عروبة الإخباري- وأوضح رئيس اللجنة الثقافية في معرض جدة الدولي للكتاب الدكتور سعود كاتب، أن ما قامت به الشاعرة هند المطيري خلال الأمسية الثقافية التي اشتركت فيها قبل أيام، ضمن فعاليات معرض جدة، عندما ألقت قصيدة غير متفق على تقديمها، «مخالفة صريحة لأهداف المعرض وتجاوزاً غير مقبول».
وقال كاتب، في بيان صحافي، إن الشاعرة هندي المطيري: «خالفت الاتفاق مع إدارة المعرض وتجاوزت ذلك إلى إلقاء قصيدة لا تليق بمعرض الكتاب، لذا تم عرض هذه المخالفة على أمير منطقة مكة المكرمة الذي وجه بمنع مشاركة الشاعرة في أي مناسبة أخرى في منطقة مكة المكرمة»، مشيراً إلى اعتذار اللجنة الثقافية في المعرض «عن هذا التجاوز الخارج عن إرادتها». يذكر أن الشاعرة هند المطيري، شاركت في العديد من المناسبات الأدبية المهمة، في المملكة وخارجها، ولفتت الأنظار إليها خلال مدة قصيرة، لما تميزت به قصائدها من توهج ومقاربة للقضايا الحيوية. بدورها، أوضحت الشاعرة الدكتورة هند المطيري أن البيان الصحافي الذي أصدره رئيس اللجنة الثقافية في معرض جدة الدولي للكتاب المتحدث الرسمي لوزارة الثقافة والإعلام الدكتور سعود كاتب، «لا يمثل وزارة الثقافة الإعلام، ولا جدة الدولي للكتاب»، مشيرة إلى أنه يمثل رأي رئيس اللجنة الثقافية «وهو الدكتور سعود كاتب فقط». ووصفت المطيري البيان بـ«المتسرع جداً»، وأنه «غير محسوب العواقب».
وقالت هند المطيري : أشار سعود كاتب في بيانه إلى أنه اتّفق معها على نصوص معينة، بينما في الحقيقة لم نتفق على أي نصوص»، مضيفة أن قصيدة «ثورة الربيع القلبي»، التي أثارت ردود فعل داخل اللجنة الثقافية، «قرأتها مرات قبل أن ألقيها في معرض الكتاب، إذ ألقيتها في «سوق عكاظ» الماضي الذي يقوم على رعايته أمير منطقة مكة خالد الفيصل، كما ألقيت قبل شهر في نادي جدة الأدبي في أمسية رسمية».
وأكدت أن خطوتها المقبلة ستكون الرفع ببرقية تظلم إلى أمير منطقة مكة المكرمة، «إذ إنه شاعر وأمير بيان»، وقالت: «عندما ينظر الأمير خالد الفيصل إلى قصيدتي بعين الشاعر سيرى أنها عارية تماماً مما أثير حولها، وسوف ينصفني، ولن يذهب مع من ذهبوا إلى أن القصيدة كانت في هجاء القبيلة، ولن يظلمني».
وقالت: «إن قصيدة (ثورة الربيع القلبي) قصيدة وجدانية لا علاقة لها بالقبيلة، ولكن للأسف الشديد من تداولوها حوَّروا عنوانها وجعلوه (ويح القبيلة) حتى تصبح هجاء للقبيلة، وهي في الحقيقة لا علاقة لها بالقبيلة». وزادت: «المقطع المتداول بين الناس هو مقطع لأمسية في القاهرة عمرها عام كامل كانت في كانون الثاني (يناير) الماضي، في معرض القاهرة الدولي للكتاب»، مشددة على أن الدكتور سعود كاتب «قد تسرع حين صرح بهذا التصريح».
نص قصيدة ثورة الربيع القلبي
آمنتُ،، أذعنتُ،، سلمتُ دهرا،،
ومارستُ كلّ الطقوسِ القديمة،،
تعلمتُ في حجرة الدّرس أنّي عارٌ،،
وأن القبيلة لا تقبل العارَ،
كلا،،
ولا تغفرُ العار
بل تغسلُ العارَ بالنار،،
تمحو الجريمة ..
حكتْ جدي أن ذاك الرمادَ بصدري،،
إذا ثارَ يوما،،
تكون النهاياتُ جدّ أليمة،
تشربتُ دينَ المقدس،،
وأمنتُ أن الغرامَ مدنس..
وصرتُ أهابُ الخطيئة،،
أخافُ اقترافَ المحبة،،
وأخشى ولوجَ دروبِ الهوى،،
هيبةً،، خيبةً،، خشيةً،، رهبةً،،
وظنونا عقيمة..
وكنتُ أردد في داخلي:
الله واحد،
والعمر واحد،
والقلب واحد،
ويح القبيلة،،
كيفَ تفسدُ أرواحنا،،
كيفَ تسرقُ أعمارنا،،
كيفَ تقسمُ أحلامنا كالغنيمة؟!
وحين كبرتُ عرفتُ الحقيقة،،
وأدركتُ أن القبيلة وهمٌ،،
وأنّ رجالَ القبيلة كانوا،،
يدوسون أعرافها،،
يفعلون الفواحش والموبقاتِ الذميمة..
وأنّ قوانينهم من قشور،، وقشّ،،
وأنّ حبالَ التقى عندهم
من خيوطٍ رميمة..
ويح القبيلة،
وكلّ طقوس القبيلة!
آمنتُ أن شيوخَ القبيلة حمقى،،
وأن رجالَ القبيلة حمقى،،
وأنّ الطقوسَ التي كنتُ قدستُ،،
قد وضعتها عقولٌ سقيمة..
ويحَ القبيلة،،
وتبّا لكل رجال القبيلة،،
وسحقا لجسم تغذّى زمانا
بدمّ القبيلة،،
لقلب من( القاف واللام والباء)
ضمّ حروف القبيلة،،
وما كان( قبلا) بعرف القبيلة..
عجبتُ لرأيي،،
وقد كنتُ أقوى النساء شكيمة،،
وكنتُ الذكية، كنتُ الأبية،
كنتُ النبيلة،، كنتُ الكريمة..
وما منعتني حماقات قوميَ
أن أتطهر من عرفهم،،
وكنتُ السميعة،، كنتُ العليمة!!!
عجبتُ لحالي،،
كيفَ أصبتُ بعدوى الحماقة،،
وكنتُ أرانيَ منها سليمة !!
وكيف عبدتُ، اعتنقتُ،، صبرتُ،،
على الشوق والبعد والأمنيات
زمانا طويلا،،
وكنتُ أعلقُ في باب ضعفي
وعجزي عن الحبّ ألف تميمة..
ولكنني بعدَ عمر طويل،،
أفقتُ، تمردتُ،،
أعلنتُ ثورة عشق عظيمة،،
تدكُّ جميع الحصون القديمة،،
وحررتُ من داخلي ألف ألف مقاتل،،
وجهزتُ خيلي بجنحِ الظلام،،
لتغزو القبيلة،،
صبأتُ،، كفرتُ،،
بما قيل قبلا،، وما سيقال..
سوى لغة الحبّ،، والعشق،، والشوق
عند نديم أطاع نديمه!!
سوى أمنياتي،، سوى أغنياتي
وقد صرن ديمة..
تمردتُ، والأمر ما عاد سرّا،
وقررتُ بعد زمانٍ طويلٍ من الأمنيات،،
بأن أتحرر،
وأعلي شعار الهوى،،
في الميادين،
فوق المساجد،
فوق المدارس،،
فوق المنازل،،
في ساحةِ الرجم،،
في كلّ أرضٍ،،
ستنبتُ وردا،،
لأني سأمطرُ مليون غيمة..
سأهجو القبيلة،
وشيخ القبيلة،،
وأهجو جميع رجال القبيلة…
سيغدو كلامي
كحدّ السيوف على بعضهم،،
كدقّ الطبولِ على بعضهم،
ويغدو على البعض أقسى شتيمة..
سأكتبُ من لغة الحبّ
دستور شعب جديد،،
يقدّسُ شرع الهوى،،
يمارسُ كلّ طقوس الهوى،،
يعيشُ حكايات عشق حميمة..