عروبة الإخباري- أعلن رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني أمس، تشكيل مجموعة خاصة لانتخاب مرشد جديد للجمهورية الإسلامية في إيران، في حال تعرّض المرشد علي خامنئي لـ «حادث».
وأشار إلى أن المجموعة تضمّ أعضاء في مجلس خبراء القيادة المكلف اختيار المرشد، لافتاً إلى أنها تدرس كل الاحتمالات، بما في ذلك وضع لائحة بأسماء مرشحين لمنصب المرشد، من أجل طرحها على مجلس خبراء القيادة، في حال دعت الحاجة إلى إبدال المرشد أو انتخاب مرشد جديد.
وعلى رغم أن رفسنجاني طرح القاعدة النظرية لمهمة مجلس خبراء القيادة، كما وردت في الدستور الإيراني، لكنها المرة الأولى التي يتحدث فيها بصراحة وشفافية عن منصب المرشد. وكان خامنئي (76 سنة) اختير مرشداً لإيران، بعد رحيل مؤسس «الجمهورية الإسلامية» الإمام الخميني عام 1989.
رفسنجاني لم يذكر الشخصيات التي اختيرت لدرس الأسماء المحتملة لتسلّم القيادة بعد المرشد الحالي، لكن مصادر أبلغت «الحياة» أن اللائحة تضمّ أسماء رفسنجاني والرئيس حسن روحاني، ونائب رئيس مجلس الخبراء محمود هاشمي شاهرودي، ورئيس القضاء صادق لاريجاني، إضافة إلى شخصيات من خارج مجلس الخبراء، مثل رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني وسكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني.
ونبّه رفسنجاني إلى أهمية منصب المرشد، ما يحتّم درس أسماء الشخصيات المحتملة للمنصب، والتشاور في شأنها مع خامنئي، من أجل تأهيل هذه الشخصيات لتحمّل المسؤولية. وأضاف: «المرشد يخص جميع المواطنين، مسلمين وغير مسلمين، من اليسار واليمين، ويجب اختيار مرجعية تحظى برضا الجميع».
وانتقد «تطرّف» شخصيات إيرانية، من التيارين الإصلاحي والأصولي، لكنه ركّز على الأصوليين، معتبراً أنهم «يستغلّون مناصبهم في البرلمان ويروّجون لتطرف». وأسِف لأن «مؤسسات تلتحق بهم وتساعدهم على ذلك، فيما تنشر مؤسسة الإذاعة والتلفزيون أفكارهم المتطرفة».
ودافع رفسنجاني عن مكانته في إيران، إزاء تعرّضه لهجمات من أصوليين، قائلاً: «لا يمكن أن يؤثروا فيّ، لأنهم مثل غربان لا يستقرّون على غصن. ولا أهتم بهم لأنني خضعت دوماً لضغوط». ورأى أن «التطرّف في إيران لا يتجاوز الكلام»، وتابع: «كل شيء لا يرضى عنه الأصوليون، يسمّونه تغلغلاً».
وأشار إلى أن طهران تستطيع درس إقامة علاقات مع واشنطن، إذا غيّرت الأخيرة سلوكها «العدائي» تجاهها، وزاد أن «الأمر يتوقف على (الولايات المتحدة) بعض الشيء».
تصريحات رفسنجاني تأتي بعدما أثار ترشّح حسن الخميني، حفيد الإمام الراحل، لانتخابات مجلس خبراء القيادة المرتقبة في شباط (فبراير) المقبل، ردود فعل متباينة في إيران. ورحّب الإصلاحيون بالأمر، فيما رأى أصوليون انه ليس من التيار الإصلاحي، كما اتهم آخرون الإصلاحيين بمحاولة المتاجرة باسم الامام الخميني، من خلال حفيده.
في غضون ذلك، أعلن الناطق باسم القضاء غلام حسين محسني إيجئي أن محمود دعائي، ممثل خامنئي في صحيفة «إطلاعات»، سيُحاكَم لتحدّيه حظراً على نشر تصريحات للرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي، وصورة له، بوصفه من «قادة الفتنة»، في إشارة إلى الاحتجاجات التي تلت انتخابات الرئاسة عام 2009. لكن دعائي لا يعتبر خاتمي كذلك.
إلى ذلك، حذر محسن رضائي، سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام، من «حرب عالمية ثالثة»، بسبب «التوتر» في الشرق الأوسط.(الحياة)