عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب – رنّ الرقم في اذني .. الملكية الاردنية الناقل الوطني الذي يربطنا بالعالم ويواجه الحصار واغلاق الحدود .. تربح 21 مليون دينار .. وهو رقم ساطع اذا عرفنا حجم الهوة التي قطعتها الملكية لتصعد متوازنة .
ادارة الملكية في الامتحان : وقد نجحت وها هي تقدم اوراق اعتمادها على الملأ .. للهيئة العامة ووسائل الاعلام وتنشر غسيلاً ابيضاً نظيفاً
صحيح ان زمن الملكية هذا ليس قمره وربيع فقد حملت على ظهرها تحديات الازمة الاقتصادية العالمية وارتفاع اسعار الوقود ومشتقاته المتعلقة بالطيران والتنافس الشديد ودلع الشركات التي ولدت من حقول النفط وفي طائراتها ملاعق من ذهب ..
الملكية صمدت بارادة الاردنيين الذين اعذروها حين بنت عذرها ولم ترتكب تقصيراً اخذت بالمثل بيّن عذرك ولا تبين تقصيرك..الادارات السابقة حاولت وبذلت جهداً كبيراً حافظ على بذرة االملكية المتمثلة في هذه الكوادر الصلبة والخبيرة التي توارثت المعرفة والتدريب جيلاُ عن جيل ولم يكن الضعف ذاتياً ولاكنه كان من الظروف الموضوعية المحيطة .
اقرا الارقام واستمع الى تقرير مجلس الادارة واحاور الرئيس التنفيذي الكابتن الطيار الخبير والرجل الهادئ سليمان عبيدات وادرك حجم العمل الذي قام لتخرج الملكية علينا نحن الذين نحب السفر عليها بهذه البشرى وقد وعدت ان تواصل اقلاع النجاح وان تستمر في رفع راياته..
لا مراهنة على اقتصاديات الطيران لانها تتاثر بالعوامل الخارجية الدولية ربما اكثر من تاثرها بالعوامل الداخلية الذاتية والمحلية ..
فمن اين اتى النجاح وهذه البركة التي لا يستطيع فرد واحد ان ينسبه لنفسه وقد اعطانا رئيس مجلس الادارة حين قال ان هذا التحسن الملحوظ في النتائج المالية للشركة يعود الى كفاءة العاملين وحرصهم على تنفيذ خطة الاعمال للاعوام 2015-2019 التي تم وضعها عام 2015
وهي المراجعة التي ركزت على الشبكة والاسطول واعادة الهيكلة من مختلف الجوانب وتعظيم الايرادات المباشرة وغير المباشرة وتقليل التكاليف التشغيلية وضبطها وزيادة الحصة السوقية للشركة والبحث عن فرص النمو المتاحة مع مواصلة النهوض بالمستوى المتميز من الخدمات التي تقدمها الشركة لمسافريها والمحافظة على المكانة التي تتبوأها كشركة طيران رائدة في المشرق العربي وناقل جوي وطني كفؤ للمملكة الاردنية الهاشمية.
هذه اذن الروشيتة التي كتبها مجلس الادارة في الملكية وصرفها ضمن خطة السنوات (2015-2019) وقد اعطى الدواء نتائجه حين عولجت كل هذه النواحي المذكورة وما زال بعضها تحت العلاج لتكون النتائج ما نرى وما نراه ان الملكية تتماثل للشفاء تماما وانها تعود لدورها الوطني وحتى الاقتصادي في انعاش جيوب المساهمين الذين انتظروا ثمارها طويلا .
النتائج المذكورة في تقرير مجلس الادارة والتشخيص المقدم والذي يصف مواقع الوجع التي عولجت او وضعت العلاج شكلت نقلة نوعية ودعمت استكمال عملية الهيكلة التي يجري تنفيذها الان للانطلاق الى افق ارحب ونمو افضل توطد فيه الملكية مكوناتها وتعود المنافسة من موقع القوة .
المسافة التي قطعتها الملكية باتجاه التوازن والخروج من عنق الزجاجة مسافة طويلة كانت فيها رحلة معاناة وصبر وعمل دؤوب وإلا كيف تحول الرقم من خسارة ما يقارب ال(50)مليون دينار عام 2014 الى ربح يقدر بـ (21) مليون دينارا عام 2015,,
والارقام (المشفيّة) بلغة تنظيف اللحم من العظم والشحم هي (16) مليون ربح عام 2015 مقابل حوالي (40) مليون خسارة عن عام 2014.
تستحق هذه الادارة التهنئة وهي تقود اسطول الملكية الى جو الامان والى معاضدة ودعم وصبر فالبوصلة الان في الاتجاه الصحيح ومن سار على الدرب حتى في الجو وصل..
وها هي نخبة الملكية الاردنية تعقل وتتوكل وما زالنا مع الرحلة ندعو لها بالتوفيق فالعنوان الاردني الذي تمثله الملكية لا بد ان يبقى ساطعا.