عروبة الإخباري – قال الرئيس السابق لجمهورية البوسنة والهرسك حارث سيلايجيتش ان النقد الذاتي ضروري ومهم لا لجلد الذات ، بل لتصحيح المسار والاستفادة من الاخطاء.
واضاف سيلايجيتش في محاضرة له نظمها منتدى الفكر العربي مساء اليوم ورعاها مندوبا عن سمو الامير الحسن بن طلال ، الامين العام للمنتدى الدكتور محمد ابو حمور ” نريد ان يكون الجميع في سفينة واحدة وان يقبلوا ببعضهم البعض وان يقبلوا الاختلاف فيما بينهم ويعترفوا ويحترموا ذلك الاختلاف ، وان يكونوا معا في ” سفينة نوح ” هذه لتكون سفينة النجاة والخلاص ، والا فإن الحضارة الانسانية اليوم تسير بنا الى الهاوية ” .
ولفت المسؤول البوسني السابق الى ان ” مشكلتنا هي مشكلة الزمن ، نحن لا نتعايش ولا نتفاهم مع الزمن بشكل صحيح ، هنالك سرعة هائلة جدا لا نستطيع اللحاق بها والامساك بها والغالبية في مكان آخر ” ، مضيفا ” نحن في بحر فيه زوراق سريعة تسير لوحدها ، لا نعرف اين توصلنا ?” .
واشار الى ان زيارته هذه الى الاردن هي الثالثة وجاءت بدعوة من منتدى الفكر العربي للتحاور في الامور الحيوية التي تهم العالم اليوم وانطلاقا من تجربة الازمة البوسنية ، معربا عن اعتقاده انه لو تعامل العالم معها بالشكل المناسب وبالطريق الصحيحة وحسمها منذ البداية ” لوفرنا الكثير من الارواح والخسائر البشرية والسياسية .
واضاف سيلايجيتش : ان الحرب في البوسنة والهرسك لم تكن حربا اهلية ولا صراع بين الاديان والقوميات المختلفة ، لأن الاديان والطوائف والقوميات المتباينة كانت موجودة منذ زمن بعيد وكانت تعيش مع بعضها منذ العصور الوسطى في اطار ” نموذج بوسني فريد ومتميز ” حيث كانت التعددية البوسنية ” الفريدة والمتميزة ” خارجة عن السياق الديني السائد في اوروبا في العصور الوسطى .
وكان الدكتور محمد أبو حمور أكد في كلمته التقديمية أن أي نظرة إلى مستقبل أجيال أمّتنا العربية والإسلامية، وثقافتنا المشتركة، لا بد أن تأتي ضمن رؤية شمولية للمستقبل العالمي، فنحن لا نحيا وحدنا على هذا الكوكب، ولنا من ركائز حضارتنا مصادر قوّة، تتطلب منّا جميعاً أن نتعاون لاستعادتها، وأن نُحسن استثمارها والاستفادة من تجاربنا التاريخية وتجارب الآخرين، في مواجهة مجمل التحديات التي تفرض نفسها علينا .
وأوضح أن العرب والمسلمين كانوا هم أول ضحايا الإرهاب لأنه يستهدف هويتهم الحضارية، ويسعى إلى تفرقتهم وتمزيق أوصالهم والقضاء على وجودهم وحقوقهم في المساهمة ببناء الحضارة الإنسانية، وفي استثمار تنوعهم الثقافي والعرقي، وأن الحرب على هذا الإرهاب بقدر ما لها من جوانب عسكرية وأمنية، فهي حرب فكرية أيضاً تحتاج إلى تدعيم وسائل المواجهة إزاء محاولات تشويه صورة الإسلام .