طوال سنين والاستغاثات تتوالى حول الطريق الصحراوي، او حول طريق الجنوب، وبعد استغاثات وحوادث كثيرة، حصلت الحكومة على منحة وعلى قرض سعوديين لتأهيل الطريق.
ليس هذا هو المهم. اذ ان المهم يتعلق بعدد الحوادث والوفيات والجرحى، الذين سوف نسمع عنهم، طوال عامين هما مدة تنفيذ المشروع، فالطريق وفقا للعائدين الى مدنهم في الجنوب، عبارة عن مأسأة كبيرة، حفر ومطبات، وانقلاب سيارات، وتداخل بين السيارات العادية وسيارات الشحن، واغلاق لبعض المسارب المدمرة وزيادة كثافة السيارات على مسارب اخرى، ما يؤدي الى البطء، والتأخير، وبحيث اصبح السفر الى الجنوب عقوبة، ومخاطرة بالحياة.
هذا يفرض على الاقل اجراءات صيانة ولو بكلفة غير مرتفعة، من اجل ادامة الطريق، وتخفيف اخطاره، حتى يبدأ مشروع التأهيل وينتهي، اما ترك الطريق كما هو بانتظار بدء المشروع والانتهاء منه على مدى عامين فهذه ادارة سيئة جدا، لحياة الناس، فلا نسأل بعد قليل عن الحوادث والقتلى والجرحى، ما دمنا سوف نترك الطريق بلا صيانة بسيطة، بانتظار المشروع كليا.
علينا ان نلاحظ ان اغلب البنى التحتية في البلد، تتراجع، وهذا يؤدي الى كوارث في القيادة، وحوادث، والشارع الذي يتشقق، يبقى كما هو، ولو وجدنا جهة محايدة تجري دراسة على كلف قطع الغيار للسيارات، والحوادث، وكلف العلاج في المستشفيات جراء سوء الطرق في المملكة، لسمعنا رقما مذهلا، يصب في خانة تعرضنا لحرب يومية.
نلاحظ ايضا عبر هذه المعالجة، ان اغلب مشاريع الحكومات والبلديات، بطيئة جدا، فإذا بدأت احدى الجهات في فتح نفق، احتاجت اضعاف المدة المقررة، واذا اقاموا جسرا، استغرقوا بضع سنين، واذا بدأ مقاول تأهيل طريق، امضى عمره في الطريق، والكل يتهم الكل، فالمقاول يتهم الحكومة انها لا تدفع وتماطل وتغير اوامر التنفيذ، والحكومة تتهم المقاول انه يتلكأ، والناس يدفعون الثمن هنا مرتين، وعندنا ادلة كثيرة على المشاريع والعطاءات التي تحولت الى عقوبة لاهالي مناطق مختلفة في الاردن، فقد بات الاعلان عن اي مشروع، خبرا سيئا للناس.
الطريق الى الجنوب بحاجة الى صيانة سريعة، لاغلاق الحفر، والهبوط في بعض المناطق، ولازالة اسباب الانقلاب والحوادث، ولايمكن ترك الطريق لعامين حتى ينتهي كل مشروع التأهيل، هذا على افتراض اننا سوف نصدق انه سوف ينتهي في عامين، واذا لم يستغرق وقتا اطول كما جرت العادة، وهو بحاجة الى صيانة بسيطة في كثير من محطاته، لادامته.
وهي دعوة للحكومة والنواب والجهات الرسمية، ان تجد حلا لخطة صيانة سريعة، تجعل الطريق قابلا للاستمرار والحياة، حتى يبدأ مشروع التأهيل وينتهي، وبدون ذلك، فسوف نواصل الاستماع الى معلومات وحكايات عن حوادث مؤلمة جدا، فيما الحكومات ردّها، ان الطريق تحت اعادة التأهيل، وهو رد بارد وبلا روح، ويعبر عن قلة اعتبار لحياة الانسان في هذا البلد.