عروبة الإخباري – جفرا الإيقاع الفلكلوري والذي بدا واضحاً باستنهاض القرى الفلسطينية قرية قرية، وزغلول الشخصية المستدرِجة لبنية النفس الداخلية، وحاملة مفاتيح الوفاء والأمل، ثيمتان رئيسيتان شكّلتا حلقة الوصل بين الجمهور العريض الذي ناهز 700 شخص والذي تابع ولمدة ساعتين متواصلتين العرض المغري على المستوى الفني والأدائي والمستوى الوطني لفرقة الناصرة للفنون الشعبية التابعة لدائرة الثقافة والرياضة في بلدية الناصرة، والذي نظمته اللجنة الثقافية لنادي الجليل الرياضي مساء أول من أمس، بمنسابة الذكرى(68) لنكبة فلسطين.
الحفل الذي أدار مفرداته صلاح أبو الهيجاء والفنان ناصر قواسمي، وأقيم في القاعة الهاشمية التابعة لبلدية إربد الكبرى، استُهل بكلماتٍ للنائب يحيى السعود رئيس لجنة فلسطين النيابية، ومحمود الطيطي رئيس مجلس إدارة نادي الجليل، وعمر درباس رئيس اللجنة الثقافية في النادي، حيث أجمع المتحدثون على أهمية الوحدة الوطنية بين الشعبين الأردني والفلسطيني، كما نوهت الكلمات بأن الذي حصل لفلسطين أكبر من نكبة، فهو تشريد وتهجير وتطهير عرقي، إلى ذلك أشارت الكلمات إلى المسيرة الثقافية الحافلة بالإبداع ونشر الثقافة الوطنية التي يتبناها نادي الجليل.
تميز العمل المسرحي الفلكلوري الغنائي الراقص» الغريبة» الذي أخرجه وأعد نصه الفنان جمال حبيب الله، وشارك فيه طاقم كبير من الراقصين، وهم: أمل سروجي, أمين بطو, أية ابو أحمد، أحمد ابو تايه, أمجد شاعر, بيان بطو, توفيق ريناوي, توفيق سليمان, غالب بطو, خلود نجار, رجاء نجار, رين ابو أحمد، سنا ظاهر, شذا خطاّب, شمس غورس, عدن ابو تايه, غرام بطو, حنا بشارة, فارس منصور, لميا حصري, معتز بطو, مهدي استيتي, مياس أبو أحمد، يوسف منصور، وهيا أبو أسعد، بكل محطاته الفنية من تمثيل مسرحي وغناء تراثي ورقص، بالتجديد على مستوى الأداء والحركة من خلال الانسجام بين الرقصة والأغنية، كما وتميز العمل بتشابك الحياة اليومية مع التقاليد والعادات، وحكايات النضال الفسطيني.
الفنانة رلى حكيم التى أدت دور جفرا العاشقة لمروان الثائر والمطارد، قدمت بصوتها باقة من الأغنيات الشعبية والوطنية والفلكلورية، من مثل:» جفرا وهي يا الربع، لي وليّ يا بنيّ، أنا حملي ثقيل، جفاني المحبوب، سقى الله، وغيرها»، والتي كانت تربط فقرات العمل المسرحي، وتهيئ له، إلى جانب ارتباطها بالرقصات التي كانت تتخلل المشاهد المتوترة.
ومن جانبه لعب الممثل محمود مرّه دور زغلول البهلول, شخصية الإنسان البسيط الذي يعيش على هامش حياة قرية فلسطينية رمزية، حيث قدّم أداءً مسرحيا كوميدياً يحمل في متونه كتلة من الدراما المشحونة بالألم والتوتر والمضحك المبكي.
تدور حكاية العرض حول ثلاث محطات رئيسية، إلى جانب بعض الاشتغالات السريعة على قضايا من مثل: المختار، الجيران، العملاء، الوفاء، تبدأ المحطة الأولى بمطاردة مروان والذي لا يظهر بالعرض إلا من خلال خبب الخيل المتسارع، كإشارة إلى العودة التي ينتظرها الفسطيني، وتبدأ المحطة الثانية عندما تصبح جفرا غريبة في قريتها، ولم يبق لها سوى زغلول صديق مروان الذي يؤنس وحشتها في القرية، فيما تشكل لحظة إجبارها ودفعها للزواج خارج القرية المحطة الثالثة في العمل، فتدور حمّى القلق والتوتر والغربة في شخصية جفرا حتى عودة مروان من غربته طالبا الزواج منها، على إيقاع قصيدة والله ما بتجوز إلا فلسطينية، في إشارة للم شمل الشعب الفلسطيني.
تقصّي الثوب الفلسطيني التقليدي بتطريزاته, شكلت رؤية بصرية لمصمم الملابس الفنان غضوب سرحان، حيث انسجمت ألوان الاثواب الفلسطينية النسائية والرجالية مع رسم الخلفية للعرض، وهي دمج ما بين لوحتين لقريتين مختلفتين رسمهما الفنان الفلسطيني سليمان منصور.
فيما شكّل التراث الغنائي للشعب الفلسطيني أرضية الموسيقى والتوزيع الذي وضعها الفنان خضر شامة.
واختتم العرض الذي قدمته الفرقة التي يترأسها خالد بطو، ويشارك في إدارتها كل من: رائد بطو، أمجد ولؤي شاعر، عاصي سلطي، وهيا أبو أسعد،، بقصيدة باللهجة الفلسطينية « برتقالك يا يافا» ألقاها مدرب الفرقة حبيب الله الذي ألقى أيضا خلال العرض باقة من القصائد الشعبية.