عروبة الإخباري – أعلنت قيادة حزب جبهة العمل الإسلامي رسميا المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته في مقر الأمانة العامة للحزب أمس.
وقالت إن قرار المشاركة “استند إلى موافقة 71 % من قواعد الحزب و81 % من عينة وطنية ضمت شخصيات وازنة”، فيما رفض الحزب ربط موقفه بالمشاركة من “أية تسوية سياسية مع أطراف رسمية”.
وأكد المكتب التنفيذي للحزب الذي فوضه مجلس شورى الحزب أول من أمس، باتخاذ كل الإجراءات التنفيذية اللاحقة، عزمه خوض الانتخابات وفق قوائم مشتركة لا تقتصر على أعضاء الحزب، مشددا على أن للمكتب التنفيذي “صلاحيات بإعادة النظر في حجم مشاركة الحزب أو طبيعتها أو أي قرار مناسب، في حال رصد محاولات للتدخل الرسمي في الانتخابات أو وقوع عمليات تزوير”.
وبين الحزب أن استمزاجه للموقف من الانتخابات، تضمن رأي جماعة الإخوان المسلمين.
في الأثناء، عبّر الأمين العام للحزب محمد عواد الزيود، في المؤتمر، عن أمله أن ينعكس قرار المشاركة بالإيجاب على العلاقة بين الحزب والمؤسسة الرسمية وإنهاء حالة القطيعة، قائلا إن ذلك “يشكل فرصة أمام المؤسسة الرسمية للانفتاح على جميع القوى السياسية”.
وقال الزيود ردا على استفسار “الغد” حول ذلك، إن “سياسة الحزب الانفتاح على كل مكونات المجتمع الأردني الرسمي وشبه الرسمي والشعبي”، مضيفا:” أعتقد أن البلد يمر في ظروف استثنائية تحتم على صناع القرار أن يستوعبوا جميع القوى، خاصة تلك التي تمتلك رؤى لمصلحة هذا البلد”.
وبشأن قرار المشاركة في ظل استقالة نحو 400 من أعضاء الحزب ممن انخرطوا في تيار “الشراكة والإنقاذ” نهاية العام 2015، وبينهم قيادات تاريخية، قال موضحا: “الاستقالات تمت في قترة سابقة، وكان قرار المكتب التنفيذي أن لا تتم الموافقة عليها، والعمل في الحزب هو عمل تطوعي، وبابه مفتوح، وما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، وأيدينا ممدودة لكل إخواننا ولكل مكونات الوطن”.
وبشأن إبرام تسوية مع أي من الجهات الرسمية في البلاد مقابل خوض الانتخابات النيابية، قال الزيود: “ليس لدينا أي صفقات مع جهات حكومية، نحن نعمل في الهواء الطلق، وليس لدينا أي قضايا من تحت الطاولة، وواضحون وضوح الشمس، ليس لدينا أجندة شخصية بل ننطلق من مصالح الأردنيين”.
من جهته، قال نائب الأمين العام الأول المهندس علي أبو السكر، إن قرار المشاركة “جاء استجابة لنداء الوطن ولتحمل جزء من المسؤولية للأزمة التي تمر بها البلاد، رغم أن الحزب لم يكن صانعا لهذه الأزمات”.
وقال أبو السكر حول عزم الحزب خوض الانتخابات وفق قوائم مشتركة مع حلفاء آخرين: “سياسة الحزب ستكون من خلال قوائم وطنية واسعة يشترك فيها القطاع الواسع من الأردنيين، وعندما نقول إننا سنخوض الانتخابات من خلال تحالفات وطنية واسعة، فإنه من الطبيعي جدا أن تكون القوائم ليست مغلقة على أعضاء الحزب، إنما تشكيل وطني واسع.”
إلى ذلك اعتبر أبو اسكر أنه “ليس هناك أي ضمانات لنزاهة الانتخابات المقبلة”، معتبرا أن “التجارب السابقة أفقدت الأردنيين الثقة بالعملية الانتخابية، وأنه منذ العام 2007 ما يزال يعيش الأردنيون فوبيا التزوير”.
وعبر عن أمله بـ”الارتقاء بالعملية الانتخابية وإعادة الثقة بها وبنتائجها”.
أما النائب الثاني للأمين العام المهندس نعيم الخصاونة، فاعتبر أن الحزب “ليس لديه قطيعة مع الحكومة أو الجهات الرسمية”، بل أشار إلى أن العملية الانتخابية “تشكل فرصة لدى الحكومة لتجذير وجودها وإنجاح برنامجها، وفتح صفحة جديدة لانفراج سياسي وحوارات مع كل القوى السياسية”.
وشدد الخصاونة على أهمية الوصول إلى حكومات برلمانية وفق انتخابات نزيهة، مؤكدا أن بناء الحزب لتحالفات مع الآخرين هو من “اختصاص لجان فنية داخل الحزب”، فيما شدد على أن الحزب “لا يسعى للمغالبة العددية”.
وقال: “نحن لن نغالب في العدد، بل نحن شركاء في العدد، وسيغالب الحزب من خلال البرنامج الوطني السياسي الذي سيخوض الحزب بموجبه الانتخابات المقبلة”.
إلى ذلك، قال الناطق الإعلامي باسم الحزب المهندس مراد العضايلة، ردا على تساؤلات صحفية، إن المكتب التنفيذي سيتولى مهمة تحديد القوائم وطبيعة وحجم المشاركة وطبيعة التحالفات وإدارة القوائم، إضافة إلى اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب بشأن عملية المشاركة في مختلف مراحل العملية الانتخابية.
وشدد العضايلة على أهمية إجراء الانتخابات بما يعيد إنتاج المعادلة السياسية في البلاد، وقال: “نحن في ظروف قاسية ومخاطر من كل جانب، تحتاج إلى عقلنة التصرفات من الجميع، ونأمل أن تكون الانتخابات فرصة لأن يقدم الأردن نموذجا في عقلنة العلاقة بين المجتمع والمؤسسات السياسية”.
ورأى ضرورة أن تقدم الجهات الرسمية نموذجا في الانتخابات المقبلة، وأن تكون رافعة، فيما أكد أن الحزب استمزج جماعة الإخوان المسلمين بقرار المشاركة أسوة بغيرها من المؤسسات الوطنية.
وأضاف: “جماعة الإخوان المسلمين هي مكوّن أساسي في المجتمع، ولم تكن بعيدة عن الحديث مع كل شركائنا السياسيين”.الغد