عروبة الاخباري – خاص – كتب سلطان الحطاب – أنت في منزلة بين المنزلتين، يحتار فيك الليبراليون والمتحررون، ويرفضك المتدينون. هؤلاء لايريدونك. واولئك لا يقبلونك. وانت التي تمسكين باطراف التجاذب في الامة لتعود الى رشدها موحدة لا مفرقة، تؤمن بالحياة والفن والانسان ..
الم تكن سكينة بنت الحسين بن علي ابي طالب تفتح صالونها للشعراء والمغنين في المدينة لينشد عمر بن ابي ربيعة الشاعر الغزل ماشاء له ان ينشد وتغني القيان بين يديه ؟ ..
الم تكن مكة والمدينة حتى في الزمن الاسلامي المبكر تشهد حفلات الغناء من الجواري والقيان كما كتب الدكتور العلامة الراحل استاذي ناصر الدين الاسد رحمه الله ..
الم يدخل عمر بن الخطاب (رض) على الرسول وفي حضرته جوار يغنين فهربن فقال الرسول(ص) اتخفن من عمر في حضرتي!!..
متى حرم الاسلام الغناء؟ والذين حرموه انما عجز في فهمهم للاسلام ولقصور في وعيهم لطبيعة النفس البشرية التي احب الرسول (ص) سعادتها حين قال ” حبب الي من دنياكم ثلاث الطيب والنساء وقرة عيني في الصلاة ..
لهؤلاء نقول دعوها (نداء) تمر لتعكس هويتنا الجامعة وردنا على من يرى الاسلام على غير شكل وفن وعطاء وانسانية..
ونقول للذين لم يقبولها واستكثروا عليها حجابها واعتقدوا ان التقدم في التبرج او التعري او السفور الكامل دعوها لتوسع على الاجيال خياراتها وعليكم ان لا تعتقدوا ان كل محجبة متزمتة او رافضة للحياة او الفن او ارهابية ..
انها الملابس ايها السادة وهي قشرة تغطي الجسد جاءت للتغطية ولا علاقة لها بتلافيف الدماغ او صياغة الرؤية للعالم . او القدرة على الابداع والعطاء ..
هي الملابس فلا تتوقفوا عند النظر اليها فقط بل ما وراءها فان كانت الثمرة خلف القشرة طازجة وسليمة فهذا هو القصد والمراد وان كانت معطوبة فان القشرة لا تقي ولا تحمي ..
نداء كانت فاصلة بين سطرين منفتح ومتزمت. وفاصلة بين جملتين مزايدة على الاسلام ومناقصة فيه ..
نداء هي الصح ايها السادة .. اسندوا هذه الفتاة التي نجحت بموهبتها وقدرتها واصرارها ورؤيتها ان حجابها ليس عائقا وان سفورها لا يقدم ولا يؤخر ..
وتبقى التحية لاسرتها التي ساندت وحتى اولئك الذين لم يساندوها من ذويها فعليهم التامل والتروي واسناد نداء كما هي لتبقى كما ارادوا في شكلها ويوسعوا عليها في تفهم قدراتها ..
انها لم تات فريا ولا باطلا وانما كرست روح العصر وسماحة الاسلام وقدمت رسالة واضحة للذين يرون الاسلام في غير الشكل الذي ظهرت به..
اما التحية فهي لفضائية ال بي سي التي ادركت انها تقدم نموذجا على ما نتوق اليه نحن الذين نريد الامة مجتمعة لا على اللباس وانما على المصير وسماحة الاسلام وكرامة العروبة وعزتها ..