عروبة الإخباري- شهد القطاع السياحي في العقبة حركة نشطة بعد الأسبوع الأول على انطلاق كرنفال العقبة السياحي الثاني، الذي استقطب آلاف الزوار من محافظات المملكة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع.
وغصت شواطئ مدينة العقبة ومتنزهاتها بآلاف الزوار وسكان المدينة، وسط اهتمام وتنسيق عالي المستوى من مختلف الجهات المسؤولة.
وتدلل الأرقام على ان حزمة البرامج التي استهدفت تنشيط القطاع السياحي قد نجحت، اذ لم تتجاوز نسبة الاشغال في العديد من المرافق السياحية قبل إقامة الكرنفال في مثل هذه الوقت من الموسم اكثر من 15 %، في حين تضاعفت هذه النسبة 3 مرات بعد انطلاق الكرنفال، وفق معنيين بالقطاع.
وبين موظف في قسم الحجوزات بأحد فنادق الخمس نجوم فضل عدم ذكر اسمه، أن نسبة الإشغال ارتفعت بعد انطلاق برنامج الكرنفال، مقدرا الزيادة بحوالي 45 %.
وقال مواطنون إن هذا التوجه من شأنه إعادة تفعيل الواقع السياحي والفندقي في العقبة، مطالبين بتكرار مثل هذه الخطة على فترات زمنية مختلفة خلال العام من أجل تحفيز الوضع السياحي في العقبة، والمساهمة في جعل البيئة السياحية في قادرة على منافسة نظيراتها في العالم، نظرا لما تحتويه من مخزون تراثي وسياحي وتفردها بمنتج عالي الجودة.
ولفت عماد الفقير من سكان العقبة أن البرنامج لاقى استحسان سكان المدينة والزوار، مؤكدا على أهمية ايجاد عوامل داخلية لجذب الزائر المحلي لمدينة العقبة، مضيفين أن محافظة العقبة تحظى بالعديد من المميزات التي تؤهلها لتكون وجهة للسياحة بمختلف أنواعها، لا سيما تكاملية المثلث الذهبي وادي رم والبتراء والعقبة.
وأشاد إبراهيم السعودي بفكرة الكرنفال، إذ إن تنشيط السياحة الداخلية مهم جدا وتنعكس آثاره على القطاع، خاصة في مثل هذا الوقت من العام، والذي بات فيه القطاع السياحي يعاني من ازمة الركود نتيجة الاحداث الدائرة في بلدان الجوار.
وبين الزائر محمد ركان أن فكرة الكرنفال وتقديم عروض للسائح المحلي، كفيلة بتنشيط القطاع السياحي، قائلا “ان العديد من المواطنين تشجعهم الخصومات والبرامج السياحية” داعيا الى استمرار تطبيق مثل هذه الافكار في كافة مناطق المملكة.
وأشار الخبير السياحي أيمن جبر أنه رغم التطورات التي يشهدها القطاع السياحي في العقبة، إلا أنه مايزال يواجه العديد من العقبات، خاصة فيما يتعلق بالكلف الفندقية المرتفعة جراء ارتفاع فواتير الطاقة وكلف مدخلات الإنتاج.
وأضاف أن قطاع السياحة في العقبة والمملكة بشكل عام، يعتبر من أهم روافد الاقتصاد الوطني، ما يستدعي ضرورة إزالة العقبات التي تواجه القطاع، والتي تحول دون تطوره وارتقائه الى مستويات ترفع من قدرته التنافسية بين المدن السياحية القريبة من العقبة.
من جهته، قدر رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة الدكتور هاني الملقي الزوار الذين توافدوا على العقبة بعد انطلاق الكرنفال بالآلاف، مؤكدا أهمية تطوير وتوسيع المنتج السياحي في العقبة، بما يضمن إطالة فترة مكوث السائح لما يمثله ذلك من تعزيز القيمة المضافة للسياحة بمختلف أنواعها، ورفع مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي خاصة أن الظروف في المملكة تساند هكذا توجه.
وقال، إن المفاوضات مستمرة مع شركات الطيران العالمية لجعل العقبة مقصدا لسياحة الطائرات العارضة، والتي تعتبر من أكثر نشاطات السياحة جدوى، مشيرا الى امكانية التوسع في انواع مختلفة من السياحات مثل سياحة المؤتمرات والسياحة الرياضية، بحيث يمكن توفير ذلك من خلال اقامة المرافق الرياضية القادرة على توفير اماكن لتدريب الفرق المحلية والعالمية خلال فترة الشتاء، حيث يعد طقس العقبة مناسبا لهذا النوع من النشاطات.
وأكد الملقي ان الكرنفال يشهد اقبالا مرتفعا على الحجوزات في مختلف الفنادق، مع تزايد ملحوظ على القدوم الى العقبة في عطلة نهاية الاسبوع.
وقال إن السلطة والقطاع الخاص في العقبة قادران على تعزيز وتطوير المنتج السياحي في العقبة، بما يخدم القطاع السياحي الذي يعد القطاع الاول من حيث خطة السلطة الاستراتيجية، معتبرا ذلك اولى ثمرات هذا التعاون، مشيدا باستجابة كافة العاملين في هذا القطاع للعمل على إنجاح هذه المبادرة تمهيدا لتكرارها في فترات زمنية مختلفة.
ويرى مراقبون أن السياحة الداخلية هذا العام بعد إخفاق الجهات المعنية بتسويق العقبة، شكلت “عاملا تعويضيا” للمردودات السياحية في ضوء ما يتوفر من سعة فندقية حالية.
يأتي ذلك، في وقت ارتفع فيه عدد الغرف الفندقية العام الماضي لما يقارب 4200 غرفة فندقية موزعة ما بين فنادق ذات التصنيف الدولي من نجمة إلى خمس نجوم، وسط توقع بلوغ عدد الفنادق في العقبة بحلول العام 2015 الى ما مجموعه 67 فندقا تضم 8245 غرفة فندقية.
وحسب معلومات خاصة حصلت عليها “الغد” فإن عدد الغرف الفندقية في مدينة إيلات وصل إلى 17000 غرفة فندقية، وفي شرم الشيخ 40000 غرفة فندقية مع نهاية العام الماضي 2014.
وأثنى زوار مدينة العقبة خلال فترة الكرنفال السياحي “تعا ع الدفا” على تكاملية البرنامج وملاءمته لكافة الأذواق ضمن أسعار مناسبة ومشجعة جدا، معتبرينها خطوة ضرورية تأخر تنفيذها لجعل العقبة ومنتجها السياحي مقصدا سياحيا أولا للأردنيين، خاصة أن هناك العديد من البدائل في مناطق مجاورة امتازت بتقديم عروض في اوقات سابقة كانت منافسة، الا ان هذه المبادرة استطاعت ان تكسر هذا الحاجز وان تقدم اسعارا تنافسية مميزة.
واعتبر مراقبون للشأن السياحي في العقبة ان مثل هذه البرامج تصب في مصلحة المنطقة الخاصة وسياحة العقبة التي شهدت تراجعا كبيرا في السنوات الاخيرة، مرده ما يحدث في المنطقة والإقليم من صراعات اضافة الى غياب البرامج التحفيزية للمنتج السياحي وعدم وجود عروض حقيقية قادرة على المنافسة.
يشار إلى أن كرنفال العقبة السياحي الثاني انطلق في 31 من الشهر الماضي، ويستمر حتى 29 من الشهر الحالي ضمن أسعار تنافسية كبيرة لم يسبق ان حدثت في العقبة من قبل. يذكر أن القطاع السياحي في العقبة يستحوذ على 50 بالمئة من الحجم الكلي للاستثمارات في المنطقة الاقتصادية.(الغد)