عروبة الإخباري- أكد سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، ان صدور الإرادة الملكية السامية اليوم الثلاثاء بتشكيل مجلس “أمناء مؤسسة ولي العهد”، يمثل انطلاقة لحاضنة تدعم المبادرات الشبابية في الأردن.
وقال سموه، على حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي (انستغرام)، إن هذه المؤسسة “ستسهم في أعمال التنمية من خلال تفعيل دور الشباب، وبناء قدراتهم لمواجهة التحديات كمواطنين فاعلين في مجتمعهم”، مضيفاً سموه “كلنا في خدمة أردننا، وقوتنا بإنساننا”.
وتركز المؤسسة، التي مر قانونها بمراحله الدستورية، على المبادرات الشبابية في الأردن وتوفير الدعم اللازم لهذا القطاع، بهدف تنمية مواهب الشباب وتحسين مستوى معيشتهم.
وتتمتع المؤسسة، التي هي مؤسسة أهلية ذات نفع عام، بشخصية اعتبارية ذات استقلال مالي وإداري.
وتهدف المؤسسة إلى المساهمة في تعزيز التنمية الشاملة في مختلف محافظات المملكة، بما في ذلك تقديم الدعم المباشر للمجتمعات المحلية، والمساهمة في إقامة المشاريع والأنشطة العلمية والثقافية والرياضية والتعليمية والاجتماعية والمهنية والصحية وغيرها.
كما تهدف للتعاون مع الأفراد والجمعيات والمؤسسات والشركات العاملة في المملكة، في الأنشطة ذات العلاقة بأهدافها، إلى جانب حقها في تأسيس الجمعيات والشركات غير الربحية أو المساهمة أو المشاركة فيها وفقاً للتشريعات النافذة.
ويمنح القانون المؤسسة حق إبرام العقود والاقتراض وقبول التبرعات والهبات والمنح والوصايا والوقف، فضلاً عن حق التقاضي.
يشار إلى أن مجلس أمناء المؤسسة يتولى إدارتها والإشراف عليها، وله مهام وصلاحيات في رسم السياسة العامة للمؤسسة ووضع الخطط والبرامج اللازمة لتنفيذها، وإقرار الخطط الخاصة بتمويل المؤسسة من مختلف المصادر المحلية والعربية والدولية، وإقرار المشاريع المتعلقة باستثمار أموال المؤسسة.
كما يتولى المجلس، وفقاً لقانون المؤسسة، إقرار الاتفاقيات والعقود التي تكون المؤسسة طرفا فيها، وتفويض من يوقعها نيابة عنها، واقرار الهيكل التنظيمي للجهاز الإداري لها، إلى جانب إقرار الموازنة السنوية للمؤسسة، والمصادقة على التقرير السنوي الخاص بأعمالها وأنشطتها وبياناتها المالية الختامية، إضافة لتشكيل لجان متخصصة من أعضاء المجلس وغيرهم لمساعدته على القيام بمهامه.
ويأتي إنشاء المؤسسة تأطيرا لحرص سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، على متابعة قضايا الشباب الأردني، حيث يدعو دوما لانخراطهم في المجتمع، وحصولهم على التعليم والفرص الاقتصادية، لقناعته بأن الشباب مؤهلون للريادة إذا أتيحت لهم الأدوات والوسائل المناسبة، وذلك من خلال إطلاق عدد من المبادرات التي تركز في مجملها على تمكين الشباب، وفتح مختلف الآفاق العلمية والعملية أمامهم.
وفي هذا الإطار، أطلق سموه مبادرة (حقق) في عام 2013 التي تستهدف الشبان اليافعين، وتسعى لإيجاد مستوى عال من التشاور والتفاهم بين جيل الشباب، وتنمية الفكر الديمقراطي، وتعزيز الثقة بالنفس وبناء الذات، والقدرة على صنع القرار، عبر برنامج عملي متعدد المراحل، قائم على الأعمال التطوعية، والزيارات الميدانية والمعسكرات التدريبية، في مختلف مناطق المملكة، لتعزيز روح المواطنة الفاعلة.
كما أطلق سموه مبادرة (قصي) التي تهدف الى تأهيل كوادر الطب الرياضي المشاركة بالتمارين والبطولات المختلفة، عبر دورات متقدمة في مجال العلاج الرياضي والإسعاف الأولي وتوفير الخدمات الطبية، للحد من الأخطاء العلاجية التي قد تعرض اللاعبين للخطر، كما تعمل المبادرة على إنشاء مراكز في المدن والمجمعات الرياضية، وإعداد دراسات مسحية عن المعالجين الرياضيين للتأكد من مستواهم العلمي، وكذلك توعية الرياضيين ونشر الثقافة الصحية بينهم.
وتحظى جوانب التنمية الأكاديمية والتقنية للشباب، باهتمام سموه حيث تواصل مع مركز الأبحاث “ناسا آمز”، التابع لوكالة (ناسا) الأمريكية لعلوم الفضاء، حيث وفر المركز بمبادرة من سموه فرصة نادرة للشباب الأردني للتدرب فيه. ويشمل التعاون مع المركز، برامج وبعثات ضمن مهن تتعلق بمجال التكنولوجيا، وكذلك مع جامعة MIT، ضمن برامج تهدف إلى إلهام المهندسين الشباب، وتعزيز قدراتهم، فضلا عن توفير المزيد من فرص التدريب الأكاديمي، كما أنها تدعم جهود الأردن لبناء كادر من الفنيين المؤهلين تأهيلا عاليا في قطاعات التكنولوجيا والبحوث.
وتتويجا لهذا البناء على الأسس الوطنية والمعرفية، رعى سمو ولي العهد المنتدى العالمي للشباب والسلام والأمن الذي دعى له سموه أثناء ترؤسه لجلسة مجلس الأمن الدولي في أبريل 2015، حيث أخذ المنتدى على عاتقه زيادة الوعي العالمي بمساهمة الشباب في تحقيق السلام، وهذا التجمع الأول من نوعه، جمع الشباب، والمنظمات التي يقودها الشباب، والمنظمات غير الحكومية، والحكومات وهيئات الأمم المتحدة معاً، في شراكة لمنع الصراعات ومكافحة التطرف وبناء سلام دائم، وقد تمخض عنه إعلان عمان حول الشباب والسلام والأمن.
وإيمانا من سموه بأنه لا شباب فاعل بلا طفولة سليمة، فقد أطلق مبادرة سمع بلا حدود، تحت شعار (أردن خال من الصمم)، التي جمعت نخبة من الأطباء والمختصين المحليين والعالميين لتأهيل الأطفال الصُّم من خلال زراعة قوقعة الأذن، وتدريبهم على النطق، وتوعية المجتمع بالحالات المسببة للصمم، وإنشاء مراكز في جميع أنحاء المملكة لتأهيل الأطفال الذين يتم إجراء عملية زراعة القوقعة لهم، وتدريب المختصين بتأهيل النطق، وتدريب أسر الأطفال المستفيدين من الزراعة، وإجراء المسوح لتحديد الحالات وطرق معالجتها.
ويضم مجلس أمناء المؤسسة في عضويته عددا من الشخصيات من ذوي الخبرة والاختصاص في مختلف المجالات، ممن لهم سجل أكاديمي ووظيفي متميز: الدكتور وجيه عويس، وعمر الور، ونداء معاني، وضحى عبدالخالق، وسميح طوقان، ونبيل كمال.
ويشغل عويس، الذي يحمل درجة الدكتوراة في الجينات الجزئية من جامعة ولاية واشنطن الأميركية، ودرجة الماجستير في الكيمياء الحيوية من الجامعة الأردنية، والبكالوريوس في البيولوجيا من الجامعة الأمريكية في بيروت، عضوية مجلس الأعيان، كما سبق أن عمل وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي، ونائبا لرئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية للفترة من 1998 – 2003، قبل أن يترأس الجامعة ذاتها للفترة من 2003 – 2011.
ويتمتع الور بخبرة واسعة في القطاعات الاستثمارية والعقارية والاستشارية وتطوير الأعمال في القطاعين العام والخاص، في مناطق الشرق الأوسط، والهند، وأميركا الشمالية، حيث شغل مناصب عدة في وزارتي التخطيط والتعاون الدولي، والمالية، إضافة إلى الديوان الملكي الهاشمي، ويترأس حاليا الذراع الاستثماري للبنك العربي.
وتمتلك المعاني، عضو المجلس، خبرات واسعة في العمل مع عدد من المنظمات الدولية، وكبرى الشركات والهيئات الاستشارية العالمية، وأثناء عملها مستشارة في رئاسة الوزراء، أشرفت على عدد من الملفات ذات الصلة بالإصلاح الاقتصادي، وسياسات الخصخصة، والاستثمار والتجارة.
كما أن عبدالخالق، هي مؤسس مشارك في شركة اسكدنيا للبرمجيات، وتعمل كشريك تنفيذي ومستشار قانوني وخبير في الموارد البشرية، وعملت قبل ذلك مستشارة قانونية، ومسؤول للموارد البشرية لفروع شركة إيريكسون للاتصالات في الأردن والصين وشنغهاي ولبنان وستكهولم، فيما تشغل حاليا عضوية المجلس الاقتصادي والاجتماعي، وعضوية غرفة التجارة الأردنية الأميركية للأعمال.
وطوقان هو المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة مكتوب دوت كوم، وعيّن بعد ذلك رئيسا لمجموعة جبار للانترنت، وفي عامي 2011 و2012 تم تسميته من أكثر 500 شخصية مؤثرة في الوطن العربي، وفي عام 2014 نال طوقان جائزة تكريم لأفضل الشركات القيادية على مستوى الوطن العربي، ويعمل حاليا كمرشد لمجموعة من الرياديين، وأسس أويسس 500 كحاضنة أعمال للشركات الناشئة في المملكة.
فيما عمل كمال، الحاصل على درجة الماجستير في الهندسة الميكانيكية من جامعة ميتشيجان في عام 1987، مديرا في مجموعة (تيكنو) في عمان منذ عام 1990، والتي تمثل تجمعا لشركات متعددة الجنسيات، تمارس نشاطاتها في الشرق الأوسط، في مجال العقود الصناعية، والهياكل المعدنية وتصنيع الآلات، وصناعة اللوحات الكهربائية وحلول السيارات والمباني، وفروع أخرى متخصصة في إدارة المشروعات. (بترا)