عروبة الإخباري- شدد رئيس الحكومة المغربية، زعيم حزب «العدالة والتنمية» الإسلامي، على تمسك المغرب بالمرجعية الإسلامية. وقال عبد الإله بن كيران في اجتماع كوادر حزبه في الرباط أول من أمس، إن المغرب «ليس دولة علمانية»، وإن من يعتقدون في ذلك «مخطئون» مئة في المئة. وزاد أن «هؤلاء يعرضون بلدهم للخطر، لأن الشعب المغربي يرفض ذلك، ولا يقبل أشياء تناقض مرجعيته»، في إشارة إلى ارتفاع أصوات تتحدث عن إمكان تحقيق إجراءات المناصفة بين الرجال والنساء في قضايا الإرث المحكوم بنصوص قرآنية كريمة.
وقال رئيس الحكومة إن المغرب دولة إسلامية «وستبقى إسلامية»، لأن مرجعيتها ثابتة، داعياً إلى فهم واستــيعاب خصائص ومميزات المرجعية الأصيلة، باعتبارها «أحسن مرجعية في الكون».
وعرض لتجربة حزبه الذي اندمج في العمل السياسي المشروع، موضحاً أن المغرب استطاع في غضون تحولات المرحلة أن يجمع بين «الحرية والاستقرار» في الحدود الممكنة، وتمكن من بلورة معالم نموذج متميز في هذا السياق، في إشارة إلى تولي حزب «العدالة والتنمية» الإسلامي إدارة الشأن العام وقيادة سفينة الحكومة، منذ الانتخابات الاشتراعية المبكرة العام 2011.
وأكد بن كيران أن حزبه استطاع انتزاع مركز الصدارة، لأنه طرح فكرة التغيير في إطار الاستمرارية، وقال موجهاً كلامه لأعضاء حزبه وقيادييه: «أنتم نموذج في الجدية، وعليكم أخذ الأمور بجدية للمساهمة في استقرار البلاد والحياة السياسية». بيد أنه أقر بوجود نقائص وخصاص في تدبير الملفات الاجتماعية، موضحاً أن أوضاع التعليم «لا تزال تواجه اختلالات» والأمر ذاته ينسحب على قطاع الصحة واستمرار مظاهر الفقر والهشاشة في المجتمع بين أوساط فئات كثيرة. وقال في هذا الصدد: «لا يزال الفقر منتشراً في مناطق عدة بدرجة غير مقبولة» ولا يزال المواطنون في بعض الأقاليم «لا يملكون شيئاً». واعترف رئيس الحكومة بصراحة قائلاً: «لم نستطع أن نهزم الأمية»، داعياً إلى الانكباب على مواجهة هذه التحديات بجرأة وشجاعة.
ويتماشى كلام زعيم «العدالة والتنمية» مع الخطاب الرسمي، إذ سبق للملك محمد السادس أن أقر بأن ثلث سكان البلاد يعانون من الفقر والهشاشة، ما دفعه إلى إقرار خطة للنهوض بالأرياف عبر رصد موازنات محددة، فيما تواجه البلاد سنة زراعية صعبة، في ضوء شح الأمطار وتهديد الجفاف، في بلد يشكل فيه قطاع الزراعة محوراً أساسياً في الإنتاج.
وفي الوقت الذي دعت فيه كبريات المركزيات النقابية الى تنفيذ إضراب عام في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، احتجاجاً على غياب الحوار الاجتماعي وضغوط غلاء المعيشة وعدم زيادة الأجور والرواتب في القطاعين العام والخاص، وجه رئيس الحكومة نداء إلى الأساتذة المتدربين الذين يخوضون إضرابات منذ فترة، يحضهم على العودة إلى الدراسة.
وقال بن كيران: «هؤلاء ليسوا أعدائي أو خصومي، ولن أكون ضدهم»، محذراً من إمكان صدور قرارات «لن تكون في صالحهم». وشدد موقفه بالقول: «المراسيم ستحترم، والمباريات سيتم اجتيازها، والأهداف ستتحقق». وفهم من كلام أن حكومته لن تتراجع عن الإجراءات التي أقرتها بهذا الصدد، لكنها أبدت انفتاحاً لناحية معالجة المشكل عبر الحوار. لكن عبد الإله بن كيران أقر بنوع من التقصير في معالجة إشكالات البطالة «الملف الذي لم نقم فيه بما يجب»، معتبراً أن العمل هو ورشة المستقبل، في إطار تكريس مقاربات ناجعة، من قبيل استحداث منح أو دعم للأسر التي تحضن أطفالاً معوّقين».(الحياة)