د. أبو حمور: انعقاد المؤتمر في الأردن وكنف الهاشميين له دلالة خاصة
د. أبو حمور: الأردن بلد سبّاق في قضايا الإصلاح بمختلف مجالاته
د. أبو حمور: التوصيات تؤكد دور مؤسسات التعليم في البناء الاجتماعي والثقافي والتنمية
د. أبو حمور: المؤتمر حظي باهتمام واسع على مختلف المستويات وتميز بمشاركة عربية واسعة
عروبة الإخباري – اختتم المؤتمر الدولي الخامس للعلوم الإنسانية “الاتجاهات المعاصرة في مؤسسات التعليم … إصلاح وتطوير” أعماله بعد ظهر الأربعاء 20/4/2016. وأعلن د. محمد أبو حمور الأمين العام لمنتدى الفكر العربي/ رئيس المؤتمر، البيان الختامي الذي اشتمل على تسع عشرة توصية، أكدت دور المؤسسات التربوية والتعليمية في البناء الاجتماعي والثقافي وتحقيق التنمية المستدامة، من خلال التخطيط والبحث العلمي وخدمة المجتمع، وتعميق الجوانب الإيجابية في الشخصية الإنسانية وتأهيلها للقيام بمهامها في بناء المجتمع.
وأشار د. أبو حمور في كلمته بحفل الختام إلى أن المؤتمر عُقد بالتعاون ما بين المنتدى ومركز البحوث للدراسات والاستشارات الاجتماعية- لندن على مدار ثلاثة أيام (81-20/4/2016)، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال، ورعاية فخرية للشيخ عبدالله القاسمي، ومشاركة عربية واسعة من 12 دولة وحضور كبير تجاوز 600 شخصية. وأضاف أنه تمت مناقشة 27 بعداً رئيسياً ضمن 6 محاور و54 بحثاً علمياً محكماً، عبر 9 جلسات و3 ورش عمل، تناولت مختلف قضايا التعليم العام، ومضامين وأبعاد إصلاح التعليم العالي وتطويره، والمسؤولية الاجتماعية للجامعات، والتربية الخاصة ورعاية الموهوبين والإبداع وذوي الاحتياجات الخاصة، والتربية البيئية، فضلاً عن العلاقة بين وسائل الإعلام وإصلاح مؤسسات التعليم العالي.
وتوجه د. أبو حمور بالشكر إلى سمو الأمير الحسن بن طلال على رعايته للمؤتمر، مبيناً أن كلمة سموه في الافتتاح ستعتبر جزءاً من وثائق المؤتمر، لما طرحته من رؤى حول قضايا الإصلاح وتطوير التعليم وتحقيق التنمية المستدامة.
وحول أهمية المؤتمر تحدث د. أبو حمور مبيناً أن انعقاد المؤتمر في الأردن وفي كنف الهاشميين، والاهتمام الذي حظي به على مختلف المستويات، له دلالة خاصة، وأن الأردن يعد بلداً سبّاقاً في قضايا الإصلاح بمختلف مجالاته. وقال: إن المؤتمر يعتبر حدثاً علمياً مهماً وصورة نموذجية للتعاون بين مؤسستين فكريتين عربيتين، تتلاقى رسالتيهما لخدمة تطلعات أمتنا، انطلاقاً من الركائز الحضارية العربية والإسلامية لارتقاء العلم والمعرفة والعمران، والمسؤولية الأخلاقية للإنسان في نشر الخير والسلم والاستقرار.
أما فيما يتعلق بالتوصيات، فقد أوضح د. أبو حمور أنها أكدتضرورة العمل على تطوير المؤسسات التعليمية بمختلف مراحل التعليم قبل الجامعي وأثنائه وبعده، وبما يتماشى مع التقدم المعرفي العالمي من جانب، واحتياجات سوق العمل من جانب آخر.وضرورة تحسين نوعية مخرجات التعليم العالي في الوطن العربي.وأشارت إلى أن للمعلم في العصر التربوي الحديث عدة أدوار تربويةواجتماعية، ومن المهم أن يكون المعلم عضواً فعالاً في المجتمع المحلي، بحيث يتفاعل معه فيأخذ منه ويعطيه،وأوصت بتفعيل معنى المعلم في المفهوم التربوي الحديث الذي يعرف على أنه “ناقل لثقافة المجتمع”، وإعداد المعلم لهذا الدور بتدريبه لبناء جيل يعلم الأبناء ثقافتهم وهويتهم وقيمهم.
وجاء في هذه التوصيات أنه لا بد من تطبيق نموذج المعلم المرشد، الذي يشير إلى المعلم القائم بتدريس تخصص أكاديمي في مجال محدد، ثم يضاف إلى تخصصه التأهيل في مجال الإرشاد، فيجمع بذلك بين التدريس والإرشاد. ومن الضروري إعداد برامج متطورة للتعليم التقني والمهني ومناهجه وفق أنظمة حديثة؛ تأخذ بالاعتبار المرونة في التنفيذ وتعدد الخيارات، واحتياجات سوق العمل.
وكذلك ضرورة تبنّي نظرية الذكاءات المتعددة عند تأليف كتب التربية الإسلامية للصفوف الثلاثة الأولى. والاستعانة بأكثر من أسلوب تعليمي للارتقاء بمستوى التفكير العلمي للطلاب. والعمل على تأهيل عضو هيئة التدريس بالمهارات والقدرات التي تتفق ومتطلبات الجودة. والاهتمام بالعنصر البشري في العملية التعليمية من أستاذ الجامعة والمدرس والإداريين وحتى الطلاب المتلقين للتعليم.
وأكدت التوصيات أهمية العمل على إزالة المعوقات التي تحول دون تطوير سياسات تنمية الموارد البشرية في مختلف المؤسسات التعليمية. واستدماج القدرات الإبداعية التفاعلية للتلاميذداخل النوادي البيئية. واستخدام السبورة التفاعلية في تدريس كل المواد الدراسية بمراحل التعليم العام. والاستمرار في عمليات تطوير المناهج التدريسية سنوياً وتحديثها،إلى جانب ضرورة مراجعة البرامج بصورة شاملة،مع تقييم التخصصات كل خمس سنوات.
وأيضاً، تعديل الخطط الجامعية الخاصة بإعداد الراغبين بالتوجه للتدريس، وذلك بتضمينها مقررات تتعلق بالإرشاد التربوي والنفسي في برامج البكالوريوس في كليات العلوم التربوية. والاهتمام بنشر ثقافة الجودة في المؤسسات التعليمية. والاستمرار في نشر ثقافة التدريب بوصفها وسيلة لنشر الوعي بمشاكل المجتمع وسبل الحد من آثارها. وإجراء دورات تدريبية في مجال التدريس، وبالتحديد في موضوعات(أساليب تقويم مخرجات التعليم-أساليب تقويم فعالية التدريس-أساليب ومهارات التدريس وطرق التعلم (التعليم التعاوني، التعلم الذاتي،التعلم النشط- تصميم وتخطيط أنشطة التعليم والتعلم).
وتضمنت التوصيات إجراء دورات تدريبية في مجال البحث العلمي في موضوعات(نشر الأبحاث العلمية في أوعية النشر المحلية والدولية وسبل التوثيق العلمي- معرفة المؤسسات والمراكز البحثية على مستوى العالم وأساليب التواصل وسبل التعاون- معرفة طريق تمويل البحث العلمي والحصول على المنح البحثية). وإجراء دورات تدريبية في مجال خدمة الجامعة والمجتمع في الموضوعات (التعرف على تجارب الجامعات الأخرى المحلية والعربية والأجنبية في مجال خدمة المجتمع والتعليم المستمر-التمكن من مهارات المدرب الناجح- الخدمة التطوعية والرعاية الثقافية لمختلف الفئات الاجتماعية- تأهيل ذوي الإعاقة والمهتمين بهم).
كلمة د. ناصر الفضلي
وأكد د. ناصر الفضلي رئيس مركز البحوث للدراسات والاستشارات الاجتماعية بلندن في كلمته، على ضرورة التمسك بالعلم والاهتمام بالأبحاث العلميّة التي توضح آليات العملية التعليمية وسبل تطوير منظومة التعليم في العالم العربي، مشيرًا إلى أن المركز كان حريصًا على اختيار هذا الموضوع ليكون عنوانًا للمؤتمر ومحتواه. يتحدث فيه الباحثون ويخرجوا لنا من مستودع أفكارهم النيرة وإبداعاتهم كل جديد في سبيلالأخذ بيد ملف التعليم للنهوض به حتى نلحق بركب الأمم.
وأضاف: أن مركز لندن يسعى جاهدًا للإسهام في تطوير وتنمية الإنسان عبر تحقيق أهدافه الرامية إلى تكريس البحث العلمي الذي يتناول كافة العلوم الإنسانية، لافتًا إلى أن المركز قدم عبر مؤتمراته الخمس أكثر من 500 ورقة علمية مهيأة لكي تخدم البشرية عامة ما إذا وجدت الحواضن التنفيذية المخلصة الفاعلة لاستثمار هذه الأبحاث.
واختتم الفضلي كلمته بحث الحكومات العربية على الاهتمام بالبحث العلمي وتوفير الأجواء الملائمة له ليكون معولا أساسيًا في نهضة المجتمعات وفي تنمية الإنسان، وألا تكون توصيات المؤتمرات العلمية حبيسة الأدراج
توقيع اتفاقية تفاهم بين المنتدى ومركز لندن
هذا، ووقعت بين منتدى الفكر العربي ومركز البحوث للدراسات والاستشارات الاجتماعية/ لندن مذكرة تفاهم وتعاون، وقعها خلال الحفل عن المنتدى د. محمد أبو حمور الأمين العام، وعن المركز رئيسه د. ناصر الفضلي، وتهدف هذه المذكرة إلى التعاون في كل ما يخدم أهداف الطرفين، من خلال التشاور وتبادل الآراء والزيارات والدراسات المشتركة وورش العمل والندوات والكتب والدوريات والمعلومات العلمية والثقافية، وتنفيذ مشروعات مشتركة تنسجم مع أهدافهما وتكون محل اتفاقات أو بروتوكولات بينهما، إضافة إلى تبادل الطرفين بانتظام المعلومات والوثائق بشأن الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، والعمل على إقامة فعاليات مشتركة تخدم القضايا الفكرية والعلمية.
إعلان الأبحاث الفائزة وتكريم المشاركين
وخلال حفل الختام قام د. محمد أبو حمور بتوزيع الدروع التكريمية على أربعة من الباحثين المشاركين العرب الذين فازت أبحاثهم بالتميّز، وهم: د. محمد إبراهيم عبد اللاوي من الجزائر في المركز الأول عن بحثه “دور الجامعة في مواكبة التنمية”، و د. أزهار داغر من الأردن في المركز الثاني عن بحثها “نوعية مخرجات التعليم العالي الأردني: دراسة من وجهة نظر القيادات الأكاديمية في الجامعات الأردنية، و د. ناريمان عطية من الأردن في المركز الثالث عن بحثها “دور مؤسسات التعليم العالي في تعزيز الفكر المعتدل”، وفي المركز الثالث مكرر الباحثة سارة كميخ من الكويت عن بحثها “الشخصية القيادية للمعلم ودورها في تطبيق التعليم الفعّال”.
كما سُلمتدروع تكريمية لكل من سعادة الشيخ عبدالله القاسمي الراعي الفخري للمؤتمر، والشيخة ميسون القاسمي رئيس مجلس إدارة مركز البحوث للدراسات والاستشارات الاجتماعية ورئيس مركز الشارقة، تسلمهما بالنيابة د. ناصر الفضلي رئيس مركز لندن،وجامعة بني سويف عن بحث د. رشا الجندي، بعنوان “برنامج التحصين النفسي لمعلمة الروضة من الصدمات الحياتية”، ود. علا الزيات من جامعة المنوفية، وشركة برومو ميديا، ومؤسسة طريق الروّاد، وعدد من الشخصيات المشاركة والمؤسسات الراعية، وسلمت شهادات التقدير للمشاركين وفرق العمل.
وشكر د. أبو حمور الباحثين المشاركين على جهودهم العلمية، كما توجه بالشكر إلى مركز البحوث للدراسات والاستشارات الاجتماعية في الشارقة ولندن، واللجنة العلمية المحكّمة، والجهات والمؤسسات الراعية، والحضور ووسائل الإعلام المحلية والعربية على جهودهم كل في مجاله.