عروبة الإخباري- شنت كتلة «ائتلاف دولة القانون»، التي يرأسها نوري المالكي، هجوما لاذعا ضد تصريحات السفير السعودي في العراق، ثامر السبهان، المتعاطفة مع معاناة الفلوجة. وجاء في تصريحاته ان ما يجري في الفلوجة «امر طبيعي بسبب تغليب المصالح الخاصة والتهميش».
ودعت الكتلة، أمس الاحد، الحكومة إلى وضع حد لتصرفات السفير السعودي. وقال رئيس الكتلة، قاسم الاعرجي، في بيان له ان «تدخل السبهان في احداث الفلوجة يدل على انحياز طائفي، بعيدا عن الدبلوماسية وبعيد عن الواقع».
ودعا الحكومة العراقية إلى «وضع حد لتصرفات السفير السعودي لأنه يدافع عن الإرهاب ويطلق تصريحات غير واقعية». وألمح الأعرجي، إلى أن السفارة السعودية، على هذا النحو «تبدو منبرا للتحريض العنصري والطائفي».
كما وصفت النائبة عن ائتلاف دولة القانون، عواطف نعمة، تصريحات السفير السعودي حول الفلوجة بأنها «تدخل وقح في الشأن الداخلي العراقي»، معربة عن رفضها ما أسمته « بالتدخلات السافرة «.
وقال بيان النائبة ان السفير السعودي «كعادته في صلفه ووقاحته وتدخلاته في الشأن الداخلي العراقي صرح بأن ما يحدث في الفلوجة هو نتيجة لما وصفه بأنه تشرذم وتهميش للآخر، في حين ان حكومة آل سعود هي آخر من يتكلم عن تهميش الآخر بعد تهميشها شريحة من شعبها على أسس طائفية وإعدام رجال الدين ظلماً «.
وتساءلت نعمة :» إذا كان السفير ثامر السبهان يتظاهر بأنه متعاطف مع أهالي الفلوجة، فلماذا لا يتعاطف أيضاً مع ضحايا تفجيرات الحلة ولا مع ضحايا بقية التفجيرات التي تحصد أرواح المئات من المدنيين الأبرياء بسبب فتاوى القتل والإجرام القادمة من السعودية؟ أم أن هناك دوافع اخرى تقف وراء تصريحاته»؟
وأضافت ان من «المؤسف أننا انشغلنا بزوبعة الإصلاحات والخلافات السياسية وكل فريق يستعرض عضلاته أمام الآخر، وتركنا شرذمة آل سعود يتدخلون في شأننا الداخلي بكل صلف ووقاحة»، داعية الحكومة والجماهير إلى «التعبير عن رفضها لهذه التدخلات السافرة».
وكان السفر السعودي ثامر السبهان ذكر أن «ما يحصل في مدينة الفلوجة من أحداث يعد طبيعيا لمن يسعى لمصالحه الشخصية، وكذلك نتيجة للتشرذم والتناحر ومحاولة تهميش الآخر».
وأشارت صحيفة «الرياض» السعودية إلى أن السبهان أشار عبر تغريدة له على حسابه الشخصي في «تويتر» إلى أن «ما يحدث في الفلوجة وغيرها حدث طبيعي لمن يسعى لمصالحه الشخصية وأيضا نتيجة للتشرذم والتناحر ومحاولة تهميش الأخر». واختتم السبهان تغريدة بأن الإنقاذ يتم فقط عبر التغيير من الداخل». وانتقدت النائبة عن كتلة القانون، فردوس العوادي، السفير السعودي، واتهمته بأنه «تجاوز الخطوط الحمراء» بمحاولة استخدام قضية مدينة الفلوجة لـ«تأجيج النعرات الطائفية» في العراق، ودعت الحكومة إلى طرده من البلاد.
وقالت في بيانها إن «السبهان تجاوز الخطوط الحمر هذه المرة بمحاولته استخدام قضية مدينة الفلوجة لتأجيج النعرات الطائفية داخل العراق»، مبينةً أن «السبهان لا يتصرف على انه شخص دبلوماسي ممثلا لدولة في العراق، وانما يتصرف كرجل مخابرات وممثلاً لطائفة معينة».
ويذكر أن عصام بن صالح العويد، عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود، أعلن إن ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز، قد وجه بسرعة إغاثة أهالي مدينة الفلوجة العراقية المحاصرين.
وأضاف في مقابلة متلفزة مع قناة سعودية، إن «الدولة وعلى رأسها الملك سلمان وجهت بإرسال الغذاء والدواء لأهالي مدينة الفلوجة العراقية المحاصرين»، وانه «تمّ ارسال شاحنات غذاء إلى المدينة».
وكان رئيس البرلمان العراقي، سليم الجبوري، وحكومة محافظة الأنبار ومنظمات انسانية دولية قد وجّهوا نداءات استغاثة إلى الحكومة الاتحادية من اجل انقاذ المدنيين المحاصرين في مدينة الفلوجة من إبادة جماعية ينفذها تنظيم الدولة اضافة إلى الحصار والجوع.
ومعروف أن العديد من القوى السياسية الشيعية اعتادت توجيه الانتقادات إلى تصريحات السفير السعودي السبهان ومواقف حكومته تجاه القضايا العراقية متهمة إياها بخلق الفتنة، وخاصة بعد إقدام السعودية على إعدام رجل الدين الشيعي المعارض نمر النمر في عام 2015.(القدس العربي)