يُصادف اليوم الثلاثاء اليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات الذي جرت العادة الاحتفال به في تاريخ 17 من شهر ايار ( مايو ) من كل عام ، تأكيدا على دور هذا القطاع الذي لم يعد من الكماليات ، وانما اصبح اليوم ضرورة من ضرورات الحياة اليومية بالنسبة للأفراد، ومحركاً اساسياً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية اضافة الى مساهمته الفاعلة في دعم اقتصاديات الدول من خلال مساهمته في الناتج الاجمالي وقدرته الاستيعابية في استحداث فرص العمل.
وفي هذا اليوم جاءت احتفالية العام الحالي بيوم الاتصالات ومجتمع المعلومات مميزة مع تركيزها على موضوع غاية في الاهمية الا و هو “ريادة الأعمال في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل إحداث تأثير اجتماعي”.
منذ بدايات العقد الماضي بدانا العمل بشراكة حقيقية مع القطاع الخاص وكانت انطلاقة قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات برؤية وتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني لتحويل الاردن الى مركز اقليمي للقطاع في المنطقة، وعزز ذلك تأسيس وانطلاقة مجموعة من الشركات الريادية التي اسهمت في بناء القطاع وتطويره طيلة السنوات الـ 15 الماضية.
نؤمن في الحكومة اليوم بأهمية الشركات الريادية، وخصوصا في تكنولوجيا المعلومات وما يمكن ان تسهم به في التوظيف وزيادة نمو الاقتصاد وتطوير القطاعات الاقتصادية كافة، ولدينا مجموعة من المبادرات والبرامج التي تعمل جنبا الى جنب مع مبادرات من القطاع الخاص لتدعيم ودعم رياديي الاعمال في المملكة ومساعدة الشباب على تحويل افكارهم الى مشاريع انتاجية.
تشرف وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على برنامج محطات المعرفة كعنوان لانطلاقة عملية التحول إلىالاقتصاد الرقمي والمعرفي وسدالفجوة الرقمية لإتاحة المجال امام المواطن الأردني لاستخدام تكنولوجيا المعلومات بهدف رفع كفاءة أفراد المجتمعات المحلية وتنمية مهاراتهم من خلال إمكانية النفاذ إلىشبكة الانترنت و تمكين الأفراد من الوصول إلى خدمات الحكومة الإلكترونية.
وبحمد الله وصل اليوم عدد محطات المعرفة إلى 196 محطة منتشرة في محافظات المملكة ووصل عدد الخريجين من المحطات الى 229 الف خريج، وعدد المستفيدين من محطات المعرفة تجاوز 2.5 مليون مستفيد حتى نهاية 2015.
ولم يقتصر الامر عند هذا الحد ففي الاردن يوجد اليوم عشرات المناطق الريادية تملكها شركات القطاع الخاص استطاعت تخريج مئات من الشباب الريادين و الذين وجدوا طريقهم للأسواق العالمية.
في الامس القريب وقعت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مع جمعية غرفة تجارة عمان وجمعية انتاج مذكرة تفاهم تم بموجبها اطلاق دارة للريادة ستكون نواة لمشاريع ريادية ،وذلك من خلال دعم رياديي الأعمال في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتوفير بيئة متكاملة للرياديين وفتح المجال أمامهم ودعمهم لبناء وتطوير ملكياتهم الفكرية، هذه الدارة ستكون نواه ونقطة انطلاق سيتم البناء عليها ليصبح الاردن حاضنة لرياديي الاعمال على مستوى المنطقة.
يضاف الى ذلك كله ان الحكومة منحت الشهر الماضي مزايا وإعفاءات ضريبية لقطاع تكنولوجيا المعلومات بهدف دعموتحفيز وتشجيع الاستثمار في قطاع التكنولوجيا الذي يعتبر محركا اساسيا وداعما للنمو الاقتصاديفي المملكة.
هذه القرارات تُشكل نقطة الانطلاق لتحقيق رؤية جلالة الملكبأن يصبح الاردن مركزا اقليميا لقطاع تكنولوجيا المعلومات وصولا للاقتصادالرقمي.
وبالأرقام فقد شهد قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بشكل عام تطورا كبيرا حيث وصلت نسبة مساهمة قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الناتج المحلي الاجمالي الى 12% وبلغ عدد الوظائف المباشرة وغير المباشرة التي استحدثها القطاع حوالي 80 الف فرصة عمل فيما بلغ عدداشتراكاتالخلوي في المملكة 13.8 مليون وبنسبة انتشار 145% من عدد السكان حتى نهاية العام 2015 وسجل عدد مشتركي الانترنت اكثر من 3 ملايين مشترك في المملكة وعدد المستخدمين حوالي 7.9 مليون مستخدم وبنسبة انتشار 83% من عدد سكان المملكة حتى نهاية العام 2015.
نتطلع دائما الى السير قدما لمواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة كالمدن الذكية وانترنت الاشياء والمعطيات الهائلة ،كل ذلك سيتحقق بإذن الله بفضل توجيهات جلالة الملك الذي يولي قطاع الاتصالات وتكنلوجيا المعلومات اهمية كبيرة لإيمانه المطلق بان هذا القطاع هو محرك اساسي للاقتصاد ومحفز وداعم للطاقات الشبابية.
وزيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات