عروبة الإخباري: حذر زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، رئيس الحكومة حيدر العبادي، من التواني في مسألة الإصلاحات او تنفيذ إصلاحات ترقيعية أو جزئية معتبرا أن حكومة العبادي أصبحت على المحك، محذرا من أن المتظاهرين سيقتحمون المنطقة الخضراء في المرة القادمة .
وقال الصدر خلال كلمة ألقاها يوم الجمعة في ساحة التحرير أمام مئات الآلاف من أتباعه الذين استجابوا لدعوته للتظاهر ضد الفساد والمفسدين في الدولة « إنه يقف اليوم مع صوت الجماهير الذي يجب أن يعلو فوق صوت كل فاسد ومحتل وداعشي، إنه صوت الفقراء والمحرومين والمظلومين سنة وشيعة ومع صوت المهجرين والأقليات «. وحذر الفاسدين « من صرخة المظلوم لأنها لا محالة ستنتصر»، داعيا كل مسؤول لا يستجيب إلى الشعب إلى التنحي .
وذكر السيد الصدر خلال كلمته التي استمعت لها «القدس العربي»،» أعلن براءتي من كل فاسد وإن كان مقربا مني»، مؤكدا أنه « من اليوم لا أحد يمثلني في الحكومة وإن كان متعاطفا معنا «، مشيرا إلى أن هؤلاء لا يمثلون التيار الذي يتزعمه، داعيا من يريد الإصلاح من هؤلاء فعليه مقاطعة المسؤولين الفاسدين وكشف فسادهم وسرقاتهم ومخالفاتهم للشرع والديمقراطية».
ودعا الصدر رئيس الحكومة حيدر العبادي للقيام بالإصلاحات « وأنه أصبح ملزما بإجراء الإصلاحات الجذرية وليس الإصلاحات الترقيعية ومحاسبة الفاسدين خاصة بعد انتفاضة الشعب التي سيستمر بها حتى تحقيق الإصلاحات والقضاء على الفساد».
وانتقد الحكومة التي» تركت شعبها يصارع الموت والخوف والجوع والبطالة والاحتلال، والتي أوصلت البلد إلى أزمات أمنية واقتصادية وسياسية وخدمية خانقة، منوها الى أن الوضع الحالي هو إحدى جرائم الحكومة السابقة التي وضعت الحكومة الحالية في أزمات داخلية وخارجية لم ينجُ منها إلا الفاسدون «.
ووجه الصدر تحذيرا « أن الشعب اليوم أعرب عن انتفاضته ضد الفساد قرب أسوار المنطقة الخضراء، إلا أن الشعب سيكون في المرة المقبلة في تلك المنطقة، ليستعيد حقوقه من الفاسدين والظالمين» .
ودعا الصدر أتباعه إلى أن يكون ولاؤهم للعراق وليس لمقتدى الصدر ، كما أعلن رفضه للاحتلال الأمريكي .
وذكر أحد منظمي التظاهرة عقب انتهاء كلمة زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر في ساحة التحرير، أن «السيد الصدر يشكرهم ويدعوهم للانسحاب والتوجه لأداء صلاة الجمعة كل في منطقته».
يذكر أن زعيم التيار الصدري وجه بمنع حضور وزراء ونواب التيار الصدري والوكلاء والمدراء العامين التابعين له إلى التظاهرة يوم الجمعة .
وقال مصدر في التيار الصدري إن السيد مقتدى الصدر أمر بمنع حضور وزراء ونواب التيار الصدري والوكلاء والمدراء العامين التابعين له إلى التظاهرة التي ستقام صباح يوم الجمعة ، والاستمرار في إداء أعمالهم ومسؤولياتهم الرسمية .
ونظرا لضخامة الحشود المشاركة، فقد أكد زعيم التيار الصدري ، على أتباعه وجميع العراقيين ، بالالتزام بحرية التظاهرة والمتظاهرين وعدم التجمع حوله وعدم رفع هتافات غير وطنية أو أعلام غير عراقية عامة وعدم ارتداء الزي العسكري .
وعمد الكثير من أتباع الصدر الى الحضور الى ساحة التحرير وسط بغداد منذ مساء الخميس ، حيث احتشدوا في الحدائق والشوارع حول نصب الحرية وهم يفترشون الأرض وقضوا ليلتهم هناك استعدادا لتظاهرات الجمعة التي حضرها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر .
وقد شهدت التظاهرة إجراءت أمنية مشددة وغير مسبوقة، حيث أعلنت وزارتا الداخلية والدفاع ، اتخاذ أقصى درجات التعبئة واتخذت إجراءات أمنية مشددة للتعامل مع التظاهرة المليونية. وتم قطع كافة الشوارع المحيطة بساحة التحرير والمؤدية إليها أمام مرور العجلات والمشاة ، إلا شارع واحد لمرور المتظاهرين، إضافة إلى قطع المرور على جسري الجمهورية والسنك القريبين من مركز تجمع المتظاهرين ، مع نشر دوريات ونقاط تفتيش تابعة للأجهزة الأمنية في المنطقة وحولها.
وكانت الحشود الكبيرة القادمة من كل محافظات العراق، والتي قدرت بنصف مليون متظاهر، قد استجابت للدعوة التي أطلقها السيد مقتدى الصدر للتظاهر في ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية يوم الجمعة، لتعلن إصرارها على تنفيذ الإصلاحات وخاصة تشكيل حكومة إنقاذ وطني تمنع انهيار العراق .(القدس العربي)