* د. محمد أبو حمور: إصلاح منظومات التعليم في الوطن العربي تحدٍّ وأولوية كبرى لمواجهة البطالة والتطرف
* الشيخة ميسون القاسمي: نسعى لإعادة أمجاد العلماء العرب وتأكيد أهمية البحث العلمي
* د. ناصر الفضلي: التنمية البشرية مسؤولية الجميع وضرورة الاهتمام بالباحثين الشباب
عروبة الإخباري – برعاية صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال المعظم، والرعاية الفخرية لسعادة الشيخ عبدالله بن محمد القاسمي، ينظم منتدى الفكر العربي بالتعاون مع مركز البحوث للدراسات والاستشارات الاجتماعية/ لندن، المؤتمر الدولي الخامس للعلوم الإنسانية “الاتجاهات المعاصرة في مؤسسات التعليم … إصلاح وتطوير”، في عمّان خلال الفترة 18-20/4/2016، بمشاركة عربية واسعة وحضور كبير من باحثين وأكاديميين وخبراء تربويين وممثلي منظمات المجتمع المدني وقطاعات ثقافية واجتماعية واقتصادية وشبابية، فضلاً عن عدد من وزراء التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي، ورؤساء جامعات وقيادات عربية في مجالات تنمية الموارد البشرية والتنمية المستدامة، من 12 دولة عربية، وبعدد يتجاوز 600 شخص.
وأوضح د. محمد أبو حمور، الأمين العام لمنتدى الفكر العربي ورئيس المؤتمر، أن هذا الحدث العلمي المهم يركز في مضامينه على دور المؤسسات التربوية المتنامي في العالم بوصفها مراكز بحثية وتخطيط مستقبلي وخدمة للمجتمع، ورفد عملية النهوض الاجتماعي والثقافي وتحقيق التنمية المستدامة، والربط بين الإنسان والمجتمع والتنمية بمختلف جوانبها، من خلال ستة محاور شاملة لقضايا التعليم العام، ومضامين وأبعاد إصلاح التعليم العالي وتطويره، والمسؤولية الاجتماعية للجامعة، والتربية الخاصة، والتربية البيئية في التعليم العام والجامعات، ووسائل الإعلام وإصلاح مؤسسات التعليم العالي.
وأكد أن إصلاح منظومات التعليم العام والتعليم العالي وتطويرها إزاء التحديات التي يواجهها الوطن العربي في ظل المعطيات والمتغيرات العالمية على مختلف الأصعدة، تعد متطلباً استراتيجياً في إرساء ركائز قوية للتنمية الشاملة وتحقيق أهدافها ضمن أطر بناء الإنسان واستثمار الطاقات البشرية في التقدم نحو مستقبل آمن للأجيال العربية وبلدانها.
وأضاف د. أبو حمور أن المواءمة بين مخرجات التعليم والتأهيل والتدريب في المراحل كافة والحاجات التنموية تستلزم تخطيطاً متداخل الاختصاصات، ولا سيما مع ازدياد حدة البطالة بين الشباب العربي سنوياً، ووجود مؤشرات واضحة إلى الحاجة لإيجاد أكثر من عشرة آلاف فرصة عمل سنوياً لكل مليون من السكان خلال الأعوام القادمة، واستثمارات تتجاوز 250 مليار دولار سنوياً لاستيعاب الخريجين الجدد في أسواق العمل العربية.
وقال: إن ما يواجهه الوطن العربي من تحديات سواء بالنسبة للبطالة أو الفقر والانزلاق بسبب ذلك إلى تنامي ظواهر العنف والتطرف، وكذلك تحديات التحول إلى الاقتصادات المعرفية الإنتاجية وتجاوز القصور التنموي، يدعونا إلى إيلاء تطوير مناهج التعليم الأساسي والمهني والتكنولوجي كل الاهتمام؛ إضافة إلى توجيه الأبحاث العلمية نحو إيجاد الحلول العملية لمشكلات هذه القطاعات في سبيل الارتقاء بها؛ مشيراً إلى أن “الميثاق الاقتصادي العربي”، الذي أشهره منتدى الفكر العربي أكد الأهمية الاقتصادية الاجتماعية للتطوير التكنولوجي، جنباً إلى جنب مع البحث العلمي النظري، وجسر الفجوة بين الأكاديميا والقطاعات الاجتماعية والاقتصادية.
أكدت الشيخة ميسون القاسمي، رئيس مجلس إدارة مركز البحوث الاجتماعية والاستشارات، ورئيس فرع الشارقة، أن حاجة مجتمعاتنا العربية إلى إدامة الاهتمام بالعلم هي حاجة ماسة، ولا سيما خلال السنوات الأخيرة التي تؤكد تحوّلاتها أنه لم يعد هناك مكان لغير المتعلم، ذلك أن العلم من الإنسان هو بمثابة الروح من الجسد. وأن المؤتمر الدولي الخامس للعلوم الإنسانية الذي يعقد خلال الأيام المقبلة على أرض الأردن الشقيق يأتي تقديراً لهذا البلد الذي يشهد له الجميع برعاية العلم وصون البحث العلمي.
وقالت في تصريح خاص بمناسبة الاستعدادات الجارية لعقد المؤتمر الدولي الخامس للعلوم الإنسانية في العاصمة الأردنية: إن الاهتمام الملحوظ بالبحث العلمي لدى العديد من الدول يعكس استشعار هذه الدول للخطر المترتب على أن كثيراً من دول الغرب سبقتنا في هذا المجال، على الرغم من أن العلماء العرب وتراثهم العلمي كان جذوة التقدم العلمي التي قبس منها العالم الحديث.
وأضافت: لا يخفى على أحد دور العرب والمسلمين في إحداث نقلات نوعية وثورات علمية في مختلف العصور، فقد كان لدراساتهم ومصنفاتهم أكبر الأثر في نموّ الثقافة العالمية وازدهارها في عالمنا. ومن هذا المنطلق حَرِصَ مركز لندن على أن تكون أهدافه متضمنة التركيز على اكتساب المعرفة في مجال تطوير الخطط الاستراتيجية العامة والخاصة، التي تسهم في تنمية المجتمع، فضلاً عن تعزيز القدرة على اتخاذ القرارات وأسلوب التطبيق وفق معايير ومقاييس عالمية، وتدريب الفرد لمساعدته على قيادة ذاته قيادة عالمية.
وأوضحت الشيخة ميسون القاسمي أن من ضمن أهداف المركز أيضاً إتاحة الفرصة للباحثين لطرح أبحاثهم العلمية من أجل تحقيق شراكة فكرية مميزة تسهم في تطوير البحث العلمي على المستوى العالمي من خلال المؤتمرات الدولية التي يقيمها المركز سنوياً، وتفعيل دور الباحثين المشاركين في المؤتمرات بنشر أبحاثهم في الدوريات العالمية
من جهته، قال د. ناصر الفضلي، رئيس مركز البحوث للدراسات والاستشارات الاجتماعية بلندن: إن العلم بشتى مخرجاته يظل هدفاً جوهرياً ومعولاً رئيسياً في نهضة الدول عبر التأثير المباشر وغير المباشر في التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي والأمن الاجتماعي لأي مجتمع.
وأضاف أن الحديث عن العلم وكونه الركيزة الأساسية للتقدم على مختلف الأصعدة، يقود إلى الحديث عن البحث العلمي، الذي أصبح يعاني كثيراً وخصوصاً في العالم العربي خلال العقد الأخير، على الرغم من تفهم عدد من الدول العربية لأهمية دعم المراكز البحثية وزيادة الإنفاق الحكومي على البحث العلمي، ومن ثم زيادة عدد الأوراق العلمية المنشورة، لكن ذلك لم ولن يُسهم في إحداث عملية التطور التقني والعلمي إذا لم تُستخدَم هذه الأوراق البحثية وأصحابها من ذوي العقول الفتية إضافة إلى الجهد والمال لتحقيق التنمية الحقيقية المستدامة، وبناء مؤسسات تقوم بترجمة هذه الأفكار لتتحول إلى واقع عملي ملموس ومشروعات عمل حقيقية ترى النور، وتسهم في خدمة الإنسان الذي هو بمثابة الهدف الرئيسي للبحث العلمي.
وقال: إن انعقاد المؤتمر الدولي الخامس في الأردن له العديد من الأبعاد، فالأردن دولة تحترم العلم وتقدر العلماء وتولي البحث العلمي رعاية جيدة، ولا سيما أنها تحتضن إحدى أكبر المؤسسات الفكرية في العالم “منتدى الفكر العربي”، وما نزال نأمل من الأردن توفير ميزانيات مالية أكثر لرعاية الباحثين الشباب الذين يعتبرون من خيرة شباب الوطن العربي، وكذلك سائر بلداننا العربية والإسلامية.
وأشار د. الفضلي إلى أنه تم التواصل مع عدد كبير من دول عديدة وعرضوا أوراقهم البحثية طامحين للمشاركة في المؤتمر، لكن كان لا بد من إجراء عملية التمحيص والتدقيق عبر اللجنة العلمية المحكِّمة، برئاسة أ.د. أحمد البراح من الجزائر الشقيق، وتم إجازة عدد معيّن الأبحاث، آثرنا أن يكون عدداً وجيزاً ومكثفاً لإعطاء الموضوع حقه والخروج بتوصيات عملية تحاكي الواقع.
وأثنى د. الفضلي على الجهود الحثيثة التي قدمها ويقدمها منتدى الفكر العربي في التحضير والإعداد لهذا الحدث العلمي الدولي بالتعاون مع مركز البحوث للدراسات والاستشارات الاجتماعية بلندن.