عروبة الإخباري – خضع 11 طفلا، على مدى ثلاثة أيام متتالية، إلى عمليات جراحية لمعالجة تشوهات الأذن والسمع على يد فريق طبي متخصص في مستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي، وذلك ضمن مبادرة سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، “سمع بلا حدود”.
وتهدف مبادرة “سمع بلا حدود”، التي أطلقها سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، في عام 2014، إلى الوصول لأردن خال من الصم عبر تقديم كل الدعم والمساعدة لتأهيل الأطفال الصُّم من خلال زراعة قوقعة الأذن لهم، وتقديم المعينات السمعية ومعالجة التشوهات الخلقية بالأذن الخارجية وتدريبهم على النطق وتوعية المجتمع بالحالات المسببة للصمم.
وتمكن هذه العمليات، هؤلاء الأطفال من استعادة سمعهم، ودمجهم بالمجتمع ليكونوا أعضاء فاعلين قادرين على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، بحسب استشاري جراحة التجميل في سان فرانسيسكو – كاليفورنيا، المتخصص بترميم التشوهات الخلقية للأذن الخارجية الدكتور شاهين جواهري.
وقال الدكتور جواهري لـ (بترا) إن “التشوه الخلقي عند الأطفال من أصعب الحالات التي تواجه الأطباء وفيها تحد كبير وتحتاج لتفكير وجهد كونها معقدة. واوضح أن زواج الأقارب أحد أهم الأسباب التي تسبب التشوهات الخلقية ومنها السمع، مبينا أن على الأهالي ضرورة مراجعة الأطباء المتخصصين عند ملاحظة اي اعراض تشير الى وجودتاخر في الاستجابة السمعية ليصار الى تصنيف حالته وترتيب مراحل العلاج المبكر.
ولفت الجواهري إلى أن مشاركته الحالية في العمليات هي الثانية ضمن مبادرة “سمع بلا حدود”، والتي جاءت من منطلق تقديم المساعدة الإنسانية للأخرين، وتبادل الخبرات والمهارات مع الأطباء الأردنيين، مشيرا الى “أن أعضاء الفريق العامل معه يتمتعون بكفاءة وموهبة وقابلية للاستفادة والتعلم بالرغم من محدودية الأدوات والأجهزة المساندة لعملهم”.
من جانبه، قال منسق ورشة العمليات استشاري أمراض الأذن والقوقعة في المستشفى الدكتور فراس الزعبي “إن الدكتور جواهري وبالتعاون مع فريق جراحة الأنف والأذن والحنجرة، والفريق التمريضي والفني في قسم العمليات في المستشفى، أجرى 11 عملية تجميلية لمعالجة تشوهات الأذن المعقدة لأطفال يعانون من مشاكل خلقية في صيوان الأذن”.
وأضاف أن هذه العمليات تعد استكمالا للعمليات السابقة وتشمل أطفالا من مختلف مناطق المملكة ممن يعانون تشوها بالأذن الخارجية، وفي بعض الحالات يكون الطفل بلا صيوان الأذن، مشيرا إلى أنه “يتم إجراء العمليات لهم مجانا بأخذ الغضاريف من أضلاع الصدر وزراعتها لتمر بعدة مراحل”.
وقالت والدة الطفلة سلمى، “إن أبنتها كانت تعاني من تشوه خلقي بأذنها اليمنى، حيث كانت على شكل أذنين ملتصقتين، معربة عن سعادتها بما تحقق لطفلتها وتلقيها علاجا مجانيا، وفر عليها ما يزيد على خمسة وعشرين الف دينار.
كما عبر والد الطفل محمد العرجاني عن سعادته وامتنانه للقائمين على المبادرة، موضحا أن أبنه كان يعاني من تشوه صيوان أذنه، حيث كانت ملتفة وتم جراحتها وتعديلها وزرع أنسجة من غضاريف الصدر لتنمو وترمم على مراحل.
واعرب عن شكره لسمو ولي العهد على اطلاقه مبادرة “سمع بلا حدود”، والتي “ستمكن أبنه من العودة الى مقاعد الدراسة بعد أن كان يضطر للتغيب عن مدرسته جراء وضعه الخاص”.
يشار إلى أنه سيتم إنشاء مراكز في جميع أنحاء المملكة لتأهيل الأطفال الذين يتم إجراء عملية زراعة القوقعة لهم، لتأهيلهم وتدريب أسر الأطفال المستفيدين من زراعة القوقعة، لمساعدة أبنائهم على تعلُّم النطق، والتوعية بأبرز أسباب الحالات التي تؤدي إلى الصم، والناتجة إما عن حالات زواج الأقارب أو مسببات أخرى مثل مرض التهاب السحايا، وإجراء مسح عام لتحديد ووصف كل حالة من حالات الصمم وطرق معالجتها بالتعاون مع المستشفيات من مختلف القطاعات في المملكة.(بترا)