحاد الأوروبي إلى نحو 1ر3 مليون توقيع، وذلك مع تعمق الأزمات بين الحزبين الكبيرين بالبلاد.
وتذكر العريضة الموجهة إلى البرلمان أنه ينبغي أن تلتزم الحكومة بقاعدة أنه “إذا كانت الأصوات الداعمة للبقاء أو الخروج أقل من 60% وكان الإقبال أقل من 75% ، فإن عليها إجراء استفتاء آخر”.
وكان 52% صوتوا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، من بين 72% أدلوا بأصواتهم من إجمالي 5ر46 مليون شخص يحق لهم التصويت. وتجدر الإشارة إلى أن البرلمان ملزم بـ”النظر من أجل النقاش” في أي مذكرات تحمل أكثر من 100 ألف توقيع.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن إجراء استفتاء ثان لن يكون ممكنا. على صعيد اخر سحب سبعة أعضاء من حزب العمال البريطاني المعارض تأييدهم أمس الأحد لزعامة جيريمي كوربين للحزب مما دفع الحزب إلى دوامة في أعقاب تأييد البريطانيين للانسحاب من الاتحاد الأوروبي. وعزل كوربين في وقت سابق اليوم هيلاري بين من منصبه كوزير للخارجية في حكومة الظل العمالية بعد أن قال بين إنه فقد ثقته في قيادة الحزب.
وسحبت جلوريا دي بييرو وهيدي ألكسندر ولوسي بويل وإيان موراي تأييدهم لجيريمي واستقالوا من حكومة الظل. وقال تلفزيون سكاى نيوز إن ليليان جرينوود وكيري مكارثي استقالا أيضا من حكومة الظل العمالية.
وقال بعضهم في بيانات إنهم يتشككون في قدرة كوربين على قيادة الحزب إلى الفوز في الانتخابات البرلمانية المقبلة. ويجب إجراء الانتخابات في غضون أشهر بعد أن أعلن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون يوم الجمعة عزمه الاستقالة بحلول أكتوبر تشرين الأول بعد نتيجة الاستفتاء.
من جهته قال بيتر ألتماير رئيس هيئة العاملين في المستشارية الألمانية إنه يجب إتاحة الفرصة للندن لإعادة التفكير بشأن عواقب خروجها من الاتحاد الأوروبي. ونقلت شبكة (أر.إن.دي) الصحفية عن ألتماير قوله “يجب أن يكون لدى السياسيين في لندن فرصة لإعادة التفكير في عواقب الخروج.” وأضاف ألتماير أنه في حال خروج بريطانيا من التكتل فهذا سيكون “نقطة تحول صعبة تترتب عليها عواقب كثيرة” ومضى بالقول إنه بإمكان بريطانيا لاحقا التقدم بطلب الانضمام من جديد إلى الاتحاد “لكن هذا الأمر سيستغرق الكثير من الوقت.” من ناحيتها قالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موجيريني الاحد ان قرار المملكة المتحدة الخروج من الاتحاد الاوروبي يجعل وحدة هذا التكتل اكثر اهمية لمواجهة التحديات المتمثلة في الازمات التي تزداد تدهورا في انحاء العالم.
وحذرت موغيريني في تقرير حول “الاستراتيجية الشاملة للاتحاد الاوروبي” من “ان مصيرنا ووجودنا ذاته بات على المحك في الوقت الذي يحتاج فيه مواطنونا والعالم الى اتحاد اوروبي قوي اكثر من اي وقت مضى”.
وسيقدم هذا التقرير إلى رؤساء دول وحكومات الاتحاد في قمتهم الثلاثاء والاربعاء في بروكسل التي تهيمن عليها الاثار المترتبة على خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي. واضافت موجيرني في التقرير “في هذه الاوقات الصعبة، فان اتحادا قويا يعني اتحادا يحدد الاستراتيجية ويتقاسم الرؤية ويتحرك بالتشاور” بين أعضائه. وتابعت “بات ذلك اكثر صحة بعد الاستفتاء البريطاني”. وفي التقرير، أشارت موجيريني إلى أهمية طموح إرساء “التعويل على الذات استراتيجيا بالنسبة للاتحاد الاوروبي وهذا امر ضروري للنهوض بالمصالح المشتركة لمواطنينا وايضا بمبادئنا وقيمنا”.
وكان القادة الاوروبيون طلبوا منها العام الماضي “استراتيجية شاملة حول السياسة الخارجية والامن” لمعالجة الأزمات التي تهز اوروبا، وخصوصا أسوأ موجة هجرة منذ عام 1945. وأعلنت نيكولا سترجون رئيسة الوزراء الاسكتلندية امس الاحد ان “المملكة المتحدة التي صوتت اسكتلندا في 2014 للبقاء فيها لم تعد موجودة”، مشيرة الى ان من “المرجح جدا” إجراء استفتاء جديد بعدما صوت البريطانيون للخروج من الاتحاد الاوروبي. واضافت سترجون لهيئة الاذاعة البريطانية “سأبذل كل ما في وسعي لحماية مصالح الاسكتلنديين”.
وخلافا للبريطانيين، صوتت غالبية الاسكتلنديين للبقاء في الاتحاد الاوروبي، واكد استطلاعان للرأي نشرت نتائجهما الاحد انهم سيصوتون من اجل استقلال اسكتلندا اذا اجري استفتاء جديد. وقال زعيمة الحزب الوطني الاسكتلندي “لن يكون ذلك تكرارا لاستفتاء 2014. فالظروف تغيرت تماما”. ففي 2014، صوت 55% من الاسكتلنديين للبقاء في المملكة المتحدة. لكن استطلاعا للرأي اعدته مؤسسة “بانلبايس” لمصلحة صحيفة “صانداي تايمس” افاد ان 52% من الاسكتلنديين سيصوتون للاستقلال اليوم.
واوضح استطلاع آخر اجرته مؤسسة “سكوتبولس” ان 59% من الاسكتلنديين سيصوتون من اجل الاستقلال. وقالت سترجون “اعتقد ان الاسكتلنديين سيجدون من غير المقبول” ان تمنعهم الحكومة البريطانية من اجراء استفتاء جديد. وفيما اعلن دايفيد كاميرون استقالته الجمعة، اضافت “سأنصح لكل رئيس وزراء جديد بألا يتخذ هذا الموقف”. وما كادت النتيجة تعلن، حتى اعلنت سترجون ان “من المرجح جدا” اجراء استفتاء جديد في غضون سنتين.
وطالبت ايضا بمقعد على طاولة المفاوضات مع الاتحاد الاوروبي في اطار المفاوضات المتصلة بخروج بريطانيا. وقالت الاحد ان “ما سيحصل، هو ان العواقب ستكون مؤلمة جدا للمملكة المتحدة… اريد ان احمي اسكتلندا” من هذه العواقب. وردا على سؤال حول ما ترغب في الحصول عليه خلال المفاوضات، وهل يعني ذلك محاولة من اسكتلندا لدخول الاتحاد الاوروبي، اجابت “لن يكون قرارا حول اسكتلندا التي تمضي، بل قرارا حول اسكتلندا التي تبقى”.
واضافت ان “حجتنا هي اننا لا نريد ان نخرج من الاتحاد الاوروبي. لا نريد ان نخرج لنعود لاحقا”. من جهته قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند اليوم الأحد إن مجلس الوزراء البريطاني – الذي شهد انقساما حول ما إذا كان يجب إجراء استفتاء حول انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي – سيستمر في عمله لحين اختيار رئيس وزراء جديد.
وقال هاموند في تصريحات لتلفزيون (آي.تي.في) ردا على سؤال حول ما إذا كان وزير المالية جورج أوزبورن سيستمر في منصبه “بالتأكيد سيختار رئيس وزراء جديد مجلسه الوزاري وجميعنا سنبقى في مناصبنا حتى هذه النقطة وبعدها سيتخذ رئيس الوزراء الجديد قراره.” وردا على سؤال حول مصير منطقة جبل طارق وهي جيب بريطاني في جنوب أسبانيا قالت مدريد إنها ستسعى للاشتراك في إدارته مع لندن بعد التصويت لصالح الانسحاب من الاتحاد الأوروبي قال هاموند “سنكون أقل قدرة على حماية مصالح جبل طارق وليس الدفاع عن أراضي جبل طارق.. بالطبع يمكننا فعل ذلك لكن لحماية مصالح جبل طارق إذا لم نكن في الاتحاد الأوروبي.” وأضاف “جبل طارق يعتمد على آلاف وآلاف العمال الأسبان الذين يعبرون هذه الحدود كل يوم وأي تعطيل لهذا التدفق سيكون مدمرا لاقتصاد جبل طارق.”
من ناحية اخرى حذرت الصين امس الأحد من الفزع دون داع بعد التصويت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، وطالبت الاقتصاديات الكبرى باتخاذ رد فعل مشترك تجاه هذا التحدي . وقال نائب رئيس الوزراء الصيني لي باودونج خلال مناظرة بالمنتدى الاقتصادي العالمي ، الذي يطلق عليه ” دافوس فصل الصيف ” في مدينة تيانجين بشمال الصين ” نأمل أن يستطيع أصدقاؤنا في المملكة المتحدة التعامل مع الأمر والتزام الهدوء “.
وأضاف ” إنه تحد مفاجئ ، ولكننا لا يمكن أن نكتفي بالذعر “. وأوضح أن الصين لديها ثقة في الأساسيات الاقتصادية لبريطانيا والاتحاد الأوروبي ، مضيفا أن من مصلحة العالم أن تكون أوروبا مستقرة . وقال إنه يأمل أن تتمكن بريطانيا والاتحاد الأوروبي من التوافق على عملية انتقال مستقرة . ويحضر المنتدى ، الذي يستمر ثلاثة أيام ، في المدينة التي بها 14 مليون نسمة ، 1700 من الخبراء السياسيين والاقتصاديين وغيرهم من المشاركين من 90 دولة .