عروبة الإخباري – أكد رئيس جمعية المستشفيات الخاصة الدكتور فوزي الحموري أن الجمعية فرغت من إعداد استراتيجية شاملة لتسويق السياحة العلاجية ولمدة عامين، وأنها بصدد المباشرة في تنفيذها اعتباراً من النصف الثاني من العام الحالي 2016.
وأوضح الحموري أن الجمعية تهدف من خلال هذه الاستراتيجية إلى خلق تنمية مستدامة للخدمات الطبية والعلاجية الأردنية، وزيادة القدرة التنافسية للمستشفيات الخاصة، والمحافظة على تميز الأردن كوجهة رئيسية للسياحة العلاجية.
وبين أن الاستراتيجية سيتم تنفيذها من خلال إنشاء ائتلاف تشارك فيه مجموعة من الجهات المعنية في السياحة العلاجية، وتشمل المستشفيات والقطاعات المساندة، والخطوط الملكية الأردنية، وشركات السياحة والسفر، فيما سيتم تنفيذ مجموعة من النشاطات التسويقية المكثفة لفترة عامين، تشمل المشاركة في المعارض الدولية المتخصصة واستضافة وفود من الدول المستهدفة لزيارة المملكة للاطلاع على المستشفيات والخدمات المتميزة المقدمة للمرضى العرب والأجانب، واستخدام وسائل الإعلام المختلفة ومنها مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضاف أنه سيتم إنشاء موقع إلكتروني متخصص للسياحة العلاجية يمكن المريض من الاطلاع على خدمات المستشفيات، كما سيتم تقديم خدمات شاملة للمرضى، تشمل حجز تذاكر السفر والحصول على التأشيرة والاستقبال في المطار، وحجز مواعيد الأطباء، وترتيب الإقامة في الفنادق والشقق الفندقية، والإدخال للمستشفيات.
وبين الحموري أن الاستراتيجية تسعى إلى تحقيق أربعة أهداف رئيسية، هي زيادة أعداد المرضى القادمين للعلاج في الأردن من مجموعة من الأسواق التقليدية وغير التقليدية، وزيادة دخل المستشفيات المتأتي من السياحة العلاجية، بما يعزز إيرادات المملكة من العملات الصعبة، وزيادة الاستثمار الأجنبي والمحلي المباشرين، بما يؤدي إلى خلق فرص عمل جديدة للأردنيين في القطاع الطبي.
وحول هذه الاستراتيجية، أوضح الحموري أن جمعية المستشفيات الخاصة قامت بالمباشرة بإعداد الاستراتيجية منذ بداية العام الحالي من خلال عقد سلسلة من اللقاءات مع الشركاء الاستراتيجيين من خارج الجسم الطبي والمستشفيات الأعضاء في الجمعية، بهدف تحليل البيئة الداخلية والخارجية والخروج باستراتيجية تسويقية موحدة لهذا القطاع الاقتصادي المهم.
وأضاف أن القطاع الطبي يساهم بنسبة 3.65 % من الناتج المحلي الإجمالي، ويوظف 30 ألف موظف بشكل مباشر، وما يزيد على ٦٠ ألفا بشكل غير مباشر، فيما برزت الحاجة لذلك بسبب المنافسة الشديدة من بعض الدول في الإقليم ودول أخرى في أوروبا وشرق آسيا.
وحول مخرجات الدراسة والاستراتيجية بين الحموري أن الجمعية قامت من خلال تحليل البيئة الداخلية والخارجية لقطاع السياحة العلاجية بتحديد نقاط القوة والضعف والفرص والتحديات لقطاع السياحة العلاجية.
وبين الحموري أن نقاط القوة التي يمتاز بها قطاع السياحة العلاجية في الأردن شملت “الاستقرار الأمني والسياسي، وسهولة الدخول للأردن لكثير من الجنسيات، وأسعار الخدمات الطبية المنافسة التي تقل عن أسعار الدول الأخرى، وحصول عدد من المستشفيات الخاصة على شهادات الاعتمادية الدولية والمحلية، وتطبيق برامج ضمان الجودة والاستثمار في توفير الأجهزة الطبية الحديثة، فضلا عن عدم وجود فترة انتظار طويلة، والاستثمار في الكوادر البشرية الأردنية التي تتميز بمهارات عالية وسمعة طيبة”.
وبخصوص نقاط الضعف أوضح أنها تكمن في “ارتفاع التكاليف التشغيلية، وفاتورة الكهرباء، وهجرة الكفاءات، والنقص في الكوادر التمريضية خاصة بين الإناث، والتي أصبحت من أكبر المعوقات التي تواجه المستشفيات الخاصة وأثرت بشكل سلبي على قدرة المستشفيات الخاصة في الإنفاق على التسويق من خلال سياسات ضبط النفقات التي أصبحت تنتهجها، إضافة إلى عدم وجود أي دعم حكومي لتسويق السياحة العلاجية”.
وبين الحموري أن هناك “مجموعة من التهديدات التي يواجهها القطاع، تتمثل في النزاعات والحروب في بعض الدول العربية، الذي أجبر الحكومة على التشديد الأمني وفرض تأشيرات على المرضى القادمين من هذه الدول، وتحديداً الليبيين واليمنيين والسوريين، إضافة إلى التشدد في منح التأشيرة للسودانيين والعراقيين، ما أدى الى توجه رعايا هذه الدول للعلاج في دول أخرى منافسة، مثل تركيا والهند وغيرهما”.
وقال إن ذلك أدى الى “تراجع أعداد المرضى من هذه الدول خلال الربع الأول من العام الحالي مقارنة بالعام السابق بنسبة تزيد على 50%.
وحذر الحموري من استمرار هذا التراجع بما ينعكس سلباً على تنافسية المملكة وفقدان صدارة الأردن للسياحة العلاجية في الإقليم لصالح دول أخرى. وبين الحموري أن الجمعية ستباشر بتنفيذ الاستراتيجية التسويقية اعتباراً من منتصف العام الحالي، من خلال تنفيذ عدد كبير من النشاطات التسويقية التي تستهدف كمرحلة أولى ست أسواق هي السعودية، وسلطنة عمان، والجزائر، وتشاد، ونيجيريا وكازاخستان، بحيث تستهدف مكونات هذه الاستراتيجية استقطاب 25 ألف مريض جديد من هذه الدول.
وحول الأثر الايجابي على الاقتصاد الأردني، بين الحموري أن نجاح الجمعية في تنفيذ هذه الاستراتيجية سيساهم في خلق 3000 وظيفة جديدة في القطاع الصحي، فضلاً عن توقعه بأن يزيد الاستثمار في البناء والتشغيل في قطاع المستشفيات الخاصة بنسبة 1 % بالنسبة للاستثمار الأجنبي المباشر، و3% للاستثمار المحلي المباشر، مشيراً إلى أن الاستثمار في قطاع المستشفيات الخاصة حاليا يزيد على 2 مليار دينار.
وعن قطاع السياحة العلاجية بشكل عام، بين الحموري أن الأردن أصبح قِبلة العلاج الأولى في الإقليم، حيث استقبل العام الماضي ما يزيد على 250 ألف مريض.
وبيّن أن الجنسيات الأكثر طلبا للعلاج في الاردن هي السعودية وليبيا والعراق واليمن وفلسطين والسودان وسورية والبحرين، وأن أكثر التخصصات المطلوبة هي القلب، والعظام، وأطفال الأنابيب وعلاج العقم، والكلى والمسالك البولية، والعيون، والأورام والعمليات التجميلية وجراحة السمنة وغيرها.
وأكد الحموري أن نجاح الأردن بالحصول على جائزة أفضل مقصد للسياحة العلاجية للعام 2014، وانتخاب رئيس جمعية المستشفيات كممثل عن الأردن لرئاسة المجلس العالمي للسياحة العلاجية، يعتبر اعترافا دوليا بمكانة الأردن المتقدمة كمركز إقليمي للسياحة العلاجية.
“المستشفيات الخاصة” تطلق استراتيجية لتسويق السياحة العلاجية
11
المقالة السابقة