عروبة الإخباري – دشن سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، اليوم الأحد، في مدرسة عبين الثانوية الشاملة للبنات في محافظة عجلون، مشروع مبادرة جلالة الملك عبدالله الثاني لتدفئة 50 مدرسة من المدارس الحكومية، في المناطق الأشد برودة في المملكة باستخدام الطاقة البديلة.
ويأتي المشروع ترجمة للمبادرة الملكية، التي أطلقها جلالة الملك، في شباط الماضي، لتدفئة المدارس الحكومية في المناطق الأشد برودة في شمال وجنوب المملكة باستخدام مصادر الطاقة البديلة، على أن تتبنى الحكومة، وفق خطط مستقبلية، المراحل اللاحقة للمشروع بهدف شمول جميع المدارس الحكومية بالتدفئة، للتخفيف على الطلبة من آثار الظروف الجوية في فصل الشتاء.
واطلع سمو ولي العهد، في مدرسة عبين الثانوية الشاملة للبنات، على آلية التحكم بالتدفئة المركزية داخل الصفوف، وما توفره للطلبة من أجواء دراسية ضمن بيئة ملائمة وصحية، بعد أن تفقد مرافق المدرسة، وتجول في غرفتي الصف الأول والثالث.
كما استمع سموه، إلى شرح من مديرة المدرسة منال المومني عن النتائج الإيجابية لتوفير التدفئة المركزية داخل الصفوف، بعد أن تم تزويد المدرسة بـ 50 جهاز تدفئة.
وجاء تدشين هذا المشروع، الذي نفذه الديوان الملكي الهاشمي في وقت قياسي، بالتنسيق مع الجهات الحكومية المعنية، بعد أن حددت وزارة التربية والتعليم 50 مدرسة في المناطق الأشد برودة في المملكة، شملت الشوبك، والبترا، والبادية الجنوبية، والمزار الجنوبي، وبصيرا، وجرش، وعجلون والمزار الشمالي.
ويعكس هذا المشروع، الذي يستفيد منه نحو 15 ألف طالب وطالبة في المدارس المشمولة به، اهتمام جلالة الملك بقطاع التربية والتعليم ومساعيه الدؤوبة لتحسين البيئة التعليمية للطلبة، فضلا عن الآثار الإيجابية للمشروع على البيئة التعليمية والصحية للطلبة.
وتضم مدرسة عبين الثانوية الشاملة للبنات، والتي هي حاليا مدرسة مختلطة من مرحلة التمهيدي حتى الصف الثاني الأساسي للذكور، وللإناث حتى التوجيهي، 26 غرفة صفية. وتعمل المدرسة بنظام الفترتين، ويدرس بها حوالي (1000) طالب وطالبة؛ (650) من الطلبة الأردنيين في الفترة الصباحية، و350 طالب وطالبة من اللاجئين السوريين.
ويأتي شمول الطلبة من اللاجئين السوريين، في هذه المدرسة، في فترتها الدراسية المسائية، لأبعاد إنسانية تضاف للدور الإغاثي والإنساني، الذي يقوم به الأردن تجاه الأشقاء السوريين المستضافين على أراضيه.
ومن المأمول مستقبلا، بعد تنفيذ جميع مراحل المشروع، أن يتم الاستغناء عن وسائل التدفئة التقليدية المستخدمة في المدارس كونها غير فعالة، ولما تنطوي عليه من مخاطر على سلامة الطلبة.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا) قال نائب رئيس الوزراء، وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات إن هذه المبادرة الملكية جاءت للتأكيد على أهمية توفير بيئة مدرسية مناسبة ومتكاملة، والتي تعتبر التدفئة عنصرا أساسيا فيها، خصوصا مع دخول فصل الشتاء، الذي يمتد لأربعة أشهر دراسية.
وأوضح أن حصة محافظة عجلون من المدارس التي شملتها المبادرة الملكية للتدفئة المدرسية بلغت سبع مدارس تضم 3100 طالب وطالبة، إضافة إلى 280 معلما ومعلمة يعملون فيها.
وأكد الذنيبات أن الحكومة ممثلة بوزارة التربية ستعمل على مواصلة تنفيذ المبادرة لتشمل جميع المدارس الحكومية في المملكة وعلى مراحل زمنية ووفقا للإمكانيات المادية المتاحة، بهدف توفير بيئة مدرسية آمنة ومحفزة للطلبة تتضمن كامل عناصر البيئة المدرسية السليمة.
وبين أن الطرق المستخدمة في تدفئة المدارس الحكومية غير آمنة ولا صحية، واليوم وبعد المكرمة الملكية تم توفير تدفئة صحية وآمنة، تركت أثرا كبيرا على نفسية المعلمين والطلبة والأسرة التربوية.
بدوره، لفت وزير الأشغال العامة والإسكان، المهندس سامي هلسه، إلى إن أجهزة التدفئة التي استخدمت في مشروع المبادرة الملكية لتدفئة المدارس الحكومية تم تصنيعها في مصانع أردنية، وروعي فيها بأن تكون صديقة للبيئة، وموفرة للطاقة.
وبين أن الطاقة التي سيتم استخدامها في تشغيل التدفئة ستكون مجانية، لأنها تعتمد على محطات الطاقة الشمسية المخصصة بتزويد مشروع المبادرة، والتي عمل على إنشائها الديوان الملكي الهاشمي.
من جهتهما، قالت الطالبتان رشا ورؤى المومني، إن توفير التدفئة داخل الغرف الصفية ساهم في رفع مستوى تركيز الطلبة في الحصة الدراسية، وأوجد شعورا بالإرتياح لديهم، وسط أجواء بيئة ودراسية وصحية مناسبة كانت مدارسهم تفتقر إليها.
وشكرتا جلالة الملك وسمو ولي العهد على هذه المبادرة، التي اعتبرتاها “أفضل هدية للطلبة لكونها رفعت من رغبتهم في التعلم داخل الغرف الصفية بكل يسر وسهولة”.
وكان أمين عام الديوان الملكي الهاشمي، رئيس لجنة متابعة تنفيذ مبادرات جلالة الملك، يوسف حسن العيسوي، زار محطة الطاقة الشمسية في محافظة المفرق، التي أنشأها الديوان الملكي الهاشمي، إلى جانب محطة مثيلة في معان، لتغطية احتياجات المدارس من الطاقة الشمسية في محافظات الشمال والجنوب.
وأوضح العيسوي أن المشروع يجسد فكرة ملكية، حيث أوعز جلالته بإطلاق مشروع ريادي للاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة في تدفئة المدارس، خصوصا في المناطق الأشد برودة، بعد أن لمس جلالته، خلال جولاته التفقدية في مختلف مناطق المملكة، معاناة الطلبة في فصل الشتاء، نتيجة ضعف كفاءة وسائل التدفئة التقليدية، وما تشكّله من خطر على سلامة الطلاب وصحتهم.
وأشار العيسوي إلى أن الديوان الملكي الهاشمي قام بإنشاء محطتين لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، في المفرق ومعان، وبقدرة بلغت (1ميجاواط) لكل محطة.
كما تم، وفقا للعيسوي، التنسيق مع وزارة التربية والتعليم التي قامت بتحديد المدارس المشمولة في المناطق الأكثر برودة في مختلف محافظات المملكة، ومع وزارة الأشغال العامة والإسكان، التي أشرفت على أعمال تركيب أجهزة التدفئة، والأعمال الهندسية الأخرى.
وأكد العيسوي أن هذه المبادرة لن تشكل أي عبء مالي على وزارة التربية والتعليم في المستقبل، حيث أن الطاقة المولدة من المحطتين تكفي لسد حاجة المدارس الخمسين من الكهرباء لأغراض التدفئة.
وفي إطار تنفيذ المشروع، قامت وزارة الأشغال العامة والإسكان بتلزيم إحدى الشركات المحلية بتصميم نظام تكييف بمواصفات عالية، من حيث الجودة والسلامة والأمان، وتزويد المدارس المستهدفة بنحو 1800 جهاز تدفئة، مثلما عملت على رفع القدرات الكهربائية للمدارس من خلال تركيب محولات إضافية، وتعديل مواصفات الكهرباء داخل المدارس بالتنسيق مع شركات توزيع الكهرباء.