عروبة الإخباري – برعاية رئيس جامعة فيلادلفيا الدكتور معتز الشيخ سالم، وضمن الفعاليات الثقافية في كلية الآداب/ قسم العلوم الانسانية، أقامت الجامعة ندوة تكريمية للمفكر الراحل الدكتور سحبان خليفات» وبحضور عائلة الفقيد، حيث تسلم عن عائلة الفقيد درع الجامعة المحامي وائل خليفات، وادار الندوة رئيس قسم العلوم الانسانية الدكتور أمجد الزعبي الذي قال مفتتحاً الجلسة: نلقي الضوء على قامة أردنية شامخة قدمت لهذا الوطن ابداعاً وعلماً، وقدمت نموذجاً عملياً في البناء ضمن الرعيل الاول المؤسس للجامعة الاردنية اننا إذ نستذكره اليوم لنؤكد أنه لايزال حياً في عمله ونتاجه الثقافي و الابداعي وسيرته العطرة.
وكان الدكتور أحمد ماضي قد القى مداخلاته باسم زملاء الفقيد، حيث استذكر مواقف وسيرة زميله واستعرض مؤلفاته ومنهجه العلمي، ومما قاله الدكتور أحمد: أن رحيل سحبان خليفات كان خسارة كبيرة للمشهد الفلسفي بخاصة والمشهد الثقافي الاردني بعامة». وأضاف أن أهمية الدكتور سحبان تتمثل في المقام الاول في الفلسفة وانه خاض مجالين هما: الفلسفة الغربية والفلسفة العربية وركز على التراث العربي الفلسفي، فكان صاحب سبق الى التعريف بفلاسفة لم يجدوا اهتماماً جدياً من احد سواه، فكان بحق رائد البحث في هؤلاء الفلاسفة وفي طليعتهم يحيى بن عدي وابن هندو، وقد أثمر هذا العمل وصفا تحليليا لمقالاتهم وترجمة للأعلام الذين وردت أسماؤهم في ثنايا المقالات.
في حين تحدثت الدكتورة أماني جرار وهي استاذ مشارك في جامعة فيلادلفيا باسم تلميذات الراحل الكبير حيث قالت: «كان رحمه الله صاحب شخصية كاريزماتية متفردة بأصالتها وابداعها، وقائدا في التأثير فكرا وخلقا. كان رمزا في التفاني بالعمل والإبداع في الانتاج، مفكرا شموليا. أسميته موسوعة تمشي على الأرض. فكان بحرا في الثقافة، يفقه في الفلسفة والتاريخ والأدب واللغة والأديان المقارنة و اللاهوت. وكل من عرفه من أساتذة وطلبة وباحثين ومفكرين يستذكر بإعجاب ذكرى الدكتور سحبان التي ستبقى حية عطرة في قلوبنا، وستبقى أعماله ودراساته الفلسفية منارة للباحثين والدارسين، وسيبقى فضلة ممتدا عبر الأجيال.
وتحدث الدكتور زهير توفيق باسم طلاب الراحل الكبير الباحث في مركز الدراسات المستقبلية، والمدرس في قسم العلوم الانسانية، مقدما عرضا وافيا لكتاب الراحل سحبان خليفات «الديمقراطية في الاردن: سياقها الدولي وشروطها الموضوعية. وقال في مداخلته: إن الديمقراطية الناجحة في فكر الراحل خليفات هي الديمقراطية النابعة من الداخل والمطابقة لحاجات الاردن في الحاضر والمستقبل، وليس ديمقراطية الإملاءات الخارجية التي لا تقيم وزنا إلا للمصالح الغربية، كما اشار الزميل المحاضر إلى العلاقة الترابطية التي شدد عليها الراحل بين الديمقراطية والدولة الحديثة القائمة على وحدة بنائية في كل الديمقراطيات الحديثة والناجحة، وهي الفرد والفردية، ذات العلاقة بالمواطن والمواطنة.