عروبة الإخباري – عقد التجمع الوطني لإنهاء الانقسام والذي يضم قطاعات أكاديمية ومهنية وشخصيات مستقلة وكوادر شبابية وطلابية وممثلين عن القطاع الخاص والأهلي، مؤتمرا في مدينة رام الله من اجل المطالبة بإنهاء الانقسام، وأن تكون لقاءات الدوحة الأخيرة هي نهاية المطاف في هذا الملف الذي يشكل العقبة الرئيسية أمام ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني.
وفي كلمة منظمة التحرير الفلسطينية التي ألقاها عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة الدكتور واصل أبو يوسف، قال فيها بأن إنهاء الانقسام ضرورة للوقوف في وجه ممارسات الاحتلال وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني، واضعا المشاركين في صورة مخرجات حوارات الدوحة الأخيرة،
والقى خليل رزق رئيس اتحاد الخرف التجارية كلمة القطاع الخاص الفلسطيني، مشيرا إلى أن موضوع المصالحة يجب أن يكون الأولوية الأولى على اجندة الكل الفلسطيني كونه استحقاق لا يقبل التأجيل. مضيفا “نريد وطنا موحدا، وشعبا وطنيا موحدا، وتعددية سياسية في ظل سلطة وطنية تأتي من خلال صندوق الاقتراع، وبرنامج وطني ديمقراطي يتمتع به الفلسطينيون بكل الحريات والحقوق”
والقى كلمة اتحاد طلبة فلسطين الطالب عبد الجبار فقها الذي أشار بها إلى أن الحركة الطلابية تعاني من آثار الانقسام، وهذا يبدو واضحا في الجامعات الفلسطينية من خلال علاقات الكتل الطلابية ببعضها ببعض، مطالبا بالعمل الفوري على اتمام المصالحة، وتحريك الشارع من أجل العمل على إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية لدحر الاحتلال.
من جانبه قال أمجد برهم رئيس نقابة العاملين في الجامعات الفلسطينية بأن الجسم النقابي في الجامعات لا زال موحدا، ولكن الكل يعاني من الانقسام وتباعاته على الساحة الفلسطينية، مطالبا الفصائل بأن يأخذوا دورهم من أجل إنهاء الانقسام.
وقدم حسين شبانه نقيم المحامين كلمة تناولت أثر الانقسام على التضامن مع الشعب الفلسطيني حيث تساءل كيف يمكن لنا أن نطلب من العالم الالتفاف حول القضية الفلسطينية ونحن منقسمون، مطالبا بالوحدة وإنهاء الانقسام بشكل فوري، لأن التاريخ من لم يسجل أن شعبا تحرر وهو منقسم.
وفي كلمة شاهر سعد الأمين العام لاتحاد نقابات عمال فلسطين، أكد فيها على ضرورة انهاء الانقسام، وأن الاتحاد العام يدعم أي تحرك باتجاه ترتيب البيت الفلسطيني، مؤكدا على أهمية انهاء الانقسام، وبأن الاتحاد العام على استعداد للمشاركة كعادته في أي تحرك جدي نحو انهاء الانقسام، مشيرا إلى أهمية التحرك الشعبي في طي هذا الملف.
واتفق المجتمعون بعد أن ألقى منيب المصري كلمة التجمع الوطني للشخصيات المستقلة، وعقب المداخلات التي قدموها وتشكيل لجنة متابعة على أن يتم اعتماد كلمة المصري بعد تنقيحها من قبل اللجنة وتضمينها للأفكار التي قدمت كمُخرج ووثيقة وبيان لهذا المؤتمر.
حيث جاء في كلمة المصري: نلتقي اليوم في هذا التجمع الوطني الهام موحدين من أجل هدف وطني سامي، ألا وهو إنهاء الانقسام، لسنا هنا للحديث عن الوحدة الوطنية والتي لا تعدو إلا شعاراً يردده البعض، ولكن للحديث عن وحدة الوطن، نلتقي لنرسل رسالة واحدة موحده لمن يتحملون المسئوليه ويحملون السلطة، لنقول لهم هذه فرصتكم الأخيرة لإنهاء الانقسام وإعادة توحيد الوطن، ولن نقبل منكم أية ذرائع أو مبررات لاستمرار هذا الانقسام المدمر، أنتم من تتحملون المسئوليه عن استمرار الانقسام للسنة التاسعة على التوالي وبيدكم أنتم إنهاء الانقسام وهذه فرصتكم الأخيرة.
نحن هنا مجتمعين ومعنا كل أبناء شعبنا الذين نقولها وبفخر، نحن فلسطينيون، هدفنا واحد ودمنا واحد، وشرفنا واحد، وهمنا واحد وعدونا واحد، ووطننا واحد، لا نقول من غزه، ولا من الضفة، ولا نقول من الشتات، ولا نقول مسيحيين، ولا نقول مسلمين، بل نقولها وبفخر فلسطينيون.
منذ منتصف حزيران 2007 (تاريخ الانقسام) أخذت القضية الفلسطينية بالتراجع محليا وعربيا ودوليا، ووصلت الآن إلى مرحلة لم يعد أحدا يلتفت إليها بشكل جدي، ويأتي ذكرها إما في سياق المجاملات والشعارات، أو في سياق سياسات المحاور التي بدأت تتشكل في المنطقة العربية والإقليم، ومحاولة تجييرها لصالح هذا الطرف أو ذاك، مما عكس نفسه بشكل سيء جدا على الأوضاع الداخلية الفلسطينية، وسمح للاحتلال الإسرائيلي بالتغول أكثر في سياساته الاحتلالية القائمة على خطط مدروسة ومبرمجة، تهدف إلى نفي الوجود والحق الفلسطيني في فلسطين.
جاء الانقسام كهدية إلى دولة الاحتلال المدعومة سرا وعلانية من دول لها حضورها الإقليمي والدولي، هذا الانقسام لم يكن سياسيا فقط بل تجاوز السياسي ليصبح جغرافيا واجتماعيا واقتصاديا وحتى ثقافيا، عدا انه بدأ يترسخ كحقيقة أو كإحدى المسلمات في عقل الجيل الجديد مما يؤشر وبشكل قوي على مدى خطورة استمراره.
الاحتلال وأعداء الشعب الفلسطيني وأصحاب المصالح الشخصية والفئوية الضيقة هم المستفيدون من استمرار الانقسام، وهناك وتحديدا لدى الاحتلال خطة مبرمجة يعمل عليها من أجل الاستفادة إلى أقصى درجة من الاستمرار على هذه الحالة المريحة والمفيدة جدا له … وهو حتما يعمل على تعميقها واستمرارها، لكي ينفذ خططه الهادفة إلى اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه، والقضاء على هدفه في الحرية والاستقلال والدولة والعودة.
علينا أن نخطط لمستقبلنا، ونراجع تجاربنا، ونستفيد من أخطائنا، وأن لا أن تكون حصيلة تجاربنا أن ننقسم على أنفسنا ونتقاتل على لا شيء، ونشكك في بعضنا وندخل في معارك مع ذواتنا، تساعد الاحتلال على المضي قدما في تطبيق مخططاته المدروسة والممنهجة لإفراغ السكان، وبخاصة من مدينة القدس حيث يشكل السكان الفلسطينيون هناك الآن ما نسبته 36%، ويسعى الاحتلال إلى خفض هذه النسبة إلى 10% بحلول العام 2020.
الاحتلال يريد أن ينهي إمكانية قيام دولة فلسطينية على الأرض المحتلة عام 1967، وأن يقضي على مشروع حل الدولتين (ونعتقد بأنه قضى على هذا الحل)، وهدفه الآن هو السيطرة الكاملة على الأرض وتهجير للسكان بطريقة ممنهجة سواء من مدينة القدس أو من باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ومن هنا نقول بأننا نعرف الداء وهو الانقسام والاحتلال، ونعرف الدواء وهو إنهاء الانقسام ودحر الاحتلال، فليس هناك بديلا عن إنهاء الانقسام كممر إجباري لإنهاء الاحتلال، وعلينا جميعا أن ندرك بأنه لا يمكن لأحد أن ينفي الآخر في الساحة الفلسطينية، علينا أن توظيف تناقضاتنا الداخلية ونسخرها لمواجهة الاحتلال، فكلنا شركاء في هذا الوطن، ولم يسجل التاريخ أن شعبا انتصر على عدوه وهو منقسم على نفسه.
منذ بدأ الانقسام عملت مجموعات وشخصيات عديدة على إنهاءه وكان هناك العديد من المبادرات التي خرجت، وكان أولها مبادرة القطاع الخاص الفلسطيني عام 2007 وتوالت بعدها المبادرات مثل وثيقة الوفاق الوطني 2008.
لعبت مصر دورا مهما في السعي لإنهاء الانقسام … وشكل دورها ولا يزال نقطة ارتكاز مهمة للم الشمل الفلسطيني، وشكل اتفاق القاهرة في أيار 2011 (التي وقعت عليه كل الفصائل الفلسطينية)، ومن ثم تفاهمات الدوحة في شباط 2012، نقطة تحول هامة في طريق إنهاء الانقسام، إلا أن الإرادة السياسية كانت تحول دون تنفيذ ما تم الاتفاق عليه لأسباب قد لا تكون مفهومة من موقف طرف أو طرفي الانقسام أحيانا، وهذا زاد الأمور سوءا، أضف إلى ذلك أن الأغلبية الصامتة والتي تشكل قرابة النصف من الشعب الفلسطيني لم يكن حضورها بالطريقة المطلوبة للضغط والسعي لإنهاء الانقسام.
ومن جانب آخر زادت إرادة بعض الفئات لصالح إنهاء الانقسام، وبين مد وجزر … وفي نيسان 2014 تم الاتفاق على بيان الشاطئ، الذي أكد على ما جاء في اتفاق القاهرة 2011 لإنهاء الانقسام، مع العلم أن جميع نقاط الخلاف مقدور على حلها إذا ما توفرت الإرادة السياسية لذلك.
الوضع الفلسطيني لا يحتمل المزيد والمطلوب الآن العمل فورا على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في القاهرة والدوحة وبيان الشاطئ، وهذه هي الخطوة الأولى نحو ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني الذي يبدأ بإنهاء الانقسام، وبتشكيل حكومة وحدة وطنية، والتحضير لانتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني، وذلك من أجل تجديد الشرعيات من خلال صندوق الاقتراع، والدعوة لاجتماع المجلس الوطني الفلسطيني بمشاركة جميع مكونات الشعب الفلسطيني. بالإضافة إلى ضرورة العمل على إعادة الاعتبار لمؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد وحاضنة الهوية الجمعية للشعب الفلسطيني، وتعزيز قدرة الشعب الفلسطيني على ممارسة حقه المشروع في المقاومة وإنهاء الاحتلال ضمن مرجعية سياسية متفق عليها.
نتمنى أن تكون لقاءات الدوحة الأخيرة هي نهاية مطاف الانقسام، وأن تكون فاتحة خير على الشعب الفلسطيني، وأن تكون مخرجات حواراتها هي تنفيذ بنود ما تم الاتفاق عليه (اتفاق القاهرة2011) حالا وفورا، فالوقت ليس في صالحنا، وإننا من خلال هذا الجمع نقول كفى للانقسام، ولنمضي في طريق المصالحة وإعادة اللحمة للوضع الفلسطيني لأن البديل هو الأسوأ على الجميع.
لن أقول أكثر مما قلت سوى جمله واحده، ” انهوا الانقسام ووحدوا الوطن قبل أن نفقده”، هذا ما يريده شعبكم، وعندها يمكن أن يكون هناك آلية جماعية دوليه لإنهاء هذا الاحتلال البغيض.
علينا أن نتحمل مسؤولياتنا التاريخية، ونغلب المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني على جميع المصالح الشخصية والفئوية، وأن نعمل سويا كشركاء من أجل الوطن، وأن نلتف جميعا حول برنامج الرئيس في التحرر والاستقلال والعودة
المجد والخلود لشهيداتنا وشهدائنا، وأترحم على روح رئيسنا أبو عمار وروح شيخنا أحمد ياسين، الحرية لأسيراتنا وأسرانا، الشفاء والرأفة لجريحاتنا وجرحانا.
مؤتمرون:إنهاء الانقسام وترتيب البيت الداخلي هو الطريق نحو دحر الاحتلال
11