أما وقد إنتهى أول إعتصام سلمي ناجع لم تتمكن الأحزاب من ركوبه وتسييسه، أو إفراغه من مضمونه لطلبة الجامعة الأردنية بسلام بعد أن حصل الطلاب على حقوقهم التعليمية بالتفاهم وبدون أن يتسبب هذا الإعتصام بإراقة أية قطرة دم، أو إتلاف أية ممتلكات عامة داخل الحرم الجامعي أو خارجه، وليثبت للجميع بمن فيهم الحكومة أن المطالبة بالحقوق بالطرق السلمية ليس بالضرورة أن يكون موجه ضد الوطن وخروج على الثوابت الوطنية، بل على العكس قد يكون رفع الظلم عن فئة هو ترسيخ لروح الإنتماء والمواطنة عندهم، كما ترسخت هذه الروح اليوم لدى شباب الجامعة الأردنية بعد إنصافهم .
وبهذه المناسبة فإنني أجد من واجبي أن أشكر الطلبة المنظمين للإعتصام والشباب المثقف الواعي الذين رفضوا السماح لأي مؤسسات مجتمع مدني التدخل في إعتصامهم أو في قرارهم، وأداروا إعتصامهم بأنفسهم ولم يتأثروا بالمؤثرات الجانبية أو الخارجية التي حاولت تسييس الإعتصام وحرف بوصلته عن مسارها الطلابي وهدفه الأساسي، وهو إعادة الرسوم الجامعية إلى ما كانت عليه سابقاً، وأعتبر إنهاء الإعتصام بعد أن حقق أهدافه نقطة لصالح الطلبة ولصالحنا كمواطنين متابعين للحدث ودرس يتعلم منه الطلاب ونحن من ورائهم أنه بالحجة والمنطق و بالديموقراطية و التصرف السلمي تتحقق نتائج إيجابية، أكثر من اللجوء للفوضى والعنف.
لا يفوتني أيضاً شُكر كل من أوصل هذا الإعتصام من الحكماء إلى بر الأمان بسلام من خلال التفاهم والحوار مؤثرين مصلحة الوطن العليا فوق كل الإعتبارات.
حمى الله الأردن وشعبه وقيادته من كل سوء.
د. عصام الغزاوي.