عروبة الإخباري – أكدت وزيرة الثقافة الدكتورة لانا مامكغ على ضرورة ترسيخ قيم الحوار وقبول الآخر في المجتمع، في ظل تسلل الأفكار الظلامية إلى المجتمعات التي تصنف نفسها قوية على الصعيد الثقافي، موضحة أن انتشار ثقافة الخصومة ساهم في إيجاد مناخ خصب لهذه الافكار،خاصة بين فئة الشباب.
وقالت مامكغ، في ندوة “التنوع الثقافي والأمن المجتمعي” التي نظمتها الوزارة في دائرة المكتبة الوطنية مساء أمس، إن الوزارة أعادت مؤخرا طباعة خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني، الذي ألقاه أمام قادة العالم أيلول الماضي بعنوان”الخطوات السبع لمحاربة الفكر المتطرف” لنشر الوعي ومحاربة الأفكار المتطرفة، وتجسيـد قيم الحوار وتقدير الآخر؛ حفاظا على المجتمع.
وتطرق المختص في الاقتصاد السياسي الدكتور محمد ربيع خلال الندوة إلى تعريف الثقافة ودور العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية، مشيرا إلى أهمية “التنوع الثقافي والأمن المجتمعي”؛ نظرا لارتباط الحضارات الوثيق بالثقافة في معناها الحقيقي، مؤكدا أن لا وجود للحضارة بدون التعددية في المجتمع.
وأضاف ربيع أن التعددية الثقافية هي من عوامل الاستقرار، كما أن قبول الآخر في حد ذاته ممارسة من ممارسات الحرية، داعيا إلى تشجيع الحوار كنهج يقود الى الحلول التوافقية.
وقال أستاذ علم اجتماع التنمية في جامعة مؤتة الدكتور حسين محادين إن التنوع الثقافي في المجتمع الاردني والجذور التاريخية له انعكس في الحفاظ على التنوع البيولوجي، بحيث اصبح مصدر إثراء للثقافة البشرية، وقيمة جمالية تتوق لها البشرية التي تمثلها، معتبرا إياه قوة محركة للتنمية المستدامة.
كما بيّن محادين الخصائص التي يتميز بها المجتمع الاردني من حيث كونه مجتمع شاب، ومتحول من قيم البداوة والريف نحو قيم المدنية والحداثة، ومتحول سكانيا جراء الهجرات الوافدة له عبر التاريخ، وتسارع نمو وتنوع مهمات منظمات المجتمع المدني فيه كتعبير عن قيم الحداثة والسوق المفتوح، وعلاقة الأمن الانساني المجتمعي بالحريات الفردية، إضافة إلى التحديات وآفاق التنوع الثقافي والأمن المجتمعي.
وقال الدكتور إبراهيم السعافين الذي أدار الندوة، أن الثقافة فعل مستمر، خاصة في ظل وجود معتقدات تسمح بقبول التعددية والتسامح، بحيث تكون جزء أصيل من ثقافة المجتمع، ويدافع عنها ويتمثلها في كل أحواله.