عروبة الإخباري – مقابلة تلفزيونية مع السيد اكرم عبد اللطيف رئيس مجلس ادارة بنك القدس .. يتحدث فيها عن تجربته الشخصية وعن مسيرة حياته في بعض جوانبها ..ونموذج معاناة الاجيال التي عايشها وسار معها منذ الطفولة في مسقط رأسه في بلدة عتيل – طولكرم .. وفي المقابلة دروس وعبر أحببنا ان نقدمها كما رواها بلهجته لتستفيد الاجيال الطالعة .
بلدة عتيل تقع شمال طولكرم حوالي 13 كيلو متر هي تقع على تلة مشرفة على الساحل الفلسطيني لها تاريخ قديم جداً يعود للعهد الروماني وهذا من خلال الاثار الموجودة في المنازل القديمة والابار الرومانية الموجودة حول قرية عتيل، عدد سكانها من 2500 الى 3000 اكثر من النصف خارج البلدة مقيمين في الاردن والمهجر والشتات .
هل عندك معلومات كم عمر بلدة عتيل ؟
كل ما اعرفه أنه هي بلدة رومانية قديمة جدا كان اسمها عوتيل على ايام الرومان ..
هل عندك معلومات عن مساحة اراضي عتيل واسماء اهم الخرب الموجودة فيها وما هي اهم المزروعات التي كان يزرعها اهل عتيل ؟
بلدة عتيل مقامة على تلة والان توسع حول التلة مشرفة على الساحل الفلسطيني كانت اراضيها تمتد حول البحر كان يعتمد سكان عتيل قبل 1948 على الزراعة البعلية والزراعة البدائية، من اشهر منتجاتها البطيخ والمزروعات الصيفية .
ما هي اهم الاشجار التي كان يزرعها اهل عتيل ؟
الزيتون بالتاكيد قبل ال 1948 وبعد 1948 , كان يتبع لقرية عتيل اربعة خرب و هي امتداد للاراضي الزراعية التي كانت كل عائلة من العائلات الاساسية في عتيل تقيم فيها وتشرف على زراعتها ومنتجاتها لامتداد اراضي عتيل لمساحة كبيرة جدا الى الساحل الفلسطيني ..
رغم الصعوبات التي كان يواجهها كل ابناء فلسطين وخاصة في القدم بالنسبة للتعليم كيف تغلب اهالي عتيل بتعليم ابناءهم ومتى بدا بتعليم ابناءهم وبناتهم ؟
بعد نكبة 1984 كبلدة فقدت كل مصادر الرزق وفقدت كل اراضيها ورسمت الحدود قريبة من البلدة واصبح لا يوجد دخل للعائلات في البلدة انك تعتاش منها فما كان امام اهالي البلدة الا الهجرة طلبا للرزق من اجل ارسال فلوس لعائلاتهم واطفالهم .
ترك البلدة عدد كبير من الشباب ومنهم تركوا مدارسهم وذهبوا الى الكويت من اجل العمل ومن اجل اعاشة عائلاتهم في البلدة، تولد عن هذا الموضوع نوع من الرؤية والافكار الجديدة انه سلاحنا الوحيد للحصول على قوتنا وتحسين اوضاع عائلانتا وهو التعليم فكان التركيز الاساسي لكل المغتربين خارج عتيل والي هاجروا على الكويت في ذلك الحين هو التعليم , فكان بالنسبة للتعليم هو قضية اساسية تقاس العائلات بنجاحها وتفتخر بعدد المتعلمين، صار التركيز بشكل اساسي على التعليم في البلدة , وكان هناك مدرسة ابتدائية اصبحت اعدادية فيما بعد واصبح مجموعة من القرى المحيطة في عتيل ترسل ابناءها الى عتيل كمركز عتيل بالوسط بعد الابتدائية .
في مرحلة الخمسينات تميزت الهجرة للكويت والتركيز على ما تبقى من اطفالهم بالتعليم وصار الجهد الكبير وكل الدخل للعائلة مصاريف وتعليم للابناء هذه الحالة استمرت لنهاية الخمسينات عندما بدأو يتخرجوا من الثانوية العامة وبالتالي المرحلة الثانية بعد المرحلة التاسيسية واجتيازهم المرحلة الابتدائي والاعدادي والثانوي بدأوا يتوجهون للجامعات لاكمال دراستهم الجامعية.
عدد كبير من الطلاب بعد الثالث اعدادي بتروح على طولكرم للدراسة من عتيل وغير عتيل و امكانيات الناس المادية كانت محدودة ما عندهم فلوس يعطوا ابنهم يروح يصرف ويشتري , فكانت مسالة اتذكرها جيدا وجيلي يتذكرها جيدا انه كيف جاء هؤلاء جزء من التكافل والتعامل وجزء منها تبين الحالة التي كان يعيشونها يأتوا الاهل صباحا شو طابخين يحطو بالسلة ويروحو على كراج السيارات في عتيل والسيارات يحملو السلال الى الكراج في طول كرم كل واحد اسمو على السلة ييجي الطالب الي بطول كرم ياخذ السلة تبعتو الي فيها المؤنة اليومية يرجع على البيت ياكل ويرجع السلة على الكراج والتكسي ياخذ السلة ويرجع على البلد والاهل ياخذوا السلة ويرجعوها عشان ثاني يوم , بامكانك تتصور مشقة وجبة الغداء الي ياكلها الطالب اربع مشاويير الطالب مشوارين ياخذ السلة ويرجعها واهله ياخذوا السلة من الكراج ويرجعوها قديش كانت الحياة صعبة وقاسية لكن الناس عاشتها واستمرت وتعلمت ونجحت ما كان عندنا لا كهرباء ولا اشي كنا ندرس على سراج واخذوا الاوائل من هذول الناس الي درسوا على سراج .
في نهاية الستينات وبعد النكسة اصبح عنا عدد كبير من الخرييجين الي بامكانيات محدودة ومن خلال دعم اهلهم واقاربهم في هذا الموضوع صار عدد كبير من الخريجين من هذه الجامعات وهؤلاء الخريجين انعكست اوضاعهم على عائلاتهم من خلال قدرتهم على العمل بالخارج واخذوا وظائف جيدة من اطباء ومهندسيين ومدرسيين وفنيين في عدة مجالات اصبح التعليم عنصر اساسي ومبدأ بحيث عندما كنت تزور اي منزل بالبلدة كان الحائط في غرف الجلوس معلق عليه شهادات الاولاد بذلك تقيس الناس بعدد الشهادات المتعلقة على الجدران ولا كان في لوحات ولا كان الناس تفكر بموضوع اللوحات , اللوحات الي كانو يعتزو فيها ويعتبروها زينة للبيت هي الشهادات لابناءهم طبعاً كانت معظمها شهادات اعدادية وشهادات ثانوية وفيما بعد شهادات جامعية , وبالتالي صار التعليم هو النافذة التي تستطيع اي عائلة ان تحسن اوضاعها الاقتصادية .
مرحلة السبعينات شهدت عدد كبير من الخريجين في الثانوية العامة وتوجهوا الى البلدان التي ممكن ان تساعد بالقبول اصبح التعليم هو العماد الرئيسي حتى للاقتصاد بحيث اصبح مدخل الاقتصاد هو التعليم تجد في اي منزل بالقرية اي عائلة متواضعة او فقيرة اصبح لديها ثلاث او اربعة خرييجين بكليات الطب والهندسة وصيدلة واختصاصات اخرى وقسم بدأ باكمال دراساته العليا ,في ظاهرة تمر فيها البلدة الي هو المسؤولية الاجتماعية والتكافل الاجتماعي بحيث كان التعليم كما ذكرت سابقا والاساس هو النافذة بوابة الدخول لتحسين الوضع الاقتصادي , اي خريج متميز بالثانوية العامة اقاربه واهله يجمعوا له ويغطوا تكاليف تعليمه هذا على مستوى العائلة , طبعا على هذا الجيل الذي تخرج كذلك وقعت مسؤولية تعليم عائلته اخوانه عندما يتخرج واحد العائلة تجده اصبح مسؤول عن تعليم بقية اخوانه ومن هنا الى نهاية السبعينات اصبح في مراكز عمل مختلفة لهم مواقع متميزة في دول الخليج العربي بالذات .
هذا انعكس بشكل واضح على الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للبلدة من اكبر نسب التعليم في المنطقة منطقة طول كرم عتيل هي من ضمن هذه المنطقة .
هل اهتم اهل عتيل بتعليم البنات مثل الابناء ؟
كان اهتمام تعليم البنات في المراحل الاولى الابتدائي والاعدادي والثانوي لكن بسبب الامكانيات المحدودة والمفاهيم الاجتماعية كان في محدودية لتعليم البنات في الخارج في منهم سافر للتعليم بالدول العربية لكن لا تقارن بالنسبة لعدد الشباب اللذين تعلموا .
تعاون ومحبة العلاقات مع اهالي عتيل بخصوص المساعدات والتكافل الاجتماعي كيف كان الجار ينظر لجاره وكيف كان الاخ ينظر لاخيه , كيف كانت البلدة في هذاك الوقت محبين لبعض مساعدين لبعض ؟
هذه من الظواهر الايجابية التي ساعدت البلدة الى ان تصل الى ما وصلت اليه من تقدم وازدهار وتصلح مركز للمنطقة محاطة بتسعة قرى وهي تعتبر المركز الرئيسي لخدماتها والان كل دوائر الدولة توجد في عتيل , بدا هذا الموضوع بالتعليم وبالتكافل الاجتماعي والتضامن وتعليم من هو متميز ومن هو قادر ان يلتحق بالجامعات هذه ظاهرة وبعد التخرج كل واحد خريج ومن عائلة يتكفل بتعليم اخوانه ويساعد الاخرين هذه القضية الاولى بدات بالتكافل والتعاون , القضية الثانية كبلدة بمناطق حدودية كانت تفتقر لكل الخدمات الاساسية وكانت مهملة من السلطات الحكومية في ذلك الوقت حتى صندوق البريد لم يدخل البلدة الا بالستينات كهرباء ,, لا يوجد كهرباء لحد عام 1964 بدأ التحدي بالتعليم كان في مدارس الغرف غير كافية لعدد الطلاب كان يجتمع اهل البلدة ويبعثوا وفود لبلاد المهجر ليجمعوا النقود لبناء صف وليغطوا تكاليف مدرس اضافي بدات بالتعليم ثم امتدت الى النواحي الاخرى بدهم يبلطوا الشوارع يذهب ابناء البلدة الى الكويت ليجمعوا فلوس مشان يبلطوا شارع ,, الكهرباء مثلا جمعت البلد محطة كهرباء على حساب اهل البلد , مياه في بداية الستينات حفروا ابار وفي السبعينات عملوا شبكة مياه محلية ,, هي كلها مبادرات فردية من اهل البلد نتيجة توافقهم حتى المجالس البلدية عندما شكلت في الستينات والسبعينات والثمانينات لا تحدث انتخابات كانوا يجتمعوا اهل البلد ويفرزوا مجلس يمثل كافة سكان البلد .
في القدم عندما كان يتم بناء منزل كيف كانت تقوم اهالي عتيل بالمساعدة لبناء المنزل؟
ذلك قصة اخرى تذكرنا بالفقر وذلك شي جميل اعتز فيه عندما كان احد يبني منزل طبعا متواضع مش مثل الان عند وقت الصبة كل الجيران والاقارب والاصدقاء يشتركوا في حمل الباطون او في المساعدة كان يعتبر مثل عرس عندما تبني بيت وتسقف البيت كان يعتبر عرس جماعي ويشترك معظم الجيران والاقارب والاهل في المساعدة في انهاء البيت .
لا شك ابناء عتيل كان في منهم بالغربة والغربة صعبة كيف تغلب ابناء عتيل على هذه الغربة وما هي اهم قصص النجاح التي ممكن ان نستذكرها ؟
قصص نجاح كثيرة في كل المجالات كان على مستوى اطباء او على مستوى مهندسين او على مستوى رجال اعمال كما على مستوى المهجر والشتات والان في امريكا في جزء كثير منها من عتيل يحملون شهادات عليا ومتخصصين يمارسون اعمالهم هذا على مستوى النجاح الاقتصادي بالفعل حصلوا الى حد ما نجاحات جيدة على كل المستويات بحيث اصبح على المستوى المعاشي لاغلبية السكان بشكل جيد لكن مع الاسف بعد احتلال الضفة الغربية بعام 1967 عدد كبير من اهالي البلدة في المهجر والشتات لا يستطيعوا الرجوع الى البلدة فتجد الان الاف موجودة في الاردن حوالي 6000 من عتيل لم تتح لهم الفرصة ولا يستطيعون العودة الى عتيل فهذا الواقع لكن لا زالو متمسكين عملنا جمعية عتيل وديوان عتيل كنا من خلال الجمعيات التعاونية او الديوان نستطيع ان نشخص ونساعد العائلات والطلاب المحتاجين حتى بالغربة استطعنا ان نعمل شي لاولاد البلدة حتى بالكويت كان عدد كبير جدا من عتيل بالالاف بالكويت كانو دائما يجتمعوا ويساعدوا ويحاولو ان لهم دور ايجابي وجيد في دعم اهلهم وعائلاتهم وبلدتهم وهم في المهجر ما نسوا البلدة .
استاذ اكرم كيف تستذكر طفولتك وشوارع عتيل وحارات عتيل وانت طفل ؟
طبعا الواحد دائما يستذكر الموضوع ويكلم اولاده بهذا الموضوع لانه يجب ان يعرفوا كيف بدانا مش وين وصلنا كيف بدانا وماذا واجهنا بحياتنا ليعرفوا شعبهم ويعتزوا بشعبهم ويعتزوا باهلهم لانه هذه الناس اهلهم وصلوا هذا الوضع مش بسهولة طبعا مثلي مثل اي طفل بعد النكبة الزراعة كانت الشي الرئيسي للناس الي ما هاجروا حاول انه يشتغل بالزراعة و احنا عائلة فلاحية كنت امضي جزء كبير من وقتي في العمل مع الوالد في الزراعة ومارست كل انواع الزراعة , من زراعة ومن تعبئة وري كما مارست كل انواع العمل الزراعي وكان عمل شاق الى ان اطريت ان اترك البلدة بسبب التعليم مثل اي شخص بدا بدون اي امكانيات فقط في تصميم وارادة كيف ما بعرف حتى الوالد الله يرحمه كان ضد ان اخرج انه كبرت اكبر واحد باخوانك وما كان عندي فلوس ابعتلك كيف بدك تدبر حالك بدي ارميك بالشارع و خروجي كان جزء من التحدي والاصرار.
واجهت ظروف غير طبيعية اشتغلت عدة اعمال منها على اسطح الفنادق والى ان اكملت دراستي الثانوية حصلت على معدل جيد في عمان بظروف صعبة جدا وذهبت الى بغداد للدراسة طبعا كل شب بحياته عنده حلم ماذا يدرس كان عندي حلم ادرس مادة محددة لكن كان هدفي الاساسي ان احصل على شهادة جامعية قبلت في كلية الصيدلة بالنسبة لي كلية جيدة قد لا تناسب رغباتي لكن درست هذا الموضوع وحصلت على الشهادة كان الاساس ان احصل على الشهادة من اجل العمل حصلت على الشهادة ورجعت للاردن بعد ستة سنوات غياب وواجهت ما واجهه معظم ابناء الشعب لكن كنا اصلب من ان ننكسر او ننهزم اتيحت لي فرصة عمل في الخليج سمح لي بالسفر كنت محظوظاً بالفرصة التي قدمت لي كان عندي مهمة اساسية انه عندي عشرة اخوان انا اكبرهم بدي اعلم اخواني وبدي اساعد اهلي وفقت بالشغل بشكل جيد وخلال فترة بسيطة تدرجت بالمواقع الى ان اصبحت مدير لمنطقة الخليج في هذه الشركة الاجنبية بوضع متميز وراتب جيد الي ساعدني والحمدلله الله اعانني بمسؤولياتي وواجباتي واعطاني وظيفة بداية جيدة بالتاكيد اي وظيفة اذا انت ما بتكون متميز ومنتج ما بتحصل على شي كان جهد غير طبيعي بالنسبة الي لعملي واجتهادي واخلاصي ومتابعتي ونتائج عملي الي عكس على وضعي الاقتصادي هذه اعتبرها المحطة الثانية بعد قضية التعليم فرصة العمل الاولى يعني بعتبر الواحد هذه محطات متوقفة عندها قليلا او كثيرا وكل محطة الها معالمها المحطة الاولى بعد الخروج للتحدي من اجل الحصول على شهادة جامعية المحطة الثانية العمل من اجل ان تساعد اهلك واخوتك والله وفقني الحمدلله وفتح الطريق امامي اساعد عدد كبير جدا من الطلاب .
كنت اتذكر دائما لما طالب بدو يقدم للجامعة نفس ما انا كنت ادور على مقعد جامعي او بدي اتعلم اعطاني هذا تصميم وارادة بالفعل وفقنا بقبول عدد كبير من طلاب فلسطين , من البلدة في الجامعات اصبح عددنا كبير جدا قمت بمبادرة صعبة جدا والكل اعتبرها مغامرة غير مدروسة اني ذهبت الى بريطانيا لاكمال دراستي الادارة وتركت وظيفتي وعملي انا ما تركت وظيفتي انا اخذت اجازة بدون راتب لاكمال دراستي بالادارة العامة في بريطانيا كان عندي عائلة في ذلك الوقت واطفال اثنين اخذت عائلتي معي ودرست بامكانك ان تتصور التحدي رحت ادرس ما حدا وافقني على هذا ليه تخلص شهادات عليا و وظيفتك ممتازة وراتبك ممتاز وبهذه الامتيازات فكان القرار صعب وتحدي لكن كان عندي تصميم ورؤية بهذا الموضوع .
اكملت الحمدلله النجاح بالفترة المقررة (12) شهر وخلصت الادارة العامة في اعرق الجامعات في بريطانيا ورزقت بطفل وانا في بريطانيا صاروا ثلاث اولاد ورجعت على عمان واستمريت بالشركة بعد اشهر معدودة بعد ذلك اجريت حسبة بسيطة الى متى عمري بساعدني انو اجرب حظي بالاعمال كمان كان قراري كثير صعب لم يتفق معي عدد كبير من الاهل والاصدقاء قدمت استقالتي وبدات الاعمال الخاصة سنة 1987وبحمدالله وتوفيقه وبالاصرار والعمل الجاد وبتحمل المسؤولية ربنا وفقنا الحمدلله وفتحت افاق عمل كبيرة لي من خلال وكالات تجارية ونجحت في عملي وحصلت على نتائج اكثر من ممتازة لدرجة انه منذ ان استقلت من عملي كان وضعي جدا صعب بسنة 1987/1988 بالذات في الاماكن التي تتجه اليها الناس للعمل فيها المكان الصعب هو المكان الافضل انك تعمل شغل ناجح في المكان السهل كل الناس تذهب له و وفقت بهذا العمل , لا يوجد عمل كله صعود ونجاح .
صارت مشكلة جديدة معي في دخول الكويت بسنة 1990 بعد ثلاث سنوات بالعمل الجديد تاثرت مؤقتا لكن استمريت بالعمل بشكل جيد ونجحنا نجاح مميز استطعت الحصول على عدد كبير من الوكالات الشركات العالمية في مجالاتها المختلفة استثمرت بالصناعة بالاردن اضافة الى الوكالات و نوعت نشاطي التجاري بالزراعة والصناعة والتجارة وفي وقتها كنت جامع ثروة لا باس بها فكانت المرحلة الاخيرة هذا الوضع يجب ان نكيف انفسنا به فبدات الاستثمار طبعا عندي راس مال جيد وامكانيات ممتازة وخبرة ممتازة وعلاقات دولية وعربية ممتازة بدات القضية بالتوسع والامتداد كان هدف عندي اني ارجع الى فلسطين طريق الرجوع انك انت تستثمر بفلسطين بالوقت ذاته كانت قضية اساسية انك ما تاخذ المخاطرة بمكان واحد بدات على عدة نشاطات مختلفة وعدة بلدان بحيث استثمرت بسوريا في السودان في بريطانيا بالاردن بالعراق وفلسطين في مجالات مختلفة جدا كنت اعمل بالتجارة في العراق باتجاهات مختلفة توسع نشاطي وعملت بالعقارات ايضا وساعدتني هذه الرؤية اني ادخل فلسطين بعد غياب سنوات كثيرة من خلال بوابة بنك القدس .
خلال سنة استطعت ان اكون رئيس لبنك القدس وادير اعماله في وقتها كان البنك وضعه سيء المؤسس كان مريض والبنك متروكاً , استطعنا ان نجعل بنك القدس من اخر بنك بفلسطين الى اول بنك في فلسطين بصعود مستمر وتميز مستمر ونجاح مستمر هذا كان التركيز طبعا, رفعت حصتي الى نسبة كبيرة في البنك واصبح البنك العمل الرئيسي, لدي حصص في بعض الفنادق مثل موفينبك لدي حصة اساسية فيه وعقارات وبمساعدة السلطة قدرت احصل على الرقم الوطني وتركيزي الان بشكل رئيسي على فلسطين لاكثر من سبب الرئيسي هذه قضية وطنية نحن الان نريد ان نساعد شعبنا ظروفنا صعبة ما استطيع ان افعله الان لفلسطين المساعدة والعمل على تثبيت شعبنا بارضه وبالتالي يعتبر مساهمة بنك القدس ومساهمة العمل بفلسطين هو جزء اساسي لعملنا الوطني بالمرحلة الحالية , دعم الاقتصاد وايجاد فرص العمل للمساعدة في تثبيت اهلنا وشعبنا في ارضهم بالاضافة الى المسؤوليات الاجتماعية الى دعم الانشطة الثقافية والرياضية والصحية بالوقت ذاته عندي نشاطات تجارية اخرى.
كبروا الاولاد وتخرجوا من الجامعة وجميعهم الحمدلله حصلوا على شهادات عليا من افضل الجامعات , عندي اربعة اولاد متزوجين اثنين وعندي خمسة احفاد واولادي يعملو معي في جهات مختلفة ,والان انا مساهم رئيسي في بنك الجزيرة بالسودان عندي جامعة خاصة في سوريا حصة رئيسية لي وايضا لي حصة في دار الدواء في الاردن وفي البداية اشتركت بشركة تامين ومدرسة خاصة , الان اشعر بارتياح وفخر واعتزاز بعتبر حالي جزء من هذا الشعب وجزء من نجاحات هذا الشعب وتربيت في هذه المدرسة مدرسة فلسطين التي علمتنا الاصرار وعدم الهزيمة مهما كانت الظروف اعتبر نفسي انتصرت الى ما حققته .
عدد كبير من شعبنا لهم قصص نجاح انا مش الحالة الوحيدة بعتبر حالي جزء من الحالات الناجحة التي حققت اوضاع ممتازة وهذا طموح الشعب الذي لا ينكسر لا يقهر ولا ينهزم مهما كانت الصعوبات والمصائب التي تواجهنا الحمدلله في رضى نفس قمت بواجباتي في حالات نستطيع ان نقدم لها الكثير ونعمل بما يرضي الله وانفسنا وضميرنا بدي اعمل شي لاولادنا واجيالنا الي يعتزوا فينا وتبقى رحلتنا دليل عمل لهم , اثبتت الاحداث ان هذا الجيل الجديد انضج واوعى واقدر على التضحية والعطاء والاستمرار في معركته وتحقيق طموحاته وبنشوف هذا من خلال الشهداء الان وانا اعتز بهم اصرارهم على الصمود على العمل الجاد عدم الانهزام وعدم الاستسلام وعدم الاحباط ثقتي بشعبي كبيرة ثقتي بالمستقبل جدا كبيرة واستطعنا انه بدل ما يكون شعب مشطوب كان القرار انه يشطب ويوزع على الدول العربية وياخذوا جنسياتهم وينسوا وممنوع تحكي انك فلسطيني , انا بعتبر فلسطين هوية وطنية عندما يتعلق الموضوع بالاردن اعتبر نفسي اردني وعندما يتعلق بفلسطين اعتبر نفسي فلسطيني وبالتالي انتمائي لفلسطين وعملي لفلسطين لا ينتهي ,انتمائي وعملي لعروبتي لا تتناقض اعتبر نفسي مكمل فانا اعمل لفلسطين واعمل للاردن واعمل لعروبتي واعمل لشعبي في كل مكان هذا ايماني وهذه قناعتي , هذه التجربة تنطبق على الاف الحالات الفلسطينية وكل قصة نجاح فلسطينية قصة لحالها .
بصفتك من رجال الاقتصاد الفلسطيني كيف تقيم قصة نجاحكم وما هي رسالتكم للجيل الشاب في اول حياتهم المهنية والعملية ويحاولوا يأمنو مستقبل لكن الطريق صعب ..
كيف انظر للمستقبل انا متفائل اتيحت لي فرصة بمبادرات شخصية او جماعية حاولت الدراسة في الاوضاع الفلسطينية وفي المهجر والشتات وسافرت للبرازيل والارجنتين لدراسة اوضاع الفلسطينين في المهجر فوجدت عندنا رصيد كبير جدا من الامكانيات والكفاءات اذا استطعنا ان نستقطب 10% فقط من امكانيات الفلسطيني في المهجر والشتات نستطيع ان نبني دولة مثالية دولة غنية لا تقل عن الدول المتقدمة بطبعا بدها جهد وبدها تعب لكن انظر للمستقبل من خلال رؤيتي للامكانيات الفلسطينية , الان انا بتفق معك انو عندنا بطالة مرتفعة عندنا كثير شباب بتخرجوا من الجامعة ولا يوجد فرص عمل , فرص الجيل الحالي افضل من الي مررنا فيه احنا حتى كان جيلنا وانا اتذكر جيدا مشكلتنا بالشتوية الناس كيف بدها تدفي حالها من البرد كانت وكالة الغوث توزع ملابس ممكن يطلع قميص ممكن جاكيت ,
كانت مشكلة الناس بالشتاء البرد القارص وكان همها بالشتاء تدفي حالها مش تعيش وتتوظف .
هلا مشكلتهم تختلف , انا حريص دائما على الذاكرة لما حكيت عن الذاكرة الفلسطينية المفروض هذا الموضوع نعمة انه شعبنا هذا ما حصل معهم بسنة 1948 عاشوا اهلنا واجدادنا بظروف غير طبيعية وجيلنا احنا كنا اطفال كنا شايفين الحياة كيف واستطعنا ان نتغلب عليها , اريد ان ارسل رسالة للشباب اصبروا وتحملوا واتعظوا بتجربة اباءكم واخوانكم الكبار كيف نحتوا بالصخر وصاروا وبنوا بلد , عدم التسرع والصبر والاتعاظ بمن سبقوهم سنة او سنتين او ثلاث في عمر الشباب ولا شي احنا ضلينا سنين بهذه الحالة الحمدلله لا نزال بنشتغل دائما , قضية الذاكرة الفلسطينية وتركيز الاعلام على هذا الموضوع يساعد الشباب الي عندهم هذا الشعور انهم يتعظوا ويعرفوا ان المستقبل الهم بس يتعظوا ويشوفوا كيف الجيل بعد النكبة عاش والتجربة الي مر فيها الشعب بتعلم شعوب العالم .