عروبة الإخباري- تتوقع مصادر ديبلوماسية في الرياض أن تبدأ قريبا، قوات عربية (سعودية وقطرية بشكل أساسي) وتركية عمليات عسكرية برية داخل الأراضي السورية بمشاركة وحدات عسكرية غربية (أمريكية وبريطانية بشكل أساسي) لمطاردة تنظيم «الدولة الإسلامية»، وتمكين قوات المعارضة السورية من السيطرة على الأراضي التي يتم طرد قوات «الدولة الإسلامية» منها .
وتوقعت المصادر أن يتم إثر عمليات التدخل العسكري هذه إقامة منطقة آمنة على الأراضي السورية المجاورة للحدود مع تركيا .
وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قد جدد الحديث أمس عن إمكانية إرسال السعودية قوات خاصة إلى سوريا، وأعلن في مقابلة مع قناة «سي .ان. ان» التلفزيونية أمس أن بلاده يمكنها بحث إمكانية إرسال قوات خاصة إلى سوريا لدحر منابع تنظيم «الدولة الإسلامية».
وأوضح الوزير السعودي «أن مفتاح إلحاق الهزيمة بهذا التنظيم في سوريا والعراق هو في تغيير نظام بشار الأسد في سوريا وتطبيق الإصلاحات المتفق عليها قبل عام ونصف في العراق من أجل ضمان توزيع السلطات بعدالة بين مختلف الطوائف».
وأكد أنه «من دون هذا الأمر فلن نتمكن من تجفيف المنابع التي يتغذى منها» التنظيم في سوريا والعراق.
ويشير هذا إلى أن العمليات العسكرية لمحاربة «الدولة الإسلامية» ستعني أيضا «تغيير» النظام السوري.
ويلاحظ أن تصريحات وزير الخارجية السعودي هذه، تزامنت مع تصريحات المتحدث العسكري السعودي اللواء أحمد عسيري أمس، والتي أعلن فيها أن «التحالف العسكري الإسلامي ضد الإرهاب» «سيرى النور قريبا». في إشارة إلى عمليات عسكرية ستقوم بها قوات من دول هذا التحالف والذي كانت الرياض أعلنت اقامته قبل نحو شهر ويضم 34 دولة عربية وإسلامية، من أهمها تركيا وباكستان ومصر بالإضافة إلى السعودية ودول الخليج العربي .
وكشف المتحدث العسكري السعودي عن غارات ينفذها طيارون سعوديون على مواقع لتنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا، معلنا عن أن «التحالف الإسلامي»، الذي دعت إليه الرياض مؤخرا، سيرى النور قريبا.
وقال اللواءعسيري في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» الحكومية الروسية «إن الطيارين السعوديين يقومون بطلعات في الأجواء السورية بتنسيق مع التحالف الدولي ضد مواقع تنظيم الدولة الإسلامية»، دون أن يقدم تفاصيل أخرى .
وكانت «القدس العربي» نشرت بعد الإعلان عن إقامة التحالف العسكري الإسلامي منتصف الشهر الماضي نقلا عن مصدر خليجي مسؤول أن هذا التحالف أقيم لتدخل عسكري بري (تركي وقطري وسعودي وقوات من دول أخرى) في سوريا والعراق وبالتعاون مع الولايات
المتحدة، لدعم فصائل المعارضة السورية التي تقاتل ضد «الدولة الإسلامية» والنظام السوري.
ويلاحظ أيضا أن وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر أعلن أمس أن واشنطن سترسل مزيدا من القوات للتدخل في الحرب ضد «الدولة الإسلامية» في العراق وداخل الأراضي السورية، وأن هذه القوات ستشارك في عمليات تحرير مدينتي «الموصل» العراقية و»الرقة» السورية من سيطرة التنظيم، وقال كارتر «إنه سيتم نشر قوات برية في إطار إستراتيجية محاربة تنظيم الدولة في العراق وسوريا، مشيرا إلى أنه يجب استعادة الموصل والرقة من أيدي التنظيم».
وذكرت مصادر دبلوماسية خليجية أن الرياض وأنقرة وبالتنسيق مع قطر قررت التدخل العسكري المباشر بمساعدة من دول إسلامية أخرى لـ»ملاحقة التنظيم» داخل سوريا، دون انتظار موافقة من أي دول معنية، الأمر الذي يجعل الإدارة الأمريكية تسارع للمشاركة في العمليات العسكرية المرتقبة .(القدس العربي)