ثلاثة اخبار صادمة بثتها وكالات الاخبار المحلية والدولية الاول ..الحاخام شلومو ملميد رئيس ما يسمى «مجلس حاخامات المستوطنات» يصدر فتوى تشجع الصهاينة على تسميم مياه الفلسطينيين، والثاني..حركة إنقاذ القدس اليهودية»، بثت فيلما دعائيا على موقعها الإلكتروني، يروج لطرد نحو 200 ألف فلسطيني من مدينة القدس الشرقية المحتلة…والثالث ..خبر يومي اعتاد عليه تنابل العصر ..اقتحم 15 مستوطناً متطرفا صباح امس الاحد باحات المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف تحت حراسة أمنية مشددة من قبل شرطة الاحتلال الاسرائيلي.
الاخبار اعلاه تؤكد ان النظام العربي غرق حتى اذنيه في حروب جانبية، واستسلم لتدمير مقدرات المنطقة، وتعطيل التنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لعقود قادمة بعد ان دمر ما انجز في العقود والسنوات الماضية، وترك الناس في فقر مدقع، وبطالة وفقر يتسع نطاقهما، والنتيجة تطل علينا يوميا تحمل اخبار اسرائيلية تمارس قتل الاطفال وتقطيع الطرق وعزل المدن والقري، والاعتداءات اليومية على المقدسات الاسلامية وتدنيس المسجد الاقصى المبارك من قبل مستوطنين بحراسة حراب الغدر.
مايجري في المنطقة العربية يندى له الجبين، وهو مثار الحزن والضحك في نفس الوقت، فالنظم الشمولية موجودة في المنطقة منذ عقود، توصيفها معروف ومحاسنها ومخاطرها موجودة، وكانت المنطقة وشعوبها افضل حالا من هذه الايام، الا ان من يطرح طروحات التغيير يتناسى القاعدة في السياسة والديمقراطية معروفة ..فالزعيم الذي لايغادر الكرسي الا بالعزل او الموت هي سمة لازمت معظم زعماء المنطقة والسبب جوهري انهم لم يصلوا الى سدة الحكم من خلال صناديق الاقتراع.
فالدول العربية التي انطلق منها ما يسمى بـ الربيع العربي من تونس الى مصر لم تحقق تقدما اقتصاديا أو سياسيا، فالديون ارتفعت والبطالة تفاقمت والغلاء استعر، علما بأن كلا الدولتين لم تشهدا انغماسا في القتل والتدمير كما يحدث في ليبيا واليمن وسوريا، وهذا يشير الى ان ما جرى بسبب الفقر وضعف عدالة التوزيع في اقتصادات دول المنطقة لم يعالج الوضع، وان النتيجة اصعب واكثر تأزما، ويؤكد ان المنطقة جرت الى ساحات حروب شوارع بدون هدف اللهم …اطلاق العنان للصهاينة في فلسطين، وتشغيل مصانع السلاح الامريكي بالطاقة القصوى وباعلى الاسعار…الاهداف تتجاوز ازاحة او قتل القذافي ومبارك وعلي عبد الله صالح، الاهداف الاستيلاء على مقدراتنا ودفعنا الى عصور غابرة..
التنمية العربية معطلة الى حين/حالد الزبيدي
13
المقالة السابقة