عروبة الإخباري- دشّن سمو فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء في سلطنة عُمان رسميا المتحف الوطني بمحافظة مسقط تزامنًا مع احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الخامس والأربعين المجيد حيث أزاح “سموه” الستار عن حجر افتتاح المتحف الوطني في المدخل الرئيسي ، كما تمت طباعة تذكرة دخول المتحف رقم 1 لصاحب السمو السيد راعي المناسبة .
حيث قام راعي المناسبة بجولة في أرجاء المتحف اطلعوا على كافة أقسامه واستمعوا إلى شرح مفصل حول المقتنيات المعروضة في المتحف .
وكان قد ألقى جمال بن حسن الموسوي المكلف بأعمال مدير عام المتحف الوطني كلمة المتحف قال فيها :يهدف المتحف إلى تحقيق رسالته التعليمية والثقافية والإنسانية إلى ترسيخ القيم العمانية النبيلة وتفعيل الانتماء والارتقاء بالوعي العام لدى المواطن والمقيم والزائر ، ومن أجل عمان وتاريخها وتراثها وثقافتها وتنمية قدراتهم الإبداعية الفكرية ولا سيما في مجالات الحفاظ على الشواهد والمقتنيات ، وإبراز الأبعاد الحضارية لعمان وتوظيف واعتماد أفضل الممارسات والمعايير المتبعة في مجالات العلوم المتحفية وتقديم الرؤية والقيادة للصناعة المتحفية بالسلطنة ويتجسد ذلك كله في أولا توزع تجربة العرض المتحفي على (١٥) قاعة تتضمن (٦٠٠٠) من اللقى المميزة والمنتقاة بعناية و(٤٣) منظومة عرض تفاعلي .
ثانيا يعتبر أول متحف بالسلطنة يتضمن مركزا للتعلم ، ومجهزا وفق أعلى المقاييس الدولية.
ثالثا : يعتبر أول متحف بالسلطنة يتضمن مرافق للحفظ والصون الوقائي ومختبرات مجهزة تجهيزا كاملا .
رابعا : يعتبر أول متحف بالسلطنة يتضمن قاعة عرض صوتية ومرئية بتقنية (UHD) .
خامسا هو أول متحف بالشرق الأوسط يوظف منظومة برايل باللغة العربية .
سادسا هو أول متحف بالشرق الأوسط يوظف منظومة المخازن المفتوحة.
وأضاف “الموسوي” : حفل الافتتاح الرسمي للمتحف الوطني يأتي إيذانا بدخول المتحف إلى مرحلة التشغيل الفعلي لاستقبال الزيارات الرسمية والمنظمة على ان يفتتح المتحف أبوابه للزوار مطلع العام المقبل بإذن الله تعالى.
أهداف المشروع
ويهدف المشروع الوطني إلى المحافظة على مكنونات التراث الثقافي العماني من خلال دعم الأبحاث والدراسات العلمية والتاريخية والخطط للحفظ والصون الوقائي إضافة إلى التعليم والتواصل المجتمعي الذي يتحقق من خلال مركز التعليم الذي يقدم الخدمات التعليمية المتميزة لكافة الزوار ومختلف الفئات العمرية خاصة للأطفال والفئات العمرية للطلاب ومن خلال تقديم خدمات الزوار المتميزة وللفئات الخاصة.
محتوياته
وتبلغ مساحة المتحف الإنشائية 13 ألفا و700 متر مربع منها أربعة آلاف متر خصصت لقاعات العرض الثابت وعددها 15 قاعة متحفية منها قاعة الأرض والإنسان وقاعة التاريخ البحري وقاعة السلاح وقاعة المنجز الحضاري وقاعة الأفلاج وقاعة العملات وقاعة ما قبل التاريخ والعصور القديمة وقاعة عمان والعالم الخارجي وقاعة عظمة الإسلام وقاعة عصر النهضة إلى جانب قاعة مخصصة للمعارض المؤقتة تم تصميمها وفق الضوابط والمعايير المتبعة عالميُا لهذا النوع من المنشآت.
ويحتوي المتحف على أكثر من 7000 مقتنى متوزعة على قاعات العرض الثابت.ويطبق المتحف منظومة المخازن المفتوحة والتي تتيح للزائر التعامل مع القطع المتحفية بشكل مباشر تحت إشراف خبير متخصص..
أما بقية القاعات فإنها ستمكن الزائر من التفاعل مع مقتنيات تم ترميمها وتأهيلها وعرضها وإبرازها بشكل متكامل.ويحتوي المتحف على مركز تعليمي، وقاعة محاضرات مجهزة تجهيزا متكاملا، وشاملة لمنظومات لذوي الاحتياجات الخاصة، وللطلبة من مختلف الفئات العمرية، كما يضم المتحف مركزا للحفظ والصون، وهو الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط، ومرافق تخصصية لدعم برنامج إدارة المقتنيات، من مخازن وورش عمل ومعامل، علاوة على الجانب الخدمي المتمثل في إنشاء مطعم ومقهى ومحل هدايا تذكارية. ويضم المتحف صناديق عرض تم تصميمها وفق معايير علمية دقيقة، وفق ما هو مطبق في مجموعة من المتاحف العالمية الرائدة، ولم يسبق أن تم التعامل مع مثل هذه المستويات على مستوى السلطنة، لتحدث بذلك نقلة نوعية في طريقة العرض والتعامل مع المقتنيات.
لغة برايل
وبرؤية تكنولوجية متطورة فإن المتحف الوطني يحتضن أكبر صناديق العرض على مستوى العالم، إلى جانب ذلك يتميز المتحف بسلسلة من الإجراءات المرتبطة بالتفسير المتحفي، باعتباره مؤسسة تقدم رسالة ثقافية لكافة شرائح المجتمع، لذلك تم التركيز على تطوير منظومة تفاعلية متكاملة، لا تقتصر على البطاقات التعريفية لكل قطعة أثرية أو لكل قسم من أقسام المتحف، بل تتخطاها لتشمل مساراً خاصاً للمكفوفين، مع توظيف رموز لغة “برايل” بالعربية، وتوظيف العرض المكشوف، بحيث يمكن التفاعل مع المقتنيات بشكل حسي مباشر، وهذا يتيح سقفا أوسع لعموم الزوار للتفاعل مع القطع بشكل أكبر، خاصة وأن الركيزة الأساسية في منظومة ثقافتنا المحلية والعربية تتمثل في حب التفاعل مع الأشياء بشكل مباشر، بحيث نلمس الأشياء ونتحسسها.
قاعات تفاعلية للعائلات
وحتى تتفاعل الأسر والأطفال مع مرافق المتحف تم تخصيص مجموعة من القاعات، تتيح لهم ممارسة عدد من التمارين والألعاب التثقيفية، كما سيحتضن المتحف سلسلة واسعة ومتنوعة من منظومات التفسير الرقمي، ومنها شاشات العرض التلفزيوني، وشاشات العرض التفاعلي، والمنظومات السمعية التي ستوظف في الجانب المرتبط بإبراز التراث المعنوي غير المادي.
وبالإضافة إلى منظومات التفسير المذكورة ستكون هناك قاعة سينمائية توظف تكنولوجيا ثلاثية الأبعاد لعرض الأفلام الوثائقية ذات المدلول الثقافي الغزير، وهي مخصصة للزوار الذين ليس لديهم متسع من الوقت للتطواف على قاعات العرض وأقسامها المختلفة.
قطع أثرية
ويضم المتحف ما يزيد على خمسة آلاف قطعة أثرية، تؤرخ لمختلف الحقب التاريخية لعمان، منذ بداية الاستيطان البشري وحتى الوقت الحاضر، من خلال برنامج منهجي ومتكامل للحفظ والصون.
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء: المتحف مفخرة
قال صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء إن المتحف رسالة وهذه الرسالة مهمة جدا في بناء أجيال قادرة على الحفاظ على ما حققه كل عماني على هذه الارض ومنذ فترة الاجداد والاباء.
وأضاف “سموه” : المتحف مفخرة وواحد من اهم الانجازات المهمة في عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه والذي يولي اهتماما كبيرا للتاريخ والتراث والثقافة في هذا البلد.
وزير التراث والثقافة : المتاحف الوطنية ركائز الثقافة في كل دول العالم
قال صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة رئيس مجلس أمناء المتحف الوطني : المتاحف الوطنية ركائز الثقافة في كل دول العالم ونتمنى ان يمثل هذا المتحف السلطنة ثقافة وتراثا وأن يكون واجهة لزيارة كل القاطنين والزائرين في السلطنة.