عروبة الإخباري- ذكر المُستشرق إيهود يعاري، المحلل الكبير للشؤون العربية في القناة الثانية الإسرائيلية، الأحد، أنّ خالد مشعل سيضطرّ إلى مغادرة منصبه كزعيم حماس قريبًا، كما يبدو خلال أشهر معدودة.
ووفقًا للتقرير زعم يعاري، المُقرّب جدًا من دوائر صنع القرار من المُستويين الأمنيّ والسياسيّ، زعم أنّ مسؤولين في غزة قاموا بإبلاغ مشعل أنهم غير مستعدين بأنْ يستمر في شغل ولاية ثالثة، بعد ولايتين انتُخب فيهما للمؤسسات الداخلية في حماس. وتابع المُستشرق الإسرائيليّ قائلاً إنّه وفقا للتقديرات، أصبح يحيى السنوار، مسؤول حماس في القطاع ومن محرّري صفقة شاليط، بعد هذا الخبر الرجل الأقوى في القطاع.
جديرُ بالكذر أنّ السنوار، ابن الخامسة والخمسين عامًا، هو أحد مؤسسي الجناح العسكري لحركة حماس، كتائب عزّ الدين القسّام، ومقرّب جدًا من قادتها. وتربطه علاقة جيدة أيضًا مع القيادة السياسية في القطاع ويحافظ على علاقات طيبة مع إسماعيل هنية، رغم أنّ هناك توتر بينهما، بسبب تنافسهما داخل الحركة. هناك من يعتبره مسؤولاً يربط بين الجناح العسكري والسياسي في الحركة، مما يزيد من تعزيز مكانته. كما يُشار إلى أنّ السنوار قضى عقوبة السجن طيلة 22 عامًا في السجون الإسرائيلية، وعاد إلى قطاع غزة في تشرين الأول (أكتوبر) من العام 2011، بعد إطلاق سراحه مع سجينين آخرين مقابل إعادة الجندي المختَطَف الإسرائيليّ الذي كان مأسورًا لدى حركة حماس لمدّة ستة أعوام، جلعاد شاليط.
وقال موقع (المصدر) الإسرائيليّ، إنّه وفقًا لعدة تقارير، منذ إطلاق سراحه نجح السنوار في تعزيز مكانته في حماس باعتباره الرجل الأقوى في الحركة، وفي الواقع أصبح زعيمًا غير رسمي ولكن زعيمًا لا يُشق له غبار في حماس بغزة. وقد نجح السنوار، من بين أمور أخرى، في تعيين بعض مقرّبيه في مناصب كبرى في الحركة. وساق الموقع الإسرائيليّ قائلاً إنّه في الانتخابات الداخلية للحركة، والتي ستُجرى في نهاية عام 2016، من المتوقع أن يُنتخب السنوار ليشغل منصب كبير ورئيسي.
ولفت أيضًا إلى أنّه حتى وقت قريب كان هناك من يعتقد أنّه سيحلّ مكان إسماعيل هنية في قيادة حماس في القطاع، ولكن الآن، عندما عُلم أنّ حماس غير مستعدة لأنْ توافق على أنْ يتولى خالد مشعل القيادة مرة أخرى، يبدو أنّ السنوار هو الذي سيُنتخب ليكون الرجل رقم 1 في الحركة. ويُذكّر أنّه قبل نحو عام ونصف طُرد مشعل ورجاله من قطر مع قادة من حركة الإخوان المسلمين. ويعاني مشعل في السنوات الأخيرة من صورة من المتعة وحياة الرفاهية في حين أنّه يعيش في قطاع غزة مئات الآلاف من السكان في حالة من الفقر المدقع وبلا مأوى. في المقابل، يعيش السنوار في غزة ويُنظر إليه على أنه ذو صلة بأرض الواقع، وحتى الآن يتمتع بصورة طهارة اليد والمكانة المحترمة المحفوظة للأسرى المحررين، قال الموقع الإسرائيليّ في تقريره.
وكان وزير الأمن الإسرائيليّ المتطرف أفيغدور ليبرمان، قد صرحّ في العشرين من نيسان (أبريل) الماضي أنّ إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي ضد ما تقوم به حماس من حفر أنفاق على حدود غزة. وقال ليبرمان: إنّه يتوجب على قيادات حماس السنوار ومروان عيسى وهنية التفكير بقلق حول ترتيبات جنازاتهم وقبورهم. واتهم ليبرمان، الحكومة الإسرائيلية بمحاولة “شراء هدوء” حركة المقاومة حماس. وأشار إلى أنّ الحكومة ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعملان على احتواء الإرهاب بدلاً من التصدي له. وأضاف أنّها تطلق أحيانًا تصريحات تفيد بأنّ حماس لا ترغب في تصعيد الموقف، وأحيانًا أخرى تقول إنّ الحركة مستعدة للحرب.
وذكرت صحيفة “هآرتس″ الإسرائيلية، أنّ ليبرمان، صرح بأنّ الحكومة الإسرائيلية تقوم بمفاوضات مع حركة المقاومة حماس عن طريق مصر والأمم المتحدة . وزعم ليبرمان، أن إسرائيل تفتقر إلى المال الكافي لمعالجة مشكلة الإرهاب على حدودها بنجاح. وسبق أنْ صرح ليبرمان أنّ النفق الذي تمّ اكتشافه مؤخرًا هو مساس كبير بسيادة إسرائيل.
واعتبر ليبرمان ذلك دليلًا آخر على أنّ سياسات الاحتواء التي يقودها نتنياهو تسمح لحماس بمواصلة تعزيز قوتها والعمل في المنطقة، وتشكل خطرًا على حياة سكان الجنوب وأمن إسرائيل. وأضاف قائلاً” يبدو أنّ ذلك ليس النفق الوحيد الذي تجاوز فعلاً حدود إسرائيل، في حال لم تتغير السياسات فإنّ حماس ستُواصل الحفر، والتسلح، وتقوية نفسها وتقويض دعائم أمن إسرائيل، على حدّ تعبيره.(رأي اليوم)