عروبة الإخباري – تمكن مطار الملكة علياء الدولي من اجتياز المستوى الثالث (Optimization) من شهادة الاعتماد العالمية في إدارة الانبعاثات الكربونية للمطارات، ليصبح أول مطار ينجح في اجتياز هذا المستوى في منطقة الشرق الأوسط، وذلك في سياق جهوده المستمرة نحو تحسين الكفاءة البيئية الشاملة. وتمّ الإعلان عن هذا الإنجاز خلال من الاجتماع والمؤتمر والمعرض الإقليمي لمجلس المطارات الدولي الحادي عشر لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ والذي أقيم في أستراليا، حيث تمت خلاله الإشادة بإنجازات العديد من المطارات الدولية والمتحققة في مجال الحد من انبعاثات الكربون ضمن إطار برنامج إدارة الانبعاثات الكربونية للمطارات، والذي يمثّل الشهادة الوحيدة المعترف بها فيما يتعلق بإدارة انبعاثات الكربون للمطارات.
وبفضل الجهود التي تبذلها “مجموعة المطار الدولي”، الشركة الأردنية المسؤولة عن إعادة تأهيل وتوسعة وتشغيل مطار الملكة علياء الدولي، فقد تمكن المطار من اجتياز المستوى الأول للشهادة (Mapping) عام 2013، وهو المستوى الذي تم بموجبه تحديد أهم المجالات المتعلقة بالحد من الانبعاثات الكربونية. وفي عام 2015، استكمل المطار المستوى الثاني من الشهادة (Reduction)، ليحقق إنجازاً غير مسبوق كأول مطار ينهي هذه المرحلة في منطقة الشرق الأوسط، وذلك في ضوء تطويره لخطة واسعة النطاق للحد من انبعاثات الكربون والتقليل من استهلاك الطاقة.
وضمن المستوى الثالث للشهادة نجح المطار في إشراك كافة الجهات المعنية في إحراز هذا الإنجاز، حيث تفاعلت كل من الخطوط الجوية المختلفة ووكلاء خدمات المناولة الأرضية ومزودو خدمات الوقود ووكلاء المستلزمات الغذائية وغيرها من الجهات المعنية في خطة المطار الموضوعة للحد من انبعاثات الكربون، الأمر الذي أدى إلى تحركهم جميعاً لتبني نهج استراتيجي وشامل لإدارة الانبعاثات. ووفقاً لـ”مجموعة المطار الدولي”، فإن المطار يطمح لاستكمال المرحلة الاخيرة (Neutralization) من الشهادة خلال عام 2018.
وبهذه المناسبة، علّق كيلد بنجر، الرئيس التنفيذي لـ “مجموعة المطار الدولي”، قائلاً: “في سياق سعينا المستمر لتحقيق الاستدامة البيئية على كافة المستويات، وضع مطار الملكة علياء الدولي الحدّ من التلوث والتقليل من انبعاث الغازات الدفيئة في سلّم أولوياته، ليرسّخ بذلك التزامنا تجاه المجتمع المحلي، ويساهم في تقليل البصمة البيئية في الأردن ككل. وإن إحرازنا للمستوى الثالث من هذه الشهادة المعترف بها دولياً، ما هو إلا دليل آخر على مكانة المطار الرائدة في مجال الحد من الانبعاثات الكربونية إقليمياً.” وأضاف: “نحن عازمون على المضي قدماً والاستمرار بالعمل لإحراز مستويات متقدمة في هذه الشهادة، لنتمكن من تحقيق هدفنا المتمثل في تسيير عمليات تشغيلية باقل انبعاثات كربونيه ممكنه وكانت سياسات خفض انبعاثات الكربون التي يتبناها المطار قد أدّت إلى انخفاض ملموس في الانبعاثات الكربونية، حيث شهد المطار انخفاضاً بمعدل 0.79 كغ في الانبعاثات للمسافر الواحد خلال ثلاثة أعوام في الفترة ما بين 2012 و2014. وبفضل التزامه الراسخ بتحقيق الاستدامة البيئية وتقدمه المستمر ضمن برنامج إدارة الانبعاثات الكربونية للمطارات، تمكن مطار الملكة علياء الدولي منذ ذلك الوقت من تسجيل انخفاض أكبر في انبعاثاته الكربونية، حيث انخفضت بشكل ملحوظ من 3.68 كغ للمسافر الواحد في عام 2014 إلى 3.59 كغ للمسافر في عام 2015.
ومن الجدير بالذكر أن مجلس المطارات الدولي قام بإطلاق برنامج اعتماد إدارة الانبعاثات الكربونية للمطارات لأول مرة في أوروبا عام 2009، ثم عمل على توسيع نطاقه ليشمل منطقة آسيا والمحيط الهادئ في شهر تشرين الثاني عام 2011 وبموافقة المنظمة الدولية للطيران المدني آنذاك. وتمثل شهادة الاعتماد العالمية في إدارة الانبعاثات الكربونية للمطار معياراً معتمداً يقدم نموذجاً لقيادة المؤسسات وممارسات الأعمال المسؤولة في المطارات والمتعلقة بإدارة انبعاثات الكربون والحد منها. وتهدف هذه الشهادة إلى تشجيع المطارات على التعامل مع مشكلة التغير المناخي عبر إدارة انبعاثاتها من غاز ثاني أكسيد الكربون، وتطوير أطر عمل متعارف عليها للحد من هذه الانبعاثات من خلال تحقيق أهداف قابلة للقياس.