عروبة الإخباري- أعلنت المعارضة السورية، مساء الجمعة، قرارها بالموافقة على إرسال وفد الى جنيف لإجراء محادثات، بعد ساعات على عقد أول اجتماع بين الأمم المتحدة ووفد الحكومة السورية في إطار المفاوضات لحل النزاع في سوريا، بينما أكّد المتحدث باسم “الأمم المتحدة” أحمد فوزي أنّ “محادثات جنيف تبدأ، يوم الجمعة، كما هو مقرّر”، مشيراً إلى عدم “وجود معلومات عمّا هو متوقّع أو من الذين سيشاركون فيها”.
بدوره، قال مبعوث الأمم المتحدة الى سوريا ستيفان دي ميستورا، اليوم الجمعة، إنه يأمل في إجراء محادثات مع وفد المعارضة السورية يوم الأحد، مضيفاً “لدي أسباب وجيهة للاعتقاد بأنهم يفكرون حقاً في ذلك بجدية شديدة… الأحد على الأرجح نبدأ المناقشة معهم من أجل المضي قدما في المحادثات بين الأطراف السورية”.
وبدأت المحادثات في جنيف، بعد ظهر الجمعة، بلقاء بين موفد الأمم المتحدة الخاص والوفد الحكومي السوري المؤلف من 16 عضواً بقيادة السفير السوري لدى الامم المتحدة بشار الجعفري.في المقابل، قررت “الهيئة العليا للمفاوضات” المنبثقة عن المعارضة السورية إثر أربعة أيام من المشاورات المكثفة في العاصمة السعودية، إرسال وفد الى جنيف للمشاركة في محادثات مع الأمم المتحدة وليس في مفاوضات.
وكتبت الهيئة في تغريدة على “تويتر”، ان “الهيئة العليا للمفاوضات تؤكد مجيئها الى جنيف للمشاركة في محادثات مع الامم المتحدة وليس للتفاوض”.
من جهته قال رئيس وفد الهيئة أسعد الزعبي في مقابلة مع شبكة “سكاي نيوز” العربية، “لقد تقرر أن تشارك المعارضة في المحادثات بعدما تلقت ضمانات وخصوصاً من الولايات المتحدة والسعودية حول تطبيق الإجراءات الإنسانية الواردة في القرار2254 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، والتي تنص على وقف القصف على المناطق المدنية وايصال المساعدات الى البلدات المحاصرة”، مؤكداً أن الوفد سيصل جنيف “مساء السبت أو صباح الأحد”.
وكانت الهيئة العليا للمفاوضات تناقش في السعودية مسألة مشاركتها في محادثات جنيف ام لا، وهي تتمسك بتلبية مطالبها المتعلقة بايصال مساعدات الى المناطق المحاصرة ووقف القصف على المدنيين قبل دخول المفاوضات.
وأعلنت الهيئة، قبل يومين، انها وجهت رسالة الى الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون، طلبت فيه أن تلتزم الأطراف المعنية بتنفيذ القرار رقم 2254 الصادر عن مجلس الأمن في كانون الاول، والذي ينص على ارسال مساعدات الى المناطق المحاصرة ووقف قصف المدنيين.
وبحسب برنامج الأغذية العالمي، فإن 18 منطقة محاصرة في سوريا وأكثر من 4,6 مليون شخص لا تصلهم مساعدات انسانية او يحصلون على كميات قليلة منها.
ومن المعارضين الذين تمت دعوتهم من خارج “الهيئة العليا”، هيثم مناع الرئيس المشترك لـ”مجلس سوريا الديموقراطية”، وهو تحالف من المعارضين الاكراد والعرب، وهو موجود في جنيف، بالاضافة الى رئيس “الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير” قدري جميل المقيم في موسكو والذي وصل الى جنيف ايضاً.
وتشكل مشاركة الأكراد الذين تصر موسكو على دعوتهم وترفض أنقرة ولقاء الرياض ذلك، احدى نقاط الخلاف. ولم توجه اي دعوة بعد الى “حزب الاتحاد الديموقراطي”، ابرز حزب سوري ممثل للاكراد.
وفي جنيف، كانت اشارة انطلاق هذا الحوار الذي يرتقب ان يستمر ستة أشهر وتم التوافق عليه إثر ضغوط كثيفة من المجموعة الدولية، كانت متواضعة من دون حفل رسمي او خطابات.
ويجري الحوار بطريقة “غير مباشرة”، أي يتفاوض الطرفان مع دي ميستورا الذي يقوم بديبلوماسية مكوكية بينهما.
وتأمل القوى الكبرى أن يتمكن السوريون من وقف النزاع الذي أوقع أكثر من 260 ألف قتيل وتسبب بتشريد الملايين منذ آذار 2011.
وتنص خريطة الطريق التي حددت ضمن القرار الدولي 2254 الذي صدر في كانون الاول الماضي، على وقف لاطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة أشهر وانتخابات في غضون 18 شهرا.
ضغط أميركي وترحيب سعودي
في المواقف الدولية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي إن بلاده حثت الحكومة السورية ومعارضيها على حضور مباحثات السلام التي انطلقت في جنيف.
وقال المتحدث إن “الهيئة العليا للمفاوضات” التي تمثل المعارضة وافقت اليوم على السفر إلى جنيف بعد اتصال هاتفي من وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وبعد الحصول على ضمانات بتلبية مطالبها.
ورحبت وزارة الخارجية السعودية، مساء الجمعة، بقرار المعارضة السورية المشاركة في مفاوضات جنيف، بعد ان اعلنت “الهيئة العليا للمفاوضات” أنها ستشارك في محادثات جنيف بناء على “ضمانات” تلقتها حول مطالبها الانسانية.
ونقلت وكالة الانباء السعودية الرسمية عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية قوله إن المملكة “تؤيد قرار الهيئة التفاوضية العليا لقوى الثورة والمعارضة السورية في الرياض المشاركة في مفاوضات مؤتمر جنيف لتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254 بكامل بنوده”.
مصير الأسد
والنقطة الأبرز التي تعثرت حولها مفاوضات سابقة هي مصير الرئيس السوري بشار الأسد، حيث تطالب المعارضة برحيله عن السلطة فور تشكيل الهيئة الانتقالية. وهو ما ترفضه الحكومة وحليفتاها روسيا وايران.
على هامش المفاوضات، تجمع عشرات المتظاهرين بعد ظهر الجمعة أمام مقر الامم المتحدة في جنيف ورددوا هتافات تقول “الاسد والقاعدة نفس الوسائل ونفس المعركة”، و”الاسد ليس الحل لمواجهة الارهاب، انه سببه”.
والقوى الغربية التي لطالما طالبت برحيل الرئيس السوري، خففت من حدة لهجتها في الآونة الأخيرة في مواجهة تقدم تنظيم “داعش” الذي تعتبره التهديد الرئيسي.
وينظر المجتمع الدولي الى مفاوضات جنيف على انها وسيلة لتركيز الجهود على مكافحة تنظيم “داعش” الذي يسيطر على اراض واسعة في سوريا والعراق.
وكان دي ميستورا أطلق من جنيف، مساء الخميس، نداءً “إلى كل رجل، الى كل امرأة، الى كل طفل وطفلة من سوريا داخل سوريا أو خارجها في مخيمات اللاجئين أو في أي مكان كان”، قائلا “نحن بحاجة الآن لقدراتكم للوصول لحلول وسط في المناقشة، للتوصل إلى حل سلمي في سوريا..) نحن الآن بحاجة إلى إسماع صوتكم. إلى كل من يحضر هذا المؤتمر، نقول: هذا المؤتمر فرصة لا ينبغي تفويتها”. وقال ان مفاوضات جنيف “لا يمكن ان تفشل”.(وكالات)