عروبة الإخباري – يُصرُّ الرسام أسامة المحمد، من محافظة درعا جنوبي سوريا، على الاستمرار في نشر رسوماته الساخرة ، رغم قصف منزله في حي طريق السد، ويواصل المحمد (33 عاماً) منذ أسبوعين، البحث عمّا تبقى من رسوماته الكاريكاتورية ولوحاته الفنية، وأدوات الرسم، التي تبعثرت وتحطم قسم كبير منها جراء القصف، في الوقت الذي كان يتخذ من إحدى غرف منزله المتواضع مرسماً له، ويستعد لإقامة معرض لـ 200 لوحة من رسوماته.
وإلى جانب انشغاله بالرسم الذي تعلق به منذ الصغر، يعمل المحمد مدرساً للغة العربية في إحدى مدارس درعا الابتدائية، ويستخدم مهارته في تحضير كراسات مزودة بالرسوم للأطفال، لتسهيل عملية فهمهم للدروس، كما يعمل على اصطحابهم في نزهات، تساعدهم على تعلم اللغة والرسم.
وقال المحمد لمراسل الأناضول، إنّه كان يتّخذ من منزله مرسماً له، وينوي إقامة معرض للرسوم الكاريكاتورية فيه، إلا أنّ القصف الذي تعرض له المنزل بواسطة البراميل المتفجّرة من قبل مروحيات النظام السوري، حال بينه وبين تحقيق حلمه، وأدى لإتلاف مجموعة كبيرة من رسوماته ولوحاته.
لكنه تمكن من انتشال بعض أعماله وحفظها، لإضافتها إلى مجموعة رسوماته الجديدة وإعادة العمل على إقامة معرض، لم يستقر حتى اليوم على مكانه وزمانه.
ويظهر في إحدى رسوماته، رئيس النظام السوري بشار الأسد وهو يحمل معدات الهدم، وقد فرغ للتو من تدمير إحدى المدن، متجهاً إلى أخرى، وفي رسم آخر يصور الرسام، إيران وهي تقدم المساعدة للأسد لتثبيت دعائم عرشه.
وأشار المحمد إلى أنّه يعمل إضافة لعمله في هذا المجال، على تعليم التلاميذ الصغار مبادئ الرسم والتلوين، لإخراجهم من أجواء الحرب وتقديم الدعم النفسي اللازم لهم.
وبالإضافة إلى نشاطه هذا، عمل الرسام السوري مع مجموعة من الناشطين الإعلاميين، على إنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، تحمل اسم «رسّام حوران»، عرض من خلالها رسوماته الكاريكاتورية، لإيصال معاناة أبناء شعبه في ظل نظام بشار الأسد، كما يقول.الاناضول
بريشته الساخرة.. رسام سوري يواصل تحدي الحرب
18
المقالة السابقة