عروبة الإخباري – قال دبلوماسيون إن مسؤولين عسكريين من الولايات المتحدة وروسيا عقدوا محادثات في جنيف أمس، بهدف محاولة وقف الأعمال القتالية في سورية.
وأضافوا أن الاجتماع الثنائي الذي لم يعلن عنه مسبقا يهدف إلى تضييق الهوة بين مواقف البلدين قبل أن يترأسا اجتماعا للأمم المتحدة عن هذه المسألة وأحجموا عن ذكر تفاصيل.
وقال دبلوماسي قريب من العملية لرويترز “الفكرة من المسألة برمتها هي أن تكون لروسيا والولايات المتحدة وجهة نظر مشتركة” مضيفا أن الأمم المتحدة ستدعو فيما يبدو لتطبيق وقف إطلاق نار وستتفاوض مع الأطراف.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ميشيل زاكيو إن مبعوث المنظمة الدولية الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا الذي سيعود من زيارة لدمشق شارك في المحادثات الروسية الأمريكية عن طريق دائرة تلفزيونية مغلقة.
وذكر أن الاجتماع الأكبر لمجموعة الدعم الدولي لسورية سيعقد في الأمم المتحدة.
ونسبت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء إلى ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله إن موسكو تأمل أن يتم التوصل لاتفاقات بشأن وقف إطلاق النار في سورية (سريعا).
ونقلت صحيفة سويدية عن دي ميستورا قوله إن استئناف محادثات السلام السورية في الموعد المقرر في 25 شباط (فبراير) ليس خيارا واقعيا.
وكانت واشنطن والرئيس السوري بشار الاسد شككا بامكان تنفيذ وقف النار في المهلة المحددة.
ميدانيا تحتدم المعارك على جبهات عدة من شمال سورية الى غربها، في حين وسعت تركيا دائرة استهدافها لمناطق تحت سيطرة الاكراد، فيما حققت قوات سورية الديموقراطية بغطاء جوي للتحالف الدولي تقدما ملحوظا على الارض على حساب تنظيم داعش في محافظة الحسكة في شمال شرق سورية، واصبحت على بعد خمسة كيلومترات فقط شمال مدينة الشدادي، معقل المسلحين، في تلك المحافظة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات سورية الديمقراطية، تحالف فصائل عربية كردية، قطعت طريقين رئيسيين يستخدمهما الجهاديون لنقل الامدادات، الاولى تصل بين الشدادي ومدينة الموصل في العراق، والثانية تربطها بالرقة، معقل التنظيم في سورية.
وتمكنت ايضا من السيطرة على حقل كبيبة النفطي شمال شرق الشدادي اثر اشتباكات وغارات جوية نفذتها طائرات التحالف الدولي.
وبدأت قوات سورية الديمقراطية عملية عسكرية في ريف الحسكة الجنوبي فجر الثلاثاء على ثلاثة محاور. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن ان “هذا التقدم السريع يعود الى الغارات الكثيفة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن”.
ومنذ تأسيسها في 12 تشرين الاول (اكتوبر)، اثبتت قوات سورية الديمقراطية، وأبرز مكوناتها وحدات حماية الشعب الكردية، فعالية في قتال تنظيم داعش ونجحت في طرده من مناطق عدة.
على جبهة اخرى في محافظة حلب، حققت قوات سورية الديمقراطية تقدما خلال الايام الماضية على حساب فصائل إسلامية ومقاتلة مدعومة من انقرة، ما أثار استياء الاخيرة التي بدأت السبت الماضي قصف مواقع سيطرة الاكراد في الريف الشمالي.
ويسيطر الأكراد على ثلاثة ارباع الحدود السورية مع تركيا التي تخشى اقامة حكم ذاتي كردي على حدودها، ما قد يشجع اكراد تركيا على القيام بخطوة مماثلة.
واستهدفت المدفعية التركية طوال ليل أمس وأول من امس مواقع سيطرة الاكراد في قصف هو “الاعنف” منذ اسبوع، وفق ما قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن.
ووسعت تركيا هذه المرة من دائرة استهدافها، بحسب عبدالرحمن، اذ لم يقتصر القصف على مناطق سيطرت عليها قوات سورية الديموقراطية حديثا على مقربة من الحدود التركية، بل تعداها الى مناطق في ريف حلب الشمالي والشمالي الغربي والتي يسميها الاكراد مقاطعة عفرين.
وحذر حلف شمال الاطلسي تركيا أمس بعدم الاعتماد على الحصول على دعم منه في حال حصلت مواجهة بينها وبين روسيا على خلفية النزاع السوري.
وقال وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسيربورن متحدثا باسم الاطلسي، “الحلف لن يسمح بانجراره الى تصعيد عسكري مع روسيا بسبب التوترات الاخيرة”.
ورأى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان “هناك خطر نشوب حرب” بين تركيا وروسيا في حال تدخل انقرة في سورية.
وقال هولاند لاذاعة فرانس انتر ان “تركيا طرف في سورية وهنا ثمة خطر نشوب حرب (مع روسيا) ولهذا السبب يجتمع الآن مجلس الامن الدولي”.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إنها تعتزم الدعوة لعقد جلسة لمجلس الأمن الدولي، لبحث تصريحات الحكومة التركية بشأن عملية برية محتملة في سورية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية، ماريا زاخاروفا، في بيان نشر على موقع الوزارة على الإنترنت إن روسيا تعتزم طرح مشروع قرار على مجلس الأمن الدولي تطالب فيه بوقف التحركات التي تقوض سيادة سورية.
وترافق المعارك في سورية غارات للتحالف الدولي بقيادة واشنطن الداعم لقوات سورية الديمقراطية، واخرى روسية تؤمن غطاء جويا لقوات النظام السوري، لكن يستغلها الاكراد ايضا للتقدم على حساب الفصائل المعارضة للنظام.
واستهدفت الطائرات الروسية مواقع الفصائل الإسلامية والمقاتلة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وفي محافظة درعا جنوبا.
وحقق الجيش السوري تقدما في ريف اللاذقية الشمالي (غرب)، اذ سيطر امس على بلدة كنسبا، آخر معقل للفصائل الاسلامية والمقاتلة في المنطقة.
وتتيح السيطرة على كنسبا لقوات النظام التقدم نحو منطقة جسر الشغور في محافظة ادلب المجاورة التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة وبينها جبهة النصرة وإسلاميون، باستثناء بلدتين.
إلى ذلك أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، عزم بلاده على تقديم صواريخ أرض-جو لمجموعات من المعارضة المعتدلة في سورية.
وقال الجبير في تصريحات لمجلة “دير شبيغل” الألمانية، المقرر صدورها اليوم، إن “تلك الصواريخ ستمكن المعارضة المعتدلة من ردع مروحيات وطائرات الجيش السوري”، موضحا أن امتلاك المعارضة لصواريخ أرض-جو من الممكن أن يغير موازين القوى في سورية مثلما حدث في أفغانستان من قبل.
يذكر أن الولايات المتحدة الأميركية زودت المسلحين خلال حقبة الاتحاد السوفيتي وتواجد الجيش الأحمر في أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي بصواريخ أرض-جو من طراز “ستينغر”، ما دعمهم في مواجهة الجيش السوفيتي حتى حدوث الانسحاب الكامل للقوات السوفيتية العام 1989.
وعن الوضع في سورية، قال الجبير إنه “يتعين على الأسد التنحي، لتحقيق عملية سياسية في سورية”، موضحا أن الخيار الآخر هو استمرار الحرب والانتصار على الأسد، على حد تعبيره.
ونفى الجبير وجود تقارب أيديولوجي بين تنظيم داعش والوهابية، مشبها إسلامية تنظيم داعش بمسيحية تنظيم “كلوكس كلان” العنصري المتطرف في الولايات المتحدة.-(وكالات)