عروبة الإخباري- في تأزم خطير غير مسبوق في العلاقات تصاعدت الخلافات العلنية بين كتل التحالف الوطني الشيعي على خلفية المواقف تجاه الإصلاحات والتعديل الوزاري والاعتداءات على بعض قادتهم خلال اقتحام اتباع «التيار الصدري» للبرلمان والمنطقة الخضراء السبت الماضي.
وأكد مصدر في التيار الصدري لـ«القدس العربي» أن الخلافات بين القوى والتنظيمات داخل التحالف الوطني تصاعدت مؤخرا ووصلت إلى الانتقادات العلنية وتبادل الاتهامات بين قادة الكتل عبر وسائل الإعلام وفي المجلس الخاصة والعامة، مما يدل على تأزم العلاقة بين أطراف التحالف الذي يقود العراق منذ عام 2003.
وأشار المصدر، الذي طلب عدم ذكر إسمه، إلى أن التيار الصدري محبط من مواقف باقي قوى التحالف الوطني خلال التظاهرات والاعتصامات المطالبة بالإصلاحات وعدم مشاركتها بهذا الحراك، رغم أنه جاء لخدمة الشعب. وقال إن قيادة التيار الصدري وقواعده «تستغرب تمسك قادة التحالف بامتيازاتهم ووزرائهم ورفض تغييرهم في تشكيلة (رئيس الوزراء) حيدر العبادي الأخيرة رغم الفساد والفشل الذي ميز أداءهم لسنوات».
وأضاف المصدر أن مقتدى الصدر أعلن بصراحة وفي مناسبات عدة آخرها خطابة يوم 30 نيسان / ابريل الماضي الذي جدد فيه «عدم إمكانية التعاون مع اتباع حزب الدعوة ـ جناح نوري المالكي لأنهم ضيعوا العراق خلال العشر سنوات التي حكموا فيها «.
وذكر المصدر أن الجمهور كان يردد بعفوية خلال التظاهرات شعارات ضد «حزب الدعوة» بسبب وقوف قادة الحزب ضد الإصلاحات والتعديلات الوزارية التي طالب بها المتظاهرون إضافة لكونهم المسؤولين عن الفساد.
ومن جانبه وصف رئيس ائتلاف «دولة القانون»، نوري المالكي، يوم الاحد ما قام به المتظاهرون الغاضبون من اقتحام المنطقة الخضراء ومبنى البرلمان بـ»الاحتلال»، منتقدا التغييرات الوزارية التي أجراها رئيس الحكومة العبادي «لكونها مفروضة تحت الضغوط والتهديدات» حسب قوله.
وقد رد أتباع الصدر على تصريحات المالكي بهجمات على مكاتب حزب الدعوة في بعض المدن.
فقام المتظاهرون من التيار الصدري يوم الأحد بمهاجمة مقار حزب الدعوة والمجلس الأعلى الإسلامي في الديوانية جنوب العراق وأسقطوا صور المالكي وعمار الحكيم على الأرض.
وضمن السياق حذر النائب عن «كتلة الأحرار» (الصدرية)، حاكم الزاملي، «منظمة بدر» من الوقوف ضد التظاهرات التي اقتحمت البرلمان مؤخرا، وأشار إلى عدم الحاجة إلى إرسال قوات من «الحشد الشعبي» إلى بغداد للسيطرة على الأوضاع لأن الأمور تحت السيطرة.
وقال في لقاء متلفز على قناة عراقية انه «على اطلاع كامل على الوضع الأمني باعتباره رئيس لجنة الأمن النيابية. ومن خلال التنسيق من قيادة عمليات بغداد يؤكد على أن الأجهزة الأمنية مسيطرة بشكل كامل على الوضع الأمني في بغداد».
وأضاف: «هذه معركة الشعب. وعلى كل شريف المشاركة فيها والدماء فيها مقدسة ولا يجوز استخدام السلاح وتهديد الشعب العراقي بقوات بدر والحشد الشعبي، لأنها قوات لمقاتلة داعش وتصرف عليها الأموال من الشعب العراقي، ولا نسمح ان تستخدم ضد الشعب».
ومضى يقول: «على منظمة بدر ألا تتحدى صوت الشعب «. وقد رد القيادي في منظمة بدر، النائب كريم النوري، على الزاملي قائلا إن منظمة بدر «هي صوت الشعب «.
وكان نائب قائد الحشد الشعبي والأمين العام لمنظمة بدر، هادي العامري، قد أصدر أوامره إلى قوات بدر والحشد الشعبي للتوجه نحو مناطق حزام بغداد تحسبا لأي تحرك من قبل تنظيم «الدولة» مستغلا اختراق المتظاهرين للمنطقة الخضراء حسب بيان منظمة بدر.
ويذكر ان المتظاهرين من أتباع الصدر قاموا خلال اختراقهم المنطقة الخضراء والبرلمان بالاعتداء بالضرب على النائب عمار طعمة، القيادي في حزب الفضيلة الإسلامي (الشيعي)، وهو أحد مكونات التحالف الوطني. ورد حزبه ببيان أدان فيه الاعتداء على النائب طعمة وانتقد فيه اقتحام المتظاهرين للبرلمان.
وضمن السياق نفسه أكد المحلل السياسي، طه الحمدون، أن المظاهرات خرجت في ظل سياسة ممنهجة غايتها سحب البساط من حزب الدعوة، مشيراً إلى أن الأزمة الحالية خلاف بين الشيعة على هرم السلطة.
وقال لشبكة «رووداو» الإعلامية: «سيكون هناك انهيار للعملية السياسية وتصعيد وتأزيم للأمور، لأن المظاهرات خرجت في ظل سياسة ممنهجة غايتها سحب البساط من حزب الدعوة لصالح التيار الصدري. وهو صراع بين الاحزاب السياسية، كما أنه خلاف شيعي شيعي على هرم السلطة».
ويذكر أن «التحالف الوطني» هو الهيئة السياسية التي تجمع كل القوى والأحزاب والكتل الشيعية العراقية بعد 2003. وهو الذي ينظم وجودهم في البرلمان والحكومة ولكن خلافات كبيرة تجري بين قياداته على المناصب والمواقع وكسب القاعدة الشعبية.(القدس العربي)