عروبة الإحباري- شكلت عودة وزير الداخلية سلامة حماد لمنصبه، في حكومة رئيس الوزراء الجديد هاني الملقي، سابقة في تشكيل الحكومات، بينما اعتبر مراقبون عودته، “رد اعتبار” له في ذكرى خروجه من حكومة عبدالله النسور الذي يكون قد مضى عليها 40 يوما.
وكانت علامات استفهام عديدة، أثيرت حول خروج حماد المفاجئ، بينما رددت صالونات سياسية وإعلامية، “تكهنات وإشاعات”، لم تخل من اتهامات للرجل، لدرجة أن مراقبين جزموا حينها بأن ظروف خروج حماد أوقفت مستقبله السياسي.
حماد الذي كانت استقالته من حكومة النسور قد ترافقت مع طرح مشروع التعديلات الدستورية الاخيرة، ووردت “روايات” بخصوص موقف للرجل منها، اثر التزام الصمت بعد تلك الاستقالة المفاجئة.
مع ذلك، فقد رأى متابعون وسياسيون أن استقالة حماد السابقة وإبعاده من حكومة النسور جاءت نتيجة “خلاف شخصي” مع رئيس الحكومة السابق النسور، لذا أعيد للمنصب كرد اعتبار له. وثمة من وجد بأن ذلك الخروج عند التعديل الاخير للحكومة السابقة، كان نزعا لفتيل خلافات واجهها النسور في علاقته بحماد، كانت تهدد بالانفجار داخل حضن الحكومة، فكان الحل بالخروج المفاجئ لحماد وعلى حسابه.
الرواية المذكورة لا يمكن تأكيدها أو نفيها، وبكل الأحوال رأى مراقبون أن عودة حماد “جاءت بقرار خارج التوقعات والحسابات بالنسبة لخبراء تشكيل الحكومات”.
يتمتع حماد، الذي يعود لحمل حقيبة الداخلية للمرة الرابعة، بصفات رجل الدولة المثير للجدل، فهو يؤكد انه يرفض التهاون بتطبيق القانون، ويقدم نفسه على انه وزير داخلية غير منقوص السيادة، ويستحوذ على صلاحياته بالكامل، لكنه يصنف سياسيا على التيار المحافظ.
مناصروه يرون انه استطاع فرض هيبة الدولة في مناطق عرفت بالبؤر الساخنة بقوة القانون، وانتزع فتيل الأزمة الأمنية بمحافظة معان خلال أسابيع من دخوله لحكومة النسور العام الماضي.
ويبدو أن حماد، أول وزير في الحكومة الجديدة، يباشر مهامه قبل استقبال التهاني، حيث بادر سريعا فور ادائه اليمين الدستورية امس الى إلغاء قرار تنقلات واسعة في الوزارة، كان اتخذه سابقه الوزير مازن القاضي، والذي بادر وتوجه قبل 40 يوما لمنزل حماد لزيارته وشكره على ما بذله من جهود في”الداخلية”.
قرار التنقلات الذي ألغاه حماد أمس، كان طال عشرات الحكام الاداريين والمناصب في اروقة وزارته والمؤسسات التابعة لها، وهي وجبة تنقلات كانت اثارت جدلا واسعا عند اتخاذ قرارها من قبل وزير (القاضي) كان يوضب أوراقه استعدادا للرحيل وقبل يوم واحد من استقالته واستقالة حكومته!(الغد)