عروبة الاخباري – خاص – كتب سلطان الحطاب – ونقول :
وليس يصح في الافهام شيء اذا احتاج النهار الى دليل
ولا افهم لماذا الهجمة على الدكتور حازم قشوع في بعض مواقع التواصل الاجتماعي ( المواقع الالكترونية ) الموجهة لصالح قوى وجهات محددة ؟ ولماذا اثارة نعرات وتوجهات ودوافع لا علاقة لها بما حدث وهو استقبال سفيرة الولايات المتحدة الاميركية ( السيدة اليس جي ويلز) في منزله ولقائها مع شخصيات كبيرة محترمة ..
اللقاء لم يتم سرا وانما تحت الكاميرات وهو لقاء دوري يتكرر تشرفت بحضوره وادارته في كثير من الاحيان حين جرى مع عديد من رؤساء الوزارات السابقين سواء كانوا في مواقعهم او بعد خروجهم منها ..
والدكتور قشوع شخصية عامة سبق ان شغل موقع وزير البلديات في حكومة معروف البخيت وهو اليوم نائب عن القائمة الوطنية . كما انه امين عام لحزب الرسالة ..
آمن الدكتور قشوع بالعمل الدبلوماسي وطرح ما سمي ” بالدبلوماسية الشعبية ” لتكون خطا موازيا للدبلوماسية الحكومية او الرسمية حتى يظل العمل الدبلوماسي فاعلا بشكل افقي وعمودي ..
والتقى الدكتور قشوع بمعظم السفراء الاجانب في المملكة وبشخصيات عامة زائرة على مستويات عالية وكان اللقاء ما قبل الاخير مع السفير البريطاني وكل اللقاءات السابقة لم تشعل عاصفة من الردود كما كان مع السفيرة الاميركية التي سبق ان التقيناها في جمعية الشؤون الدولية بدعوة من دولة الرئيس عبد السلام المجالي لتلقي محاضرة عن سياسة الولايات المتحدة الاميركية الخارجية في الشرق الاوسط وعن العلاقات الاميركية الاردنية ..
والسفيرة ويلز لمن لا يعرفونها تحب الدبلوماسية الشعبية وتلتقي العديد من الاردنيين في نشاطاتهم وجمعياتهم وحتى في نشاطاتهم الاقتصادية التي لها علاقة بالولايات المتحدة وهي تجسد الدور الحقيقي للسفير النشط في خدمة بلاده وكان من آخر نشاطاتها حضورها لافتتاح فرع لشركة ماكدونالدز ومجالستها نساء واطفال حضروا ليحتفلوا بهذا الافتتاح ..
السفيرة نشطة وترغب في التعرف على طبيعة المجتمع الاردني ونشاطاته وميوله واتجاهاته وهذا ما يرغب اي سفير في ان يقوم به حتى يتقن دوره ..
وكان الوزير السابق والنائب الحالي الدكتور حازم قشوع قد دعى شخصيات عدة حضور اللقاء الذي غبت عنه لسبب اني كنت مريضا واعتذرت ..
والسؤال ما الذي اثار بعض الجهات لتحرض على الدكتور قشوع وتتهمه ان له اجندات ومشروع يسعى لتحقيقه وهناك من وجه له تهما مغرضة وحمل اللقاء اكثر مما يحتمل وذهب حتى تخوين الدكتور والنيل من سمعته وسمعة بيته ..
الذين نقدوا نقدا سلبيا خلطوا قضايا عديدة واسقطوا رغبات وتصورات وزوروا معطيات وقراءوا على طريقة ولا تقربوا الصلاة وكالوا باكثر من مكيال ..
ووصل بهم الامر ان يمسوا وحدتنا الوطنية وان يستعدوا على الرجل الذي قام في اعتقادي بواجب وطني ..
اقول لاولئك الذين شككوا في عمل الدكتور قشوع سواء كانوا محبين او مغرضين ” ما ضل صاحبكم وما غوى ” ..
لقد كرس الدكتور موقفا في خدمة الاردن وسياساته وفي خدمة القضية الفلسطينية التي يعتبر حلها سياقا وطنيا اردنيا بامتياز ..
الدكتور قشوع ينطلق كما اعرفه من سياق وطني يستهدف كسب المواقف الاميركية في جانب من جوانبها لصالح تاييد السياسة الاردنية في البعد الوطني وفي بعد الانتصار للقضية الفلسطينية . وهو في لقائه ومجموعة الاصدقاء الذين دعاهم وعلى راسهم شخصيات مرموقة ابرزها دولة الاستاذ سمير الرفاعي ومجموعة من السادة النواب العاملين . فالسفيرة الاميركية ستكون اكثر فهما وادراكا لما يؤرق الاردنيين من انحياز السياسة الاميركية لاسرائيل ومحاولة تقديم صورة افضل وكسب المواقف الاميركية لها وهذا ما كان هاجس الدكتور قشوع ودافعه .. ولذا فان رمزية الباس السفيرة الاميركية الثوب الفلسطيني هي محاكاة ناجحة تماما لما تقوم به اسرائيل ودعايتها وردا مناسبا على ذلك وبنفس الاسلوب حين تقوم اسرائيل بالباس القادة الاوروبيين وغيرهم من القيادات المؤثرة ” القلنسوة اليهودية ” حين يزورون موقع المحرقة في القدس ( ايادي فاشيم ) ..
ويبدو ان ما فعله الدكتور قشوع استنفر الاحتياطي الذي لا يدرك او حتى الذي يدرك والذي يخدم سياسات متطرفة او جاهلة بالهجوم عليه ..
السفيرة الاميركية قبلت الدعوة وتحدثت وقبلت ان تلبس الثوب الفلسطيني وهو رمزية عميقة الدلالة وقبلت ان تبقى في الثوب وتغادر به وهو عمل مقدر لها وقد تثير عليها زوبعة من اعداء القضية وحتى من اصدقائها الجهلة .. فهل اتى الدكتور قشوع فرية او امرا مريبا ..
ام انه استطاع اعراب الجملة الاميركية في سياق سياسي ودبلوماسي عجز الكثيرون عنهم باسلوب ( اشبعناهم سبا واودوا بالابل ) .
فقد ازال الدكتور قشوع الجملة المعترضة وجعلها قابلة للاعراب والصرف وفتح حوارا بالذين حضروا في قبول الاخر وتفهم الرؤية الاردنية والفلسطينية في السياق الاميركي ..
لا احجر على رؤية الاخرين من الذين نقدوا وجاهة وعليهم ان لا يحجروا على الاخرين الراي وان لا يخرجوا بالراي الى التخوين والتكفير وتصفية الحسابات واستعمال اساليب الاسقاط الرخيصة ..
ما قالته السفيرة الاميركية في اللقاء يمثل سياسة بلادها والمبثوثة عبر وسائل الاعلام بشكل مستمر وهي قد اضافت ابعادا تضامنية مع المواقف الاردنية وتتفهم المعاناة الفلسطينية والحالة القائمة من هذه المعاناة وهو ما حاول المجتمعون نقله اليها فقد وافقتهم احيانا وجاملتهم احيانا وقد تكون عارضتهم لكنها حاورتهم وحاوروها وكسبت معرفة وكسبوا ايضا وكانت النتيجة ما راينا في المبثوث من وقائع اللقاء ..
ما عمله الدكتور قشوع يستحق الشكر وليس الاتهامية ويستحق ان نقراه بهدوء ودقة وحرفية وليس بصخب وشتم ورفض غير مبرر ..
فالولايات المتحدة صديقة للاردن الرسمي ومنتقده على المستوى الشعبي ولنقدها مبررات والا لما كان ضروريا ان تحاورها شخصيات عامة غير رسمية وان تسجل ملاحظاتها على هذه السياسة كما فعلت الشخصيات الاخرى في جمعية الشؤون الدولية ..
شخصيا اشعر ان الدكتور قشوع قد قام بما رغب الكثيرون منا ان نفعله وقد قام بذلك في وضح النهار وبشكل علني في حين تحركت بعض المواقع المغرضة وقد اخفت دوافعها في محاولة من النيل من هذا العمل الايجابي الذي نتمنى ان يتصاعد وان يحصد ثمارا لائقة ومناسبة ..
المشاهدات لما حدث من خبر وصلت الى اكثر من (60) مليون مشاهدة عبر العالم واثارت ردود فعل عديدة معظمها ايجابي وخاصة في الخارج فالسفيرة شخصية هامة على المستوى الدولي والاميركي تحديدا وقد ترشح لاحقا من ادارتها لتكون وزيرة للخارجية كما كانت كونزاليسارايس او كلنتون فلماذا لا نستفيد في وجودها في طرح اسئلتنا ورؤيتنا ومداخلاتنا . ولماذا يتحسس البعض حتى من اولئك الذين يطرقون ابواب السفارة ويمجدون السياسة الاميركية بعجرها وبجرها اليس في ذلك نفاق وازدواجية وحسد في ان هؤلاء كانوا يرغبون ان يقوموا بنفس العمل ولكنهم مقصرين او غير مؤهلين ..
اعرف الدكتور قشوع واعرف عمق وطنيته وحبه للاردن وللقيادة الهاشمية ولاخلاص دعوته الحزبية لتكريس مفهوم المواطنة والشراكة وسعيه المستمر لذلك ..
استحقت السفيرة الاميركية الضيافة الكريمة لموقفها من الاردن واستحقت الثوب الفلكلوري الفلسطيني لسماعا الوجع المؤرق للاردنيين من السياسة الاميريكة ازاء القضية الفلسطينية واستحقت ان تسمع وهي تتحدث لنخبة اردنية عن واقع معقد وعن كيفية العمل للخروج من ازمات المنطقة ..
مثل هذا جرى مع السفير البريطاني الذي سبق الاحتفاء به في نفس منزل الدكتور قشوع ومع نفس المجموعة مع اختلاف بعض الاسماء فلماذا لم يثر الناقدون على ذلك اللقاء ولماذا ثاروا على لقاء السفيرة الاميركية ..
هناك وجهات نظر عديدة ومن حقنا ان نختلف او نتفق او نتوافق على مثل هذا الذي جرى ولكن ليس من حق بعض الانتهازيين ان يصطادوا في المياه العكرة وان يفسدوا مافيه مصلحة عامة لوطننا وشعبنا وعلى البعض من المندفعين ان يدركوا ان تحسين الصورة العامة ليست حكرا على الحكومة او الموظفين الرسميين وانما يمكن ان تنهض بها ايضا مؤسسات المجتمع المدني والشخصيات العامة الاخرى والنواب والاعيان وحتى الاكاديميين والمثقفين وهذا درس يجب ان نتعلمه من الاسرائليين مزدوجي الجنسية وحتى ممن يؤيدون اسرائيل دون ان يكونوا مواطنين فيها ..
د. قشوع لم ياتي شيئا فريا ولم يهرف بما لا يعرف ولم يجذف في الدين او السياسة او الوطنية وعلى من يرون رؤيته ان يقفوا الى جانبه وان يدافعوا عنه وان ينتظموا في قائمة موقعة حتى لا يصل السوس الى الخشب وحتى لا تلوث ادوات الحوار ووسائله ومواقعه في بلدنا الذي يضمن ذلك ..
لقد راينا بعض الرؤوس تطل لتنعق وترتدي قميص عثمان ليس حبا في علي ولكن كراهية لمعاوية ..
قشوع احسنت فقد سكبت عملا داخل الصحن الوطني ولم تذهب لتغمس بعيدا وتستقوي على بلدك كما فعل المزايدون ..
ما ضل صاحبكم وما غوى.. وما قشعت اذ قشعت ولكنها البصيرة وليس البصر
12