عروبة الإخباري- كشفت القناة الإسرائيلية الثانية أن الكاهن جبرائيل نداف الناشط من أجل تجنيد الشباب الفلسطينيين المسيحيين لجيش الاحتلال تحوم حوله شبهات كثيرة باستغلال علاقاته للحصول على خدمات جنسية ومبالغ مالية. وتوضح القناة الثانية في تحقيقها الليلة قبل الماضية أن هناك شهادات وإفادات تتهم نداف بتهم خطيرة.
يشار إلى أن نداف الذي تنبذه الكنيسة وأوساط واسعة من الفلسطينيين قد اختارته إسرائيل واحدا من بين مجموعة أشخاص سيشاركون فيما يعرف احتفالية إيقاد ما يسميه الإسرائيليون “شعلة الاستقلال” عشية إعلان الكيان الصهيوني على حساب نكبة الشعب الفلسطيني.
وشهدت صفحات «فيسبوك» ادعاءات شديدة ضد الكاهن جبرئيل نداف. فقد ادعى عدد من الشبان بأن نداف استغل مكانته للحصول على رشاوى، وتحرش بهم جنسيا. نداف الذي يترأس منتدى تجنيد الشبان المسيحيين للجيش الإسرائيلي قدم شكوى أمس في الشرطة ادعى فيها أن مجهولين هددوه بنشر فضائح عنه إذا لم يتراجع عن مشاركته باحتفالات الاستقلال الإسرائيلية.
غير أن الشهادات التي وردت ضد نداف جاءت من جهة كانت مقربة منه وبعضها من جنود في جيش الاحتلال. وادعى جندي مسيحي مسرح أن الكاهن نداف حاول تجنيده للشرطة وأنه تحرش به جنسيا، وقال له عبارات ذات طابع جنسي. فيما ادعى جندي في الجيش النظامي أنه توجه إلى نداف لمساعدته على ضمه إلى وحدة عسكرية، فطلب منه «الاقتراب منه». وحسب أقواله فإنه عندما سأل نداف عن الكنيسة أو المكان الذي يمكنهما الالتقاء فيه لترتيب الأمر، قال له نداف: «نخرج للنزهة معا. أريد أن أكون قريبا منك». ونشرت في إطار التحقيق مراسلات عبر شبكة «فيسبوك»، يتوجه نداف في إحداها إلى شاب آخر ويكتب له: «أنت تعجبني دائما.. أنا لا أعرف ما الذي أشعر به كلما رأيتك بالزي العسكري.. أشعر بشيء غريب.. رجولة». ومن ثم يطلب نداف من الشاب التكتم على المراسلات بينهما وينعته بألقاب ودية مختلفة. مع ذلك لم يتم تقديم شكاوى ضده إلى الشرطة.
وفي تعقيبه على التحقيق الصحافي ادعى نداف أن «جهات جنائية في الطائفة تآمرت عليه وارتكبت جريمة ذكية ضده وتابع مزاعمه» لم أمس جنسيا بأي أحد». وقالت وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية ميري ريغف إن «الوزيرة تدعم اللجنة الشعبية التي اختارت بالإجماع الكاهن نداف لإيقاد الشعلة، ولن تتطرق إلى اصحاب المصلحة الذين يحاولون المس بالكاهن». وتابعت في بيانها « لهذا الغرض توجد جهات مسؤولة عن تطبيق القانون وطالما لم تثبت ذلك، فإن نداف سيوقد الشعلة».
وتدعو أوساط في إسرائيل لمنع مشاركة نداف باحتفالية « إيقاد شمعة الاستقلال « ومنها مجموعة جنود ورجال شرطة من الفلسطينيين المسيحيين يطالبون بذلك بواسطة عريضة. وقال جندي مسرح أمس للإذاعة العامة أمس إن نداف طلب منه إرسال صور له وهو عار وأن يزوره وحيدا، مشيرا بذلك إلى شبهات بالتحرش الجنسي. وردا على سؤال الإذاعة لماذا لم يتوجه بشكوى للشرطة قال إنه وآخرين استنكفوا عن الشكوى لأن نداف مدعوم من قبل حكومة الاحتلال.
وقالت عضو الكنيست ميخال زاندبيرغ من حزب «ميرتس» إنها صعقت لمشاهدة التحقيق الصحافي الذي أشار لشبهات ابتزاز تورط بها نداف وانتقدت الأوساط اليمينية التي تصمت عليه. وتابعت» خطير جدا أن يمنح نداف فرصة لإيقاد شمعة باحتفالات الاستقلال فهذه وصمة».
ويثير التحقيق الصحافي حول نداف أصداء واسعة داخل أراضي 48 ودعاه عضو بلدية الناصرة الرئيس السابق لمؤتمر الروم الأورثوذوكسي الدكتور عزمي حكيم لخلع ثوبه وصليبه. وتابع على صفحته في «فيسبوك» « في الوقت نفسه فإنني أشفق عليك لأننا حذرناك أنت وأتباعك إنهم سيمتصون دمك وعندها سيرمونك كما رموا العملاء من قبلك. واتمنى من الشباب الذين ساروا على طريقه أن يرتدوا فالوقت لا زال مبكرا. إرجعوا ألى احضان شعبكم فهو يحميكم». يأتي ذلك على خلفية نشاط ما يعرف بـ « منتدى الجنود المسيحيين « الذي يدعو الفلسطينيين المسيحيين للتجند لجيش الاحتلال لحماية أنفسهم في ظل التهديدات والاعتداءات من قبل جهات إسلامية متطرفة مستغلا ما تشهده بعض الدول العربية في السنوات الأخيرة.
وكانت شرطة الناصرة قد اعتقلت نداف لساعات في العام الماضي بعد جدل نشب بينه وبين مدربه للياقة البدنية قام خلاله نداف بإشهار مسدس وما لبثت أن أغلق الملف في الشرطة.(القدس العربي)