عروبة الإخباري – أكد جلالة الملك عبدالله الثاني ضرورة التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة السورية، ينهى دوامة القتل والعنف ويحفظ وحدة سورية أرضا وشعبا، وأهمية التزام جميع الدول بتطبيق القرارات التي سيخرج بها مؤتمر لندن للمانحين لمساعدة الدول المستضيفة للاجئين السوريين، وتحديدا الأردن، الذي يستضيف نحو 1.3مليون لاجىء سوري.
جاء على ذلك خلال لقاء جلالته الخميس عددا من قادة ورؤساء وزراء دول شقيقة صديقة على هامش أعمال مؤتمر المانحين، الذي عُقد في لندن الخميس.
وخلال لقائه سمو الأمير تشارلز، أمير ويلز، وولي عهد المملكة المتحدة، جرى استعراض الجهود التي يبذلها الأردن في التعامل مع أزمة اللجوء السوري على أراضيه، وما يقدمه من خدمات إنسانية وإغاثية.
وأعرب جلالته عن تقديره لبريطانيا على دعمها للمملكة، عبر المشاريع التي تنفذها مؤسسة تشارلز الخيرية، في مجالي التدريب والتعليم المهني، واستمرارها في تقديم الخدمات للاجئين السوريين.
وجرى خلال اللقاء استعراض مجمل تطورات الأوضاع في المنطقة، خصوصا ما يتصل بالأزمة السورية والجهود المبذولة لمكافحة خطر الإرهاب والتنظيمات المتطرفة، التي تهدد الأمن والسلم العالميين.
من جهته، أعرب الأمير تشارلز عن تقديره للدور الكبير الذي يبذله الأردن، بقيادة جلالة الملك، في التعامل مع التحديات التي تواجهها المنطقة، خصوصا ما يتعلق بأزمة اللجوء السوري.
وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومدير مكتب جلالة الملك، والسفير الأردني في لندن.
ولدى لقائه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أكد جلالة الملك أهمية تقديم المجتمع الدولي للأردن جميع أشكال الدعم لتمكينه من التعامل مع أعباء أزمة اللجوء السوري إلى أراضيه.
وبين أن دعم المملكة سيمكنها من مواجهة الأعباء المتزايدة نتيجة أزمة اللجوء السوري، مشيرا إلى أنه من شأن المساعدات المتوقع أن يقررها مؤتمر لندن للمانحين توفير الدعم للمشروعات التنموية والاقتصادية بالأردن، وبما يسهم في تطوير مشاريع البنية التحتية وقطاعات الصحة والتعليم والمياه والطاقة.
وتناولت مباحثات جلالته مع كاميرون ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من تطورات، وفي مقدمتها تداعيات الأزمة السورية، حيث شدد جلالة الملك على أهمية تكثيف الجهود للتوصل إلى حل سياسي شامل لها، ينهي معاناة الشعب السوري.
وركزت المباحثات أيضا على الجهود المبذولة لمحاربة الإرهاب والتصدي لعصاباته في الشرق الأوسط وافريقيا والعالم، وفق نهج شمولي، يمكن دول المنطقة والعالم أجمع من التعامل مع هذا الخطر، الذي يهدد الأمن والاستقرار.
بدوره، أكد كاميرون حرص بلاده على مساعدة الأردن لتحمل أعباء اللجوء السوري، معتبرا أن مؤتمر لندن للمانحين يشكل فرصة سانحة لمساعدة المملكة والوقوف إلى جانبها نتيجة الظروف الصعبة التي يفرضها اللجوء السوري إلى أراضيها.
وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومدير مكتب جلالة الملك، والسفير الأردني لدى لندن.
كما بحث جلالة الملك لدى لقائه رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام مستجدات الأوضاع في المنطقة، ولا سيما تداعيات الأزمة السورية وتدفق اللاجئين السوريين إلى دول الجوار وبخاصة الأردن ولبنان، والأعباء التي يتحملها البلدان جراء ذلك، والتي تفوق طاقتهما وإمكاناتهما.
وجرى، خلال اللقاء، التأكيد على ضرورة دعم المجتمع الدولي للدول المستضيفة للاجئين السوريين لتمكينها من التعامل مع تداعيات هذه الأزمة، والتي باتت تؤثر بشكل كبير على مواردها.
كما التقى جلالته كلا على حدة الرئيس النيجيري محمد بخاري، ورئيسة كرواتيا كوليندا جرابار كيتاروفيتش، ورؤساء وزراء هولندا مارك روته، والدنمارك لارس لوك راسموسن، وفنلندا يوها سيبيلا، وبلجيكا شارل ميشيل.
كما عقد جلالته لقاءات مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز، ووزيرة خارجية استراليا جولي بيشوب، ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ورئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية سوما شاكرابارتي.
وركزت اللقاءات على تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، خصوصا ما يتصل بالأزمة السورية، وأهمية تقديم الدعم للدول المستضيفة للاجئين السوريين، والجهود الدولية لمحاربة الإرهاب، ومساعي تحقيق السلام في المنطقة.
وجرى التأكيد، خلال هذه اللقاءات، على ضرورة التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة السورية، ينهى دوامة القتل والعنف ويحفظ وحدة سورية أرضا وشعبا، وأهمية التزام جميع الدول بتطبيق القرارات التي سيخرج بها مؤتمر لندن للمانحين لمساعدة الدول المستضيفة للاجئين السوريين، وتحديدا الأردن، الذي يستضيف نحو 3ر1 مليون لاجىء سوري.
وأكد جلالة الملك، في هذا الصدد، ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في دعم الأردن ومساندته للتخفيف من أعباء اللجوء السوري إلى أراضيه، وبما يمكن المملكة من الاستمرار في تقديم الخدمات الإنسانية والإغاثية لهم، من خلال دعم مشروعات تنموية واقتصادية وجذب الاستثمارات التي تساعد مختلف القطاعات الخدمية للتغلب على الضغوط المتزايدة جراء هذه الأزمة.
وركزت اللقاءات أيضا على أهمية تكثيف وتعزيز التعاون والتنسيق بين مختلف الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة للتصدي لخطر الإرهاب وعصاباته المتطرفة، والذي أصبح يهدد الأمن والسلم للعالم أجمع، حيث أعاد جلالته التأكيد على موقف الأردن الداعي والداعم للتعامل مع هذا الخطر ضمن استراتيجية شمولية، وبمشاركة جميع الأطراف المعنية.
وتناولت اللقاءات أهمية تهيئة الظروف الملائمة لإعادة الزخم للعملية السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإحياء المفاوضات التي تعالج جميع قضايا الوضع النهائي، استنادا إلى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية.
من جانبهم، عبر القادة والمسؤولون عن تقدير بلادهم الكبير للدور الأردني المحوري، بقيادة جلالة الملك، في التعامل مع مختلف الأزمات الملحة بكل حكمة، مثمنين ما تقدمه المملكة من خدمات إنسانية وإغاثية للاجئين السوريين على أراضيها.-
الملك يلتقي قادة ومسؤولين مشاركين في مؤتمر لندن للمانحين
14
المقالة السابقة